كتب : هانى كشك
انظر لكل من حولك فالجميع يحمل همومه ويسير بها اثقلت كاهله و لكنه لا يستطيع أن يتخذ قرارًا بالتخلي عنها فينحني ظهره و تذبل عيناه و تجف أفكاره ... الجميع مشغول بحاله و حاله ليس إلا همومًا يريد التغلب عليها ... هو لا يريد السعادة و لا يبحث عنها و لكن فقط يبحث عن طريقة يوقف بها زحف الهموم عليه.
ليست المشكلة في تحمل الهموم و لكن المشكلة تكمن في عدم معرفتك متى تنتهي هذة الهموم؟ اليوم .. غدًا .. بعد عام ... أنت لا تعرف متى تتوقف عن مطاردتك و لو عرفت سترتاح و تنتظر نهايتها و لكن للأسف هذا شبه مستحيل أو هو مستحيل . و نحن قوم ارهقتنا الهموم و تصر على أن ترافقنا حتى ولو انتفضنا و ثورنا عليها تختفي قليًلا ثم تظهر في ثوب جديد ... ثوب يحمل لنا الجديد منها أو نوع اخر تمامًا كالفيروس الذي يطور نفسه ليتغلب على الادوية التي تقتله ... المهم أنها تطاردنا هل تنتصر ؟ هل نستطيع أن نهزمها ؟ وقد تكون إبتلاء و كًلا يبتلى على قدر إيمانه .
تستطيع أن تقول سأتغلب عليها بالأمل في غد أفضل ... الأمل شىء جميل وبدونه لن تسطيع ان تعيش و لكنه شىء نفسي غير ملموس و نحن نحتاج إلى نتائج على أرض الواقع حتى لا يموت و هو لا زال يحبو يتلمس طريقه داخل نفوسنا . تستطيع ايضًا أن تقول سأتغلب عليها بالصبر عليها و لكن في الحقيقة ليس كل الصبر محمودًا فأحيانًا يكون الصبر عليها أكثر من اللازم سببًا في جرأتها عليك أكثر .
و نحن نصنع النكتة من الهموم و نضحك عليها و كأننا نهرب منها أو نريد تحويلها إلى شىء جميل يبعث على الابتسامة حتى و لو كانت أصعب المواقف حزنًا إلا أننا نعود فنجد ملامحنا تغيرت و كأننا إكتشفنا أننا كنا نكذب على أنفسنا و أنه من الأفضل لنا مواجهة هذة الهموم ... قد تكون الابتسامة وسيلة لمواجهتها و لكنها بالتأكيد ليست الحل الجذري .
نقبلها و لكن ليس بالضرورة أن تحيط بنا من كل جانب إن كان و لابد منها فشيئًا قليل و لكننا نقترب من أن تكون أحد مكوناتنا إذا ضحكنا سارعنا و قلنا ( اللهم أجعله خير ) و إذا فرحنا جرت الدموع سريعًا و كأنها تذكرنا بأن ما حدث شىء عارض .
ساحة النقاش