كتب_ حسن ديلبيرو

"لم نصل إلى كأس العالم بعد، فما زالت أمامنا مباراة إياب صعبة فى مصر وكما أحرزنا ستة أهداف فى منتخب كبير كالمنتخب المصرى، يمكننا أن نخسر بخماسية أو أكثر، لكل فريق أيام جيدة وأخرى سيئة ولكل مباراة ظروفها الخاصة التى لا يمكن التنبؤ بها"

بهذة الكلمات اختتم "جيان اسمواه" لاعب المنتخب الغانى تصريحاته بعد الهزيمة التاريخية التى مُنى بها المنتخب المصرى فى استاد بابا يارو فى الجولة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم فى البرازيل العادم القادم، هذة التصريحات تعكس مدى الاحترافية فى تناول الأمور من لاعبى المنتخب الغانى؛ فهم مازالوا يتذكروا ان هذا هو نفسه المنتخب المصرى الحاصل على بطولة أفريقيا للأمم لثلاث مرات متتالية و احدى هذة التتويجات كانت على حساب المنتخب الغانى نفسه بهدف وحيد سجله جدو.

كما ان اسمواه أصبح يدرك جيداً ان كرة القدم لا أمان لها ويجب أن تلعب بدون تهوان وخاصة بعد درس الاوروجواى القاسى فى كأس العالم الأخير وخروج غانا الذى كان اللاعب نفسه سبباً فيه.

 لسنا بصدد أطالة الحديث حول خيانة كرة القدم داخل المستطيل الأخضر، كما أننا لسنا بحاجة الى التذكير بالعودة التاريخية التى حدثت من قبل فى مبارايات عدة؛ فمن قبل لم يؤهل أحد المنتخب المصرى للحصول على كأس الأمم الافريقية فى بوركينافاسو عام 1998، كما لم يرشح أحد المنتخب المصرى للفوز بثلاث بطولات للأمم الأفريقية فى عام 2006 ، 2008، 2010 على التوالى، كما لم يوجد شخص توقع عودة ليفربول اما الميلان الايطالى فى نهائى دورى ابطال اوروبا بعد التأخر بثلاثة نظيفة فى الشوط الأول فى نهائى اسطنبول الشهير، كما لم ينسى أحد عودة فرنسا امام ايطاليا فى يورو 2000 فى الثوانى الأخيرة ومن ثم الفوز بالهدف الذهبى بالبطولة وعلى نفس النحو حدث الأمر مع مانشيستر يونايتيد أمام بايرن ميونيخ فى نهائى 1999م الشهير.

كل هذة الأمثلة سُردت للتأكيد على ان الحياة تعطينا دائم الدروس التى تكون قاسية احياناً، وكرة القدم ما هى إلا جزء من هذة الحياة وما أكثر دروسها.

كفانا حديثاً على المباراة السابقة وعن تبادل الاتهامات والتركيز على المباراة التى سوف تجمعنا بالمنتخب الغانى فى 19 نوفمبر القادم، فالمنتخب الغانى بكل تأكيد يخشى عودة تاريخية لمنتخبنا، كما أنه فى نفس الوقت يخشى الحشود والجماهير الكبيرة التى سوف تحضر المباراة، هم يخشون من ان تطاردهم لعنة الفراعنة.

كما أن هذا الجيل مطالب قبل الحديث عن اعتزال بعض لاعبيه باستعادة سمعة وهيبة الكرة المصرية بعد السداسية المذلة والتاريخية، فلا يوجد شئ مستحيل فى كرة القدم، فالمستحيل هو عدم رد اعتبار الكرة المصرية.

ما ينقص منتخبنا فى موقعة العودة هو الإيمان؛ الإيمان بقدرتهم على الفوز والإيمان بحظوظهم فى التأهل لكأس العالم فى البرازيل صيف العام القادم، كذلك الإيمان بأنهم يحملون احلام وأمال ما يقرب من تسعين مليون مصرى؛ منهم من لم يرى منتخب مصر فى كأس العالم منذ ما يقرب من 24 عام ومنهم قطاع كبير من المشجعين الشباب الذى لم يرى مصر فى كأس العالم طوال حياته.

ولكن لاعبينا قبل كل هذا فى حاجة الى تهيئة الأمور لهم والكف ان الحديث عن الانتماءات السياسية لبعض الاعبين أمثال ابوتريكة، فهؤلاء اللاعبين يهمونا رياضياً أما سياسياً فذاك شئنهم الخاص، يجب الكف عن الحديث عن التوظيف السياسى للفوز  كما يجب أعادة هؤلاء الاعبين معنوياً للملعب قبل كل شئ وان يترسخ بذهنهم أنهم قادرون على قهر الظروف والمستحيل.

 نعم نستطيع هزيمة غانا ، فهم ليسوا بالفريق الذى لا يقهر، لننس فضيحة كوماسى مؤقتاً ونستعد للمباراة القاهرة. الشعب المصرى فى حاجة للفرحة، اذاً فلنمسح عنا أحزاننا ونركز على الفوز فى موقعة مباراة العودة، واذاً كُتب لنا التأهل سيكون تأهل تاريخى واذاً لم يُكتب  فسنخرج مرفوعى الرأس وسينال الاعبين احترام الجميع.

اخيراً، من يمارس كرة القدم أو يتابعها سوف يعرف أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل فقد أعطت الكرة ظهرها للمنتخب المصرى فى مباراة كوماسى ، ومن الممكن أن يتكرر هذا فى لقاء العودة.

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1425 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,461,851

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟