<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:.75in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:42.0pt; mso-para-margin-left:0in; text-indent:389.8pt; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-fareast-language:ZH-TW;} --> <!-- [endif]---->بقلم :هاني كشك

لولا تلك الأوراق الصغيرة التى كنت أحتفظ بها خلال مراحل عمرى المختلفة ما كنت لأتذكر أحداث مرت على  بعضها جميل له طعم خاص والآخر صعب قد يستدعى البكاء ولكن على اية حال كلها ذكريات وتجارب شخصية اثقلتنى بخبرة وساعدتنى على أن اجتاز مواقف كثيرة فى حياتى فيما بعد. وقد تبدو هذة الاوراق الصغيرة ليست ذات أهمية للبعض أو ان مكانها الطبيعى هو سلة المهملات ولكنها بالنسبة لى تاريخ و تستطيع أن تقول إنها تمهيد أو مقدمة أتذكرها مع كل موقف وتساعدنى كثيراً فى إجتيازه . ومع مرور الزمان فقد اصاب تلك الاوراق الصغيرة إصفرار وكأن الشيخوخة قد واتتها واصابتها ايضاً تجاعيد الزمان مما يجعلها تبدو أحياناً كأحد مخطوطات هيئة الاثار ولكن ومما لاشك فيه إنها تمثل بالنسبة لى ثروة لاتقدر بمال . هل تظن إننى مجنون أو أبله مثلاً لأننى أحتفظ بأوراق صغيرة داخل علبة خشبية هى نفسها جزء من ذكرياتى وقد تظن إننى تافه فكيف أحتفظ بأوراق من نتيجة عام معين مكتوب عليها كلمات صغيرة أو تذكرة سينما أو مقالة من جريدة أو صفحة من كتاب ... كل هذا يمثل لى ذكريات لاتقدر بثمن ... إننى أحافظ على تاريخى . وهل طمست معالم الأمم إلا بتشوية تاريخها وعدم قدرتها على الحصول على أى دليل مادى يثبت أحقيتها فى أرض ما أو أن تنسب لنفسها فخر بحدث معين. أستطيع الان أن اعيش الماضى فى أى وقت واستعيد ذاكرتى إذا ما فقدتها مع إنشغالى بمشاكل الزمان .

كانت ليلة الجمعة هى الليلة التى خصصتها للذكريات .. و ارجوك لاتزعجنى بسؤال ليس له إجابة لدى هو لماذا ليلة الجمعة ؟ فلا إجابة عندى على هذا السؤال. أقضى بين الاوراق وقت لاأشعر به ثم اجمعها مع اذان الفجر .. اصلى ثم أخلد للنوم ولازالت الاوراق تمر أمام عينى فى الاحلام ..

بل أنا مستيقظ ولكنى مغمض العينين .

اتعبتنى الذكريات فأنا أعيشها بكل مشاعرى . أذكر يوماً أنى كنت اشاهد إحدى الصور الفوتوغرافية ثم مالبثت أن قمت فإرتديت قميصى وسروالى اللذان كنت ارتديهما فى الصورة ولازلت أحتفظ بهما وأعدت مشاهدة الصورة مرة أخرى فزادت سعادتى ..

مجنون ...

أعلم أنك تردد إنه مجنون بل أنك تفكر الان فى أن تتركنى أو تنهى هذة الجلسة فلا مجال للعلاج مع شخص مريض .. جئتك بعد ان اعيتنى الذكريات فأصبحت لا اعيش الواقع . لا استطيع الاندماج مع من حولى.

خلت الغرفة من الضوء إلا من ضوء اباجورة على مكتب الطبيب ... سكون ... تركيز ... اوراق تتقلب ... وأخيراً تكلم ...

الطبيب : اراك الاربعاء القادم ومن فضلك أحضر معك تلك الذكريات .

أنا : كل اربعاء اقضى معك ساعة ثم أذهب ولا دواء ... ولا نصائح . أعجزت كل هذة المراجع عن حالتى .. هل جفت الاقلام أم أنها أبت أن تكتب دواء يرحمنى.

الطبيب : أراك الاربعاء القادم ومن فضلك أحضر معك تلك الذكريات.

أنا : الاربعاء القادم لن أجىء وسأذهب إلى طبيب اخر .. مللت الاربعاء بل قد مللت الجلوس معك والحديث .. ابدو وحدى بالحجرة .. تسمعنى بلا تعليق وأغادر حجرتك بلا حل لمشكلتى وفى نهاية كل جلسة تردد الاربعاء القادم الاربعاء القادم ... ايها الطبيب الحكومة الغت الاربعاء القادم . أو أننى سألغيه سأكتب على النتيجة يوم الخميس الاربعاء سابقاً.

الطبيب : افعل مايحلو لك وإن ظل الاربعاء الى الاسبوع القادم والغيت فكرة تغيير الطبيب فأنا فى انتظارك.

أنا : لا فائدة من الحديث معك .  

خرجت وكأننى تائه تتلقفنى الشوارع اسير بلا هدف فمن شارع إلى شارع .. أعبر الطريق وكأننى من المجاذيب ولا انتبه إلا على صوت فرامل عالى وصوت الات التنبيه وسباب من قائدى السيارات لى فأنظر اليهم فى استغراب وكأننى لم افعل شيئاً .. اتعجب لما العجلة ؟ هم يتعجلون اللحظة القادمة وأنا ارجو أن اشعر بتلك اللحظة فإن شعرت بها سأكون انسان طبيعى واتخلص من إحساسى بتلك الذكريات.

وعلى مقهى فى أحد الشوارع الجانبية جلست أحتسى كوباً من الشاى وظللت أنظر إلى المارة وكأننى اراقبهم لأكتب تقريراً عن تحركاتهم . تذكرت أننى لم أقرأ الجريدة اليومية وهى العلاقة الوحيدة التى تربطنى بالحاضر فأخرجتها من حقيبتى وأخرجت نظارة القراءة من الجراب الخاص بها والذى يبدو غير نظيف ولكنه من الذكريات ايضاً ولكننى فجأة لمحت ورقة صغيرة داخل الجراب لم الاحظها من قبل وتعجبت فهذا الجراب افتحه واغلقه فى اليوم عشرات المرات فى المنزل والعمل والشارع ولكنى لم الحظ تلك الورقة الصغير ابداً .. هى ورقة صغير تبدو من جريدة مكتوب عليها بخط صغير ( 13 أ شارع جمال فهمى مصر الجديدة – الدور الثالث ) .

يتبع ....

 

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 758 مشاهدة
نشرت فى 5 ديسمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,031,000

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟