بقلم :هاني كشك

لماذا تحبها ؟

في حياة كلا منا وهم كبير إسمه الحب الأول ...

هكذا بدأ الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس فيلم الوسادة الخالية فهل شاهدت الفيلم و هل قابلت هذا الوهم ؟ هل أحببت ؟ و هل رأيك يختلف عن الكاتب ؟ قد يكون بالنسبة لك الحب الأول هو الحب الأخير و قد يكون كل حب في حياتك هو الحب الأول

أعتقد أن الرومانسية لم يعد لها مكانًا في هذا العالم الان .. فعندما تتدخل حسابات العقل وحده دون القلب فأنسى الرومانسية فقد ينظر إليك البعض أنك واهم أو ناقص أهلية . لا تتعجب و أنظر حولك و حاول أن تدون ملاحظاتك على جيلك كم قصة حب بدأت و كم إنتهت ؟ كيف ينظر كل طرف للأخر ؟ ما هي العبارات المستخدمة بين محبين هذا الجيل ؟ ستجد أن الرومانسية أصبحت على الهامش و لم تعد كما كانت منذ زمن قريب ... لم تعد لمعان في العيون ولا همس رقيق و لا رعشة في القلب ... تغيرت كما يتغير كل شىء حولنا.

لماذا تحبها ؟ في الحقيقة لا أعرف .

لم تكن الاجابة لأنني أجد فيها ما ينقصني أو لأنها عاقلة أو جادة لم تكن كل هذة إجابات بل بمنتهى البساطة ( لا أعرف ) تذهب و تجيء و تنتظر موعد مرورها أمامك أو أن تلمحها في شرفة منزلها لتشعر بالسعادة ... هي بالنسبة لك السعادة ودونها الألم و العذاب ... تسمع الأغاني العاطفية فتشعر أنها تردد ما كل ما بداخلك من مشاعر نحوها .. إختزلت العالم في صورتها . حتى لو تعرفت عليها فستغض بصرك عن عيوبها فهي بالنسبة لك كلها مزايا ... في مرحلة المراهقة كل هذا مقبول لأنها طبيعة المرحلة أن يجنح قلبك اكثر إلى من تحب فالمشاعر تكون مثل الوردة التي تتفتح تستكشف العالم بعيون التفاءل و البراءة و كل المطلوب هو تهذيب هذة المرحلة و ترويضها حتى تترك فينا أحلى ما فيها فقط أما أسوأ ما فيها فنتركه جانبًا. و تلك مسؤولية الأهل و المراهق نفسه.

عند الزواج تختلف الأمور بتجاربك في الحياة و نظرتك إلى المرحلة الجديدة التي تسعى إليها فالقلب وحده لا يكفي و العقل وحده لا يكفي و لكن هي معادلة تحدث لك التوازن العاطفي و العقلي معًا ..و ليت كل

شخص مقدم على الزواج ينفذ وصية رسول الله و أن تظفر بذات الدين و تبحث عمن إذا نظرت إليها سرتك و إذا أمرتها أطاعتك و إذا غبت عنها حفظتك في نفسها و مالك .

وليست النتيجة الطبيعية للحب هي الزواج بل النتيجة الطبيعية هي الاستمرار في الزواج بسعادة فمجرد الاستمرار قد يكون له أسباب اخرى و لكن السعادة هي الهدف الذي يسعى اليه الطرفين و ليس طرف دون الاخر فتختل الحياة أو يشعر أحد الأطراف بالظلم بل هو هدف للطرفين ... ولن تخلو الحياة من المشاكل و لكن ما نوعيتها و حجمها و كيفية حلها ؟ وليست المشاكل جانبًا سلبيًا في الحياة فقد تساعد كل طرف في إكتشاف مواطن جميلة داخل الاخر و التعرف عليه اكثر فيغوص كلا منا اكثر داخل من يحبه.

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 735 مشاهدة
نشرت فى 19 ديسمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,545,790

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟