<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} --> <!-- [endif]---->
بقلم :ساره مهران
"أنا 100 شخصية في بعض،اللي هيحبني ده هيشوف أيام سودة."
قالتها وضحكت،لم أشاركُها الضحكَ وقتها،لم أفهم معني كلامها إذ كانت تلك المرة الثانية الذي يكتب لنا القدرُ فيها اللقاء،
شباولكنها لم تكنْ الأخيرة.
تقابلنا كثيراً حتي أضنتني مُحاولة تَذكر عدد مرات اللقاءِ فتوقفتُ عن العد،تحدثنا كثيراً،
بل قلْ تحدثتُ أنا كثيراً،وكان الصمتُ هو طريقة تَجاوبِها مع أغلبِ ما أقول.
لم يطلْ صمتُها،وعندما انتقلت إلي مرحلةِ التحدثِ معي فى بعضِ مواضيع الحياة كدتُ أطيرُ فرحاً.
لم تُعاودْ الصمتُ من جديدِ كما خشيت،بل صارت تحكي الكثير حتي ظننتُ أنا أني عرفتُ عنها كل شىء،وأتضح أني لا أعرفُ شيئاً.
لم أستطع أن أفهمها يوماً،كانت فى كل مرة تتحدث بكلامِ مُختلف،تضحك ضحكاتِ مُتباينة،حتي ابتسامتها كانت تتبدلُ من موقفٍ إلي آخر،ككلِ شىء فيها.
لا تسألني كيف فأنا حقاً لا أعرف،فكرتُ حتي أُرهقَ عقلي ولم أخرجْ من هذا التفكير سوي بوجعِ القلب الذي بدأ يميلُ إليها لا إرادياً.
هي شخصية لا تقدرُ أنت علي أن تكرهها إذا اقتربتُ منها،لعلمك إن بها سحراً سيجذبك رغماً عنك وستجدك ترغب فى البقاءِ معها دونما أن تُشغل نفسك بعناء البحث عن سببِ ذلك.
هي من ذلك النوع الذي يُصعب عليك أن تجلس معه مرة فأكثر ولا ترغب فى تكرارِ التجربة.
يستحيل أن تعرف أجزاءً من شخصيتها المُحاطةُ بهالةِ كُبري من الجمالِ والجلال ثم تكرهها بعد ذلك.
يا لجمالِ هذا إن أكتفيت به،ولكني لم أكتفٍ.
أنا أردتُ أن أصل إليها فأدركتُ أن أجزاءَ شخصيتها لا تعرفُ الانتهاء.
هي كتلة من الأجزاءِ اللامُنتهية،هي أجزاءٌ متناثرة هنا وهناك،لا سبيل لفهمها فهماً مُكتمل الأركان،لا سبيل لتجميعها فى شخصِ واحد،
وحتي الآن لا أفهم كيف تتجمع كل تلك الأجزاءِ فى شخصِها.
إذا كنت تريدُ جزءاً فلك ما تريد،لن تبخلَ هي عليك،ستُعيطك حتي ترتوي،ولكن لن تشبع.
إذا كنت من الطامحين أمثالي،الراغبين فى معرفةِ كل شىء،الحالمين بالحصول على كل ما يريدون،فلك أن تعرف أن الطريق إليها طويلٌ لا يعرفُ النهايات القريبة.
إذا قررت أن تُحبها مُتبحراً فى هذا الحبِّ،
وإن أخترت أن تتقربَ إليها وأن تُحاولَ فهمَ أجزائها،
فلك اللهُ من قبلِ ومن بعد.
"أنا 100 شخصية في بعض،اللي هيحبني ده هيشوف أيام سودة."
أعادت هي تلك الجملة على مسامعي من جديد عندما أخبرتها بما أشعر به ناحيتُها،وبما أراه من شخصيتها،وضحكت نفس ذات الضحكة الباردة،
ووقتها شاركتُها أنا الضحك ولكن معاني ضحكاتِنا اختلفت إذ كنت أضحكُ أنا على حظي العاثر الذي جعلني أقع فى حبها الذي مُذ دخل حياتي
حوّلها إلي سلسلة من الأيامِ السوداءِ المُحيّلة حياتي جحيماً.
ساحة النقاش