كتبت_ إيمان قميحه

منذ زمن طويل لم يلتف الشعب المصري حول مشروع قومي بالمعني المتعارف عليه وعند النظر الي الخلف نجد أنه من أشهر المشروعات القوميه التي ألتف حولها هذا الشعب كان في العهد الناصري  وبناء السد العالي.

فالمشروع القومي يعرف علي أنه هو مشروع بالأساس يساعد علي التنميه القوميه والمجتمعيه  من خلال خلق فرص  عمل جديدة والتأثير على الناتج القومي الأجمالي وخلق مجتمعات عمرانيه جديده بالإضافه أنه يجب أن يكون مشمولا بالحماية  والمشاركة الشعبية وخاصة من رجال العلم وجموع المهنيين والقوى الإجتماعية والسياسية العاملة على ساحة العمل الوطنى.

وفي التاريخ المصري علي الرغم من وجود وتعدد المشروعات التي سميت بالمشاريع القوميه نجد أن كثير منها لم يؤتي ثمارها في كثير من الاحيان.

 فبنظره تاريخيه سريعه الي تلك المشاريع كان أبرز تلك المشاريع هو مشروع السد العالي في الحقبه الناصريه وكان من الأثار التي ترتبت علي هذا المشروع أنه عمل على حماية مصر من الفيضان والجفاف حيث أن بحيرة ناصر تقلل من اندفاع مياه الفيضان وتقوم بتخزينها للاستفادة منها في سنوات الجفاف بالإضافه أنه ساعد علي التوسع في المساحة الزراعية نتيجة توفر المياة وعمل أيضاً على زراعة محاصيل أكثر على الأرض نتيجة توفر المياه مما أتاح ثلاث زرعات كل سنة بالإضافه الي توليد الكهرباء التي أفادت مصر اقتصاديا وقد ظهر ذلك في مشروعات اخري في تلك الحقبة.

 أما عن فتره السادات لم تكن هناك مشروعات قوميه بالمعني المعروف لأن كل المجهودات كانت موجهه للجيش وزمن الحرب.

أما عن الحقبه المباركيه  فقد كانت الأسوأ علي الرغم من فتره الانفتاح الاقتصادي ومحاولة جذب الاستثمارات وبعض التوسعات التي حاولت الدوله القيام بها إلا أنها كانت الأسوأ فلم تؤتي ثمارها إلا  للطبقه الحاكمه ولم تنعكس فعليا علي دخول الافراد بالعكس بل أدت الي زياده الفوارق الأجتماعيه والأقتصاديه لصالح رجال الأعمال وعندما حاولت الدوله القيام بعمل مشروع قومي قدم لنا النظام البائد مشروع توشكي وقد أشار تقريرالجهاز المركزي للمحاسبات قال إن القضيةَ الخطيرةَ تكمن في أن هذا المشروع الذي أُنفِق عليه 7 مليارات جنيه بدأ دون دراسة جدوي، حيث تم إعداد دراسة جدوي للمشروعِ في مايو 1998م أي بعد البدء في تنفيذِ المشروعِ بـ 17 شهرًا، وأكد التقرير أن جميع الدراسات السابقة للمشروع كانت دراسات علمية ليست دراسات اقتصادية

لتأتي الثوره ويأإتي معها عصر جديد وهو العصر الأخواني  وجاء برنامج النهضه الذي لم يكن هناك أي ورقه أو ملمح لهذا الملف ليحدد مدي قوميتها واستفادة الوطن منه.

أما مابعد ثوره 30 يوليو بدأ الحديث عن مشروعات قوميه جديدة حيث وافق مجلس الوزراءعلي عدد من المشروعات القوميه والبنيه التحتيه مثل إعتبار مشروع تنمية منطقة قناة السويس وأتخاذ الأجراءات المطلوبة لمشروع محطة الطاقة النووية لتوليد الكهرباء للأغراض السلمية بمنطقة الضبعة والخطة العاجلة للتنمية المتكاملة لقطاع برنيس (حلايب – شلاتين – ابو رماد).

كل  المشاريع والخطط القوميه التي  وردت بعد 30/6 بحكومه الببلاوي الهشه هي قرارات حبرعلي ورق ولكن هنا  يظهر أكثر من تساؤل  تلك المشاريع مادامت المشاريع السابقه أدرجت تحت بند المشاريع القوميه لابد أن يكون لها دراسات جدوي اقتصاديه وبالطبع لا تكون تلك الدراسات علي غرار دراسه مشروع توشكي أي لابد من أظهار نتائجه العملية التي تظهر في صوره فرص عمل سوف تتوفر وتجمعات سكنيه سوف تتاح وتظهر نتائجها في الناتج الأجمالي للدوله والأهم من ذلك أن يكون محدد فتره زمنيه  للأتمام تلك المشروعات وكذلك موافقه مجلس النواب عليها بالإضافة أنها لابد أن تتحدد ليها قيمه داخل الموازنه العامة ليتم حساب المقصرين والحفاظ علي المال العام  فلا تهدر أموال الشعب مثلما حدث في مشروع توشكي الذي كان يمكن أن يستفاد من المبالغ التي تم انفقها دون جدوى علي مشروعات أخرى يستشعر بها المواطن المصري بالإضافه إلي تحديد جهات التمويل وكذلك محاسبة القائمين علي تلك المشاريع في حال تنفيذها وعدم تحقيق البنود التي أنشأت من أجلها والأهم من ذلك ضمان أستمرار تنفيذ تلك المشاريع فالمشكلة الأساسيه في مصر أننا لدينا فصل بين الحكومات  المتعاقبه فالحكومة التي تأتي تحيل مخططات الحكومه السابقه إلي التقاعد وتبدأهي بمخطط جديد  مما  يترتب  عليه  تكوين عدد من المشروعات أن وجدت غير كاملة وإهدار المال العام.

كله ما نحتاجه في مصر قبل أن نضع  خطه  للأستثمار أو الترويج للمشروع قومي لابد ان يتم دراسه جدواه الاقتصاديه  ومقدار مشاركته في الدخل القومي والمقومات القوميه والأجتماعيه ليس كأرقام فقط ولكن أيضا عدالة توزيعه مجتمعياً بالإضافة إلي ضميرا يحمي أبناء هذا الوطن.

 فلا يكون المشروع  قوميا بالتبرعات والهبات عندما  ينكشف الستار عن الحال الحقيقي لأبناء هذا الوطن نتيجه لظروف بيئيه ونبدأ  بجمع التبرعات للتدفئه أو محاولة أظهار احترام لحقوقه لكسب تعاطف الرأي العام.

لقد هرم هذا الشعب من الجمل المطاطيه و التشدق باسم القوميه والوطنيه  كل ما يحتاجه أبناء هذا الوطن هو  (الضميـر).

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 919 مشاهدة
نشرت فى 17 ديسمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,543,568

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟