كتبت_ إيمان زهران
المياة الافتراضية هو ذلك المصطلح الهيدرولوكى السياسى الذى تم تدسينة منذ مايقرب من عشرين عاما فى محاولة للوقوف على حلول تنموية لمواجهه سيناريو الصراعات المستقبلية حول المياة ؛ خاصة فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا .
كذلك ؛ ذلك المفهوم يمكن ان يعبر عن حجم المياة المستخدمة من جانب المصدر لإنتاج كمية الطعام المتداولة او حجم المياة التى قد تستخدم من جانب المستورد . فالفرق ما بين الاثنين هو الأثر الصافى للتجارة العالمية على استخدام المياة وثمة اختلاف اخر ويظهر ما بين المحاصيل الزراعية ونضوب مياة الرى. فالنضوب هو الذى يعرف بأنه إزالة للمياة من الحوض بالشكل الذى يجعلها غير متوفرة للإستخدام.
وللوقوف على حقيقة أهمية المياة الأفتراضية وفرضياتها المستقبلية حول التجارة المائية ومحاولتها للتصدى للأزمات المتلاحقة للنضوب المائى وفى مقدمتها إشكالية الغذاء ؛ ومن ثم لنا أن نستوضح مختلف الرؤى ووجهات النظر الخاصة بفرضية " المياة الأفتراضية " والتى تتعدد ما بين رؤى استرايجية وأخرى ليبرالية وكذلك بيئية وتضامنية على النحو المبين كالتالى :
بالنسبة للرؤية الاستراتيجية the strategic vision ؛نجد أنها تسعى فى إطار تحقيق الأمن الغذائى ، حيث ان بلد ما تستخدم الأسواق الدولية كجزء من امدادتها الغذائية من أجل تحقيق الضغط على الموارد الطبيعية وبصفة خاصة المياة . وعلى خلاف ذلك – خلق ما يعرف بسياسة الاكتفاء الذاتى فهذا الأمر ذو أهمية خاصة فى البلدان ذات الشح او الاجهاد المائى . وهذا ما يشير الدراسات الأولى حول المياة الافتراضية والتى ركزت على البلدان الفاحلة فى منطقة الشرق الأوسط . ولقد كان أكثر من تصدى لهذا الاتجاه الخاص بالبعد الاستراتيجي السياسى كلا من جون الان منذ عام 1999. وكذلك ويشلانش"Michelns D." عام 2001
بينما الرؤية الليبرالية the Liberal vision نجد انها ترى المياة الافتراضية من خلال واردات الغذاء وتعد وسيلة لفتح سوق وطنية للمياه والتأكد على أن المياة يتم توجيهها إلى الاستخدام الأكثر ربحية وهو ذلك المنظور الذى تتبناه تركيا الان خاصة مع التبريد المستمر بأنها دولة ذات وفرة مائية . لعل أكثر من قاموا بتدشين ذلك الاتجاة والاعمال بتلك الرؤية هم البروفيسور الاند عام 1999 .وكذلك والبرفيسور wwwc.cmc عام 1998.
فى حين أن الرؤية البيئية The ecological vision تنظر للمياة الافتراضية فى إطار هادف على المساعدة فى تنفيذ نهج اكثر ليونة من خلال إدارة الموارد الطبيعية وكذلك توجية الانتاج إلى المناطق التى تكون فيها الظروف الطبيعية هى الأفضل لتحقيق الكفاءة والاستدامة .
ويعد المشروع الاسرائيلى الخاص بالمياة والذى يعرف بمشروع انابيب السلام المثال الحالى لتلك الرؤية ؛ كذلك التأكيد الدائم على استخدام استراتيجية المياة الافتراضية لتحقيق التعاون والتكال فى مقابل الصراع والحروب .
لعل أكثر من حرص على فهم وتوصيف تلك الرؤية الخاصة بالمياة الافتراضية من المنظور البيئى هو " تريتون Terton". وذلك فى كتابة الخاصة بمبادئ الافتراضية عام 2000.
بالمقابل نجد أن الرؤية التضامنية The solidarity vision تسعى إلى الاعتراف الخاصة بالانتاج الزراعى فى مناطق فائض انتاج الغذاء ، وقد يكون لها تأثيرات دقيقة من خلال الضغوط التى تمارس على الموارد المائية فى المناطق والبلدان الفقيرة .
وهذه الرؤية التضامنية من المنطقى ولا سيما على المستوى الاقليمى ان يتضح بعض الحلول المقبولة من اجل ايجاد حلول لأزمة الغذاء الحالية خاصة فى مناطق التجمعات . ولعل من ابرز من اهتم بذلك المنظور الذى يعد اخلاقى فى اطار ما يعرف بـ المياة الافترضاية هو ما يسنر meissner.
إجمالا نجد أن تلك الرؤى الأربعة السابقة وُضعت على اساس السعى الى مواقع الانتاج الأمثل فى إطار ما يعرف بـ " الميزة النسبية " بهدف تلبية الاحتياجات المائية خاصة لدول الندرة المائية. وهو ما يطبق بالفعل – منذ القدم – وان كان وفقاً لمفهوم الصادرات والواردات للمواد الغذائية فى إطار الاعتماد المتبادل ولكن حالياً فى ظل الأزمة المائية وتفاقمها نستطيع تسميتها تلك العملية بتجارة المياة الافتراضية
مستقبل المياه بشكل عام أصبح فى خطر يحيطة العديد من الإرهاصات خاصة البيئية وما يتجاذب معها من مؤشرات وعوامل إنسانية وتنموية وأخرى إستراتيجية وسياسية واقتصادية. فلايمكن الخلاف حول حقيقة ان معدلات المياة تتسارع نحو النضوب ؛ فى مقابل سيناريوهات الأزمة الغذائية المعلنة والواضحة ؛ لذا فإن الطرح الخاص بالمياه الإفتراضية ضمن منظومة "التجارة الدولية للمياة" يعد طرحا مناسبا للوقوف على أبعاد الأزمة المائية ومحاولة التغلب على الفجوة الغذائية بما يعزز من فرص التعاون والاندماج على المستوى الأقليمى والدولى.
ساحة النقاش