كتب_ عمر سمير
بمناسبة مرور اثني عشر عاما على أحداث 11 سبتمبر التى ندينها بالمناسبة أيا كان فاعلها، حيث استخدمها منظرون ومفكرون ومراكز قوة عالمية فى تجذير مقولات صراع الحضارات كما أنتجت لنا مقولات الحرب على الإرهاب والتى تحولت إلى واقع ووقاع أضرت أول ما أضرت بمنطقتنا وبلداننا وأدت إلى شرعنة استعمال كثير من النظم السياسية العربية لوصف الإرهاب عند تعاملها مع كل خصومها السياسيين المحليين، أحببت أن أمر على نتائج هذه الحرب مرور الكرام فوجدت أنه وبعد مرور 12 عاما فالحرب على الإرهاب لم تجعل أمريكا والغرب بل والعالم كله أكثر أمانا بل على العكس عادوا ليتفاوضوا مع طالبان واتفقوا على فتح مكتب للتمثيل السياسي لها فى قطر!!!
كما أن النظام الباكستاني الذي تعاقب على حكمه العسكريون معظم الفترة التالية على استقلاله عن الهند فى العام 1947والذي يمتلك الجيش رقم 12 عالميا وفقا لـ Global Fire سابقا الجيش المصري بدرجتين دون احتساب القدرات النووية، تكبد خسائر هائلة فى الأرواح والاقتصاد جراء انخراطه فى الحرب الدولية على الإرهاب منذ ذلك التاريخ دون أن ينعم الباكستانيون بأمن أفضل مما قبل 11 سبتمبر!!!!!
وأعتقد أن حكومة جودلاك ناثان فى نيجيريا أكبر الدول الأفريقية سكانا وصاحبة الجيش رقم 36 عالميا وفقا لـ Global Fire أيضا سعت مرارا للتواصل والحوار مع جماعة بوكو حرام التى تتبنى العنف وكبدت نيجيريا خسائر هائلة فى الأرواح والاقتصاد وجعلتها فى ذيل دول العالم من حيث مؤشرات التنمية رغم ما تمتلكه من موارد طبيعية وصناعات ثقيلة ورغم أن الإسلام دخل هذه البلدان صوفيا !!!
ومع العلم أيضا أن حركتي نمور التاميل وايتا غير المسلمة فى تايلاند واسبانيا على التوالى والتى تتبنى العنف صراحة تتفاوض معمها الحكومات المتعاقبة وتتمنى أن تبوس أقدامهما مقابل العودة للمسار الديموقراطي والتخلى عن العنف وكذا جماعات كثر فى العالم ناهيكم عن التكلفة المادية والبشرية التى تكبدها العالم جراء تبني مقولة الحرب على الإرهاب بغض النظر عن مصداقيتها!!!!
هذا هو حصاد عقود من مواجهة الفكر بالدبابات ...لا انتهى الفكر ولا الدبابات تقدمت شبر!!!
والسؤال هنا ماذا لو استغلت هذه المليارات فى تنمية معاقل هذه الحركات التى يصمونها بالإرهابية؟؟؟
ماذا لو استغلت هذه المليارات لإقناع مزيد من الناس بجدوى الفكرة الديموقراطية؟؟؟
من المستفيد الحقيقي من هذه الحروب؟ كم نسبتهم فى العالم؟"
ثم تأتى حكوماتنا ونظمنا وقادة جيوشنا بعد الربيع العربي الذي تحول إلى خريف فى كثير من الحالات وتكرر نفس المقولات وتتبع نفس السياسات التي تخلى عنها أصحابها وسرعان ما تراجعوا عنها بعد إدراك عدم جدواها فأى عقل هذا وأى منطق ففى ليبيا وسوريا سرعان ما أطلق النظامين الحاكمين فيهما لفظ الجماعات المسلحة ثم الجماعات الإرهابية على المجموعات الشبابية التي خرجت لترفع مطالب اقتصادية واجتماعية منطقية وبديهية جدا وما كان أسهل أن تحققها هذه النظم وتقيم لها الشعوب تماثيلا فى كافة ميادين بلدانها إن هى أرادت.
خاض النظام فى مصر في التسعينات مرحلة شرسة من الحرب على الإرهاب الذي طال أقوات الناس في الصعيد وسيناء وهى مناطق مفقرة ومهمشة إلا من التدخل الأمني السلبي منذ ذلك التاريخ ومن قبله، ومع استمرار المنطق الأمني وإعطائه الفرصة الكاملة لإنهاء ما أسمته النظم حينها إرهابا دون النظر لأسبابه وسياق نشأته فعليا، ولست أدري إن كان نظام مبارك قد وصل إلى قناعة مفادها أن الحل الأمني لم يجد ثم خاضت هذه الجماعات موجة مراجعات فكرية من تلقاء نفسها أو بضغوط أمنية وما إن خرجت إلى العمل فى النور إلا وسارع النظام في شيطنتها وشيطنة غيرها.
وقامت الثورة ولم تكن أبدا من أجل الحرب على الإرهاب وإنما من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والتى تتجسد ببساطة وفقا لعبارات أحد أصدقائي الفيسبوكيين "عايزين مزارع ياخد الكيماوي ببلاش ويتعوض عن المواشي اللى تموت منه وياخد خدمات بيطرية لحد البيت مجانا ويبقى عليه تامين صحي زيه زى دكتور الجامعة ودى اقل حقوقه لانه بينتج ويضيف للدولة مش يضطر لبيع ارضه بيوت عشان يعيش ولا يلاقى محافظ عسكري فى المحافظات الصحراوية يقوله اصلنا مش بنخصص اراضى غير للمستثمرين اللى بيحيزوا بالاف الافدنة ويسرقوا الكيماوى ومش زارعين"
"نريد جيشا قويا مبتعدا عن السياسة ويحترم المؤسسات السياسية المنتخبة مهما كان لونها السياسي "أنا عايز جيش المجند فيه ياخد 1500 جنيه ويبقى ليه حق دخول نوادى القوات المسلحة اللى ماليه البلد ويعمل فرحه فيها زيه زي الضابط مش يشتغل فى مشروعات القوات المسلحة ببلاش وفى الاخر يطلعوا يضحكوا علينا ويقولولنا احنا بنعملكم احسن طرق وكباري ومشروعات باقل تكلفة فى حين انه واخدها مناقصة وان المادة الخام والعمالة مجاني والمعدات معفية من الضرائب والجمارك، مش مجند امن مركزي يخدم 3 سنين ويتعاملوا معاه اقل من تعاملهم مع البهايم وحتى مش عارفين يمحو اميته او يطلعوه متعلم صنعه ياكل منها عيش وتعوضه عن ال3 سنين اللى ضاعو من عمره وعمر اسرته"
"عايزين شرطة نضيفة تحترم الشعب ويحترمها مش تحط قناصة على اسطح الاقسام وتجري على استخدام السلاح فى وجه المتظاهرين السلميين وتعمل ازمات على الفاضي والمليان فى سينا والصعيد وغيرها والشرطة فى اوكرانيا اللى قامت فيها الثورة من كام سنه عامله الاقسام ومبنى الوزارة من زجاج."
عايز ابن الجزمجي والبوسطجى والشنطجي والسريح بتاع الطورية/الفاس وكل اللى رزقه يوم بيوم يبقى من حقه يتعين فى النيابة والخارجية ويدخل الكليات العسكرية والشرطة ويتعين فى مؤسسات الدولة المختلفة ويترقي بمجهوده مش بمعارفه وبذله وذل أهله"
أظن دى أحلام مشروعة وهى واقع فى التشيك وبولندا مثلا مش هنقول فى أمريكا، هذا ما خرجنا من اجله فى 25 يناير ولازلنا نخرج من اجله وسنظل.
ساحة النقاش