كتب_ خالد عيد

تصدعت زوايا قلبى بالحب.. وليتنى ما احببت بهذه الطريقه.

لا ادرى ماذا اقول حقا.. لا احد سيصدقنى عندما أطرح مشكلتي.. ليست عندى القدره لإعلان مشكلتى لأحد.. باختصار هي مشكلة..

لا أدرى إن كان هناك أحد قادر على فهمها.. لا أحد سيشعر بما كنت أشعر به.. أم أنا وحدي الذي يعانى من ذلك؟

أنا أحبها حب يفوق كل احتمالات الخيال.. أنى لا أعشقها وحسب بل أنى أذوب بها تمام الذوبان.. وهي أيضا تحبنى كثيرا.. لكن عندما أخذت قرارها كانت محقه.. كلكم محقون.. إلا أنا كنت الوحيد المخطىء.

هل تتخيلون كيف يصل الحب إلى حد الكمال؟.. يصل إلى حد التنزيه والتعبد.. هو حب ليس بالمعنى المقصود والبديهي أنه ليس حب رجل لأنثى فقط.. إنما هو حب إنسان لبحر عذب كبير.. أو جبل شاهق ساحر.. أو عصفور جميل الألوان مغرد.. كحب السماء الزرقاء الصافيه .. كحب الارض النابتة بالخير.. هكذا كان حبى لكارمن.. والذي لم تكن تتقبله على نحو ما.

كارمن.. حبيبتي.. قطعة منتزعة من السماء فى وقت إشراقها.. مزينة بتغريدة عصفور شقي على أغصان شجرة الياسمين.. رقيقة.. هشة.. كان جمالها أبعد من أحلم بأن أناله.. رأيتها بطريقة مختلفة ليس كما أرى يوميا عشرات النساء او كما يراها الرجال.. لا أحد مثلى شغله ذلك السحر الكامن

فى اعماق عينيها .. يكاد صوتها لا يلامس طبلة اذنى .. بل الادق انه يلامس طبلة قلبى .. فحينما تتكلم لا اسمعها .. بل اسمع صوت الدهشة .

بدأ ذلك منذ فتره وفى تلك الليله الرائعه التى لم يفسدها سوى ما حدث .. كنا وحدنا بالغرفه بعد يوم ملىء بالحب والجمال .. كانت ترتدى

فستانا رائعا .. ابيض هادىء مطرز بترتر رقيق كالنجوم .. وشعرها الذهبى منسدل برقه على كتفيها .. عيناها تداعبنى على استحياء .. ما اجمل

وجهك الملائكى يا كارمن .. كنت امامها كأنسان يتعبد .. وقفت مستغرقا امام جمالك وروحى تصعد وتهبط مع دقات قلبى .. شعرت انك مدهوشه

ومرتابه ومتوتره قليلا ... ماذا تنتظرين منى الان يا كارمن ؟ ما الذى كنتى تتوقعينه ان يحدث ؟ .. لا .. لا ياكارمن .. انا لا استطيع فعل ذلك

معك ابدا .

ستظنون اننى ابالغ كثيرا واحلم كثيرا .. لكن هذا هو ما حدث بالفعل .. كيف وصل حبى لها لهذه الدرجه التى جعلتنى اعاملها كملاك سماوى

او قطعه من نور .. شعرت فجأه انى ارتدى ثوب الرهبنه معها .. ومعها فقط .. لذلك هى كانت محقه فعلا حينما قررت ان تفارقنى وتنسانى

للابد .. فالحب ليس فقط حب روح لروح وقلب لقلب وعقل لعقل .. بل انه ايضا حب جسد لجسد .. لكن فجأه احسست معها بوجوب كل انواع

الحب عدا الحب الاخير هذا .. وهذا ما لم تفهمه كارمن بالطبع .

كيف لى ان اعبث بجسد هذا الملاك ؟ كيف لى ان اخترق انسجته وألوثه ؟ حتى وان كانت راضيه وتحب وتتشوق منى ذلك .. لا استطيع

ان افعل ذلك يا كارمن .. دمعت عيناها وبكت بحرقه وشعرت بقلبها يتمزق بالبكاء .. انا لست كما تظنين يا كارمن .. انا مكتمل الرجوله لكن

لا اعرف كيف وصل بى حبك لهذا التطرف فى الحب .. الحب المنزه عن الالتقاء الجسدى .. لا اتخيلك يا كارمن كبقيه النساء .. لم اتخيلك

يوما عاريه الجسد امامى او انظر لتفاصيل جسدك بأشتهاء .. لم اكن معك كذلك ابدا يا كارمن .

رجل اخر غيرى فى موضعى هذا لكان احالها لمجرد فتاة جميلة يمر على جسدها مرور الكرام .. يطارحها الفراش ويرحل غير عابىء بما

فعله فى هذا الملاك البرىء الطاهر .. شعورى نحوها بالطهارة الخالصة احالنى الى راهب تجلت امامه كقطعة نور .. قطعة ذهب سقطت ككنز

على رأسى .. احسست بأننى كأدم امام الشجرة العظيمة .. لكنى لن اخطىء مثلما اخطأ ادم واخذ التفاحة الشهية .. لن اخطىء يا كارمن فتمتد يدى

لثمارك البهية .. فهيئة ملائكية بهذا النقاء لا يليق بها افعال بذيئة . لقد خشيت من حبها وارتضيت الفرار منها .. ورثت عنها جرحى الذى لا اعتقد

ان تكون للايام قدرة على تطبيبه.. فجرح كارمن غير قابل للاندمال ابدا.

اذهبى وغادرى محيط مكانى وزمانى يا كارمن .. اكثر ما يؤلمنى هى دموعك المتناثره من حولى .. والتى تركتينها لتبقى اخر مشهد

لك .. انا اسف ..اذهبى لمن يحبك حب طبيعى يا كارمن .. لمن ينظر لك كأنثى جميلة الجسد وبأمكانه ان يرتشف منه كيفما شاء ..

أما انا فسأعود الى عالمى.. وأعود إلى نساء تقليدية أمارس معهن فن الحب كما كنت افعل من قبل.. واتمنى أن أحب بشكل طبيعى كما أتمنى أن لا تظهر كارمن اخرى فى حياتى.. وداعا ملاكى.. وداعا كارمن. 

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 726 مشاهدة
نشرت فى 18 ديسمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,480,526

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟