<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-bidi-font-family:Arial;} --> <!-- [endif]---->

بقلم :بسمة توفيق

<!--

في فاصل قصير على وعد باستكمال تقريري عن الارهاب احتراماً لكل من قرأ جزءه الأول اسمح لي أيها القارئ الكريم أن آخذ استراحة من الارهاب حالة ومفهوماً إذ أن محاربته أنهكتنا جميعاً سواء أمنياً أو سياسياً أو عاطفياً نعم عاطفياً فهذا ليس خطأ مطبعياً فجميعنا أُشبع بالمشاحنة والمناقشة والجدل والصمت الحزين والضحك الخائف  في الأيام الأخيرة وما بين رأي ورأي تخاصم أصدقاء وتشاحن جيران و وافترق خل عن خل وكان أكثرنا حظاً هو مَن تجنب النقاش السياسي مع أحبائه حتى يقلص خسائره إلا مَن رحم ربي ممن أداروا اختلافهم دون خسائر وجميعنا اتهمنا الساسة بأنهم السبب وأهملنا الشرخ الموجود داخلنا فليست مصر كدولة هي التي تمر بالمرحلة الانتقالية بل ان كل منا في اعتقادي يمر بمرحلة انتقالية صعبة في حياته،

 مرحلة الخوف لها عنوان فكلنا خائف من كلنا (خوف الكل من الكل) فالارهاب كائن داخلنا وبعد ثورة 30يونيو أغلبنا يشعر بحالة شحن وتفريغ عاطفي ونفسي خلفت وراءها خواء في النفوس فصارت الأيام تمر تباعاً دون جديد دون انجاز كالهواء الذي يمر في كهوف الجبال محدثاً صفيراً مخيفاً ، ربما تحمل كلماتي فلسفة قد تزعج البعض لكن انعكاس ما أقول على واقعنا قد يفسر الكثير بالأمس القريب قرأت خبراً عن انفصال خطيبين نتيجة لاحتدام الخلاف السياسي بينهما فتساءلت هل الحب أيضاً تقتله السياسة ؟ ثم كبر التساؤل داخلي عندما اجتاحت حياتي مجموعة من الاختبارات على موقع التواصل الاجتماعي وفي الحياة كنت في أغلبها عرضة لأن تزل قدمي في مستنقع الخلاف السياسي ولكني أعتقد أنني نجوت الحمد لله لكن وسط ركام كبير واجتياح لمشاعر جميلة بزلزال السياسة .

 

ولما وقفت الثورة وما حدث في 30يونيو وخلافنا السياسي وراء قفص الاتهام  بتهمة قتل الحب والتفاهم  بيننا واشاعة الفرقة  ما كان من هيئة الدفاع إلا أن قامت باستئذان القاضي لتشغيل أحد الفيديوهات وهو ما استرعى دهشة وانتباه الحضور ووسط الفوضى وموجة الاعتراض وافقت هيئة المستشارين  وران الصمت المهيب على قاعة المحكمة وسكت الجميع ، سكتوا ، وهدأت ملامحهم ثم ثارت بالدهش والضحك والبكاء في آن واحد أتعرفون ماذا رأوا ؟ رأوا نفس الصورة التي رأيتها يوماً في شتاء القاهرة صورة لأم مصرية تحمل ولدها على ظهرها دخولاً لاحدى محطات المترو الولد مكمم الأنف والفم حليق الرأس ....الأم رغم ثورتها وضيقها من قهر الطريق ورواده وثقل الحمل تبتسم لابنها برضا وتفتح كيس أموالها لتخرج صدقة لاحدى السائلات رغم أنها تبدو أرق حالاً منها والابن يحمل البالون غير آبه بالكانيولا الموصلة في يده أو بسهام الشفقة الموجهة إليه بعنف ، ثم أخذته موجة لعب مع فتاة تصغره بعدة سنوات وعلم مصر في يدها تبادلا العلم والبالون والحكايات دون انتباه لعبارات السب والقذف المكتوبة على الجدران جمعتهما الضحكة البريئة والرحمة دون النظر إلى فستانها الباهظ أو زيه المنزلي عتيق الطراز وجمعت بين والدتيهما نظرة الأمومة للصغيرين وكما هي الحياة هاهو  يتوقف المترو وها هما يفترقان..... يلوحان لبعضهما بشغف وترتفع أصوات المحطة... ويسير الناس كل إلى غايته ويرتفع صوت موسيقى عمر خيرت في موسيقى كثير من الحب قليل من العنف ويطير البالون من يد الصغيرة ويبقى العلم في يد الولد وكلاهما على كتف أمه ينظر للسماء ويناجي رب السماء ........سماء القاهرة .

والآن ودون تعليق على أحكام القضاء هل عرفتم يا سادة بم حكم القاضي؟ لقد حكم على السياسة بالبراءة وحكم علينا جميعاً بأن تبذل قلوبنا لقلوبنا مزيداً من الرحمة وكثيراً من الحب.

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1135 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,123,442

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟