كتبت_ إيناس محمود
شهدت جامعة القاهرة يوم الخميس الماضى مقتل الطالب محمد رضا أحد طلاب كلية الهندسة بعد أن قامت قوات الأمن بالإعتداء على الحرم الجامعى وإطلاق قنابل الغاز والخرطوش داخل الجامعة والإعتداء على أفراد الأمن الإدارى بالجامعة.
إذن نحن أمام جريمة كبرى جزء منها يتعلق بالتعدى على طلاب أثناء تظاهرة وقتل أحدهم والجريمة الأكبر هى الإعتداء على الحرم الجامعى ومطاردة الطلاب داخله بالخرطوش والرصاص الحى حسب رواية بعض الشهود . لم يكن هذا هو الإعتداء الأول ولكن سبقه شهور من الإضطرابات داخل الجامعات المصرية منذ بدء الدراسة حيث أعلن تنظيم الإخوان عن إستهداف الجامعات لتحريك مظاهرات مؤيدة لهم ، محاولة عرقلة الدراسة والدعوة لإضرابات لكن الأمر لم يكن له أى صدى سوى تحرك طلاب الإخوان طبقاً لخطتهم فى التظاهر.
ماحدث أن التنظيم من خلال طلابه لم يكتفى بالتظاهر فقط ولكن بداءت معركة التحرشات والإحتكاكات داخل الجامعة ثم تطورت إلى إشتباكات مع الطلبة المعارضين للتنظيم وكان اليوم الدامى بجامعة المنصورة خير دليل ، حيث شهدت إشتباكات واسعة بين طلاب الإخوان والطلاب المناوئين لهم وإنتهت بإصابات وتكسير وحرق وهدم داخل الحرم الجامعى . شهدت جامعة الأزهر إعتداءات من طلاب الإخوان على المبنى الإدارى وتكسيره وإلقاء الأجهزة المدون عليها معلومات الطلاب وعقب ذلك تدخل قوات الأمن وإلقاء القبض على 8 4طالباً وفصل مايقرب من 700 طالب من جامعة الأزهر .
خلاصة القول أن التنظيم إستباح الجامعات وإعتبرها ساحة حرب مع الدولة والأمن . الأمن لم يُقصر وإستجاب وإندفع وراء جرجة الإخوان وتعامل بإجرامه المعهود وقتل وسالت الدماء داخل الحرم الجامعى .
لاشىء يمكن أن يُقال بعد هذا .
عقب مقتل طالب الهندسة بداءت فعاليات سلسلة إحتجاجات ودعوات للتظاهر والإضرابات وإعلان إتحاد الطلاب لعدد من الكليات على مستوى الجمهورية وقف أنشطتهم أو الإستقالة .
إتسع الغضب ليعم الطلبة جميعهم لأن هناك قتل ودماء داخل محرابهم .
نحن أمام إجرام الأمن وتعدية على الجامعات وفى المقابل إنتهازية التنظيم وشغب وتعدى الطلاب التابعين له على زملائهم المعارضين لهم ووصل الأمر إلى التعدى على الأساتذة فى مكاتبهم كما حدث بجامعة المنصورة .
معركة الطلبة بين مطرقة الداخلية وسندان التنظيم . نحن بصدد تشكل حركة طلابية إحتجاجية ستزداد وتقوى فى الفترة المقبله إذا تمادت الدولة فى غيها وغباءها وبطشها، سيحاول التنظيم إستغلالها لتصبح فى حرب واضحة مع الدولة من خلال جر الأمن لإشتباكات داخل الجامعة.
لاتنسو أن أكبر إضراب جماهيرى شهدته فرنسا عام 1968 كان منبعه الحركة الطلابية التى نظمت إحتجاجات وأكبر إضراب طلابى فى تاريخ فرنسا . في 20 نوفمبر 1967، شهدت مدينة نانتير أكبر إضراب طلابي في فرنسا حتى اليوم ، شارك فيه 10 آلاف طالب، وفي السادس من مايو نظم طلاب باريس مظاهرة جديدة أكبر حجما وأكثر عددا. كما بدأت مظاهرة طلابية أخرى في السابع من مايو من ميدان دنفر روشيرو . وفي النهاية بلغ العدد 50 ألف طالب تجمعوا في حدائق الإليزيه يحملون الرايات الحمراء ويغنون نشيد الأممية . وفي العاشر من شهر مايو تجمع 50 ألف طالب وانضم إليهم للمرة الأولى عدد من العمال الشباب ، في ميدان دنفر روشيرو، في الحادي عشر من مايو اجتمع مندوبون من الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا ، ومن إتحاد النقابات الذي يقوده الحزب الشيوعي مع مندوبين من اتحاد النقابات المرتبط بالحزب الاشتراكي وقرروا إعلان يوم الاثنين الثالث عشر من مايو يوما للإضراب العام والتظاهر ضد وحشية الشرطة تجاه الطلاب . وشارك 10 ملايين من العمال في الإضراب يوم الثالث عشر من مايو، وأصيبت البلاد كلها بالشلل، فقد كان عدد المضربين يزيد كثيرا عن عدد من شاركوا في إضراب يونيو 1936، الذي بلغ عدد المشاركين فيه عند الذروة حوالي 1.5 مليون عامل .
الطلاب سيتحولوا لنيران تأكل النظام وجهاز الشرطة إن لم تتراجع عن إنتهاكاتها للجامعات ولحقوق الطلبة .
المعركة هذة المرة قوية وأقوى من كل الحركات التى شهدتها الجامعات من قبل تُطالب بإستقلالها.
على الحركة الطلابية أن تعى مطلبها جيداً والهدف من إحتجاجاتها وألاتنجر وراء هوس التنظيم ودراويشه ومعاركه الوهميه وألاتسمح للدولة بتعدى حدودها وممارسة إجرامها وبطشها داخل باحات الجامعات.
على الطلاب أن يخوضوا معركتهم بإستقلال تام .
الطلبة قد يكونوا وقود لما هو أكبر وأشمل.
إلى الأن الأزمة الجامعات هى إعتداء الشرطة وإذا زاد غباء وبطش الأمن ستزداد الأزمة وتنتقل إلى النظام ككل والدولة .
يتحمل التنظيم مسئولية إقحام الجامعات فى تلك المعركة وتتحمل الداخلية مسئولية الدماء التى سالت على أبواب الجامعة .
..إحذرى من الطلبة ياحكومة
ساحة النقاش