كتبت_ ايمان قميحه

الديمقراطيه هي حكم الشعب لنفسه وبنفسه وهي معني مرادف للحرية، فالحرية هي التي  تسعي إليها الشعوب وقد قام الربيع العربي من أجلها وأجل شعارات أخري صحيح  لم يتحقق منها ولا مطلب الي الآن.

فالحرية والديمقراطية كلمه مطاطية نتشدق بها عندما تكون في مصلحتنا ونثور عليها ونأولها  عندما تكون  ضدنا.

فبالرجوع إلي الخلف ما قبل ثوره 25 يناير كانت الحرية كلمه مطاطية تنشر علي صفحات الجرائد فقط ونراها مترجمه بشكل أمني وسجينه في أمن الدولة بحجه الحفاظ علي الأمن العام  والسلام الوطني، وقد نجح حكم مبارك  وما قبله جعل الشعب لا يفكر إلا في لقمه العيش وجعل  جيل يتربى علي جملة واحده.. "ملناش دعوه ... خلينا ماشين جنب الحيط"، بالإضافة إلي  طريقة التعليم والتي حصرت العلم علي أنه تلقين وفقط لمجرد النجاح والانتقال من صف إلي آخر وبالتالي عدم تطوير المنظومة التعليمية بالإضافة إلي أسلوب التربية والنشأة الدينيه التي  اختلفت من أسره إلي أسره علي حسب المستوي الاجتماعي والثقافي لتلك الأسرة مما خلق أجيال  سلبية لا تقدر علي  حل المشكلات أو إدراك واقع الحياة ومتطلباتها وحصرتها في كيفيه كسب الرزق فقط بغض النظر عن باقي نواحي الحياة مما أفرز حاله من الفساد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وعدم القدره علي الانتقاد والدخول في مناقشات والتعبير عن الرأي  والإخلال  بأسلوب  ومنهجيه التفكير لدي الأفراد مما جعل جيلنا يخرج علي ما هو معروف  ومألوف  لتأتي  ثوره 25  يناير  تجسيدا للحرية المنشودة.

.. ولكن ما حدث بعد الثوره  جعل الناس تتحدث في السياسة كأنها خرجت من كبت 30 سنة ليصبح الشعب المصري كله محلل  سياسي واجتماعي واقتصادي.

وهذا ليس عيبا أن تعي أمور الحياة التي حولك والتي كنت معزول عنها فتره زمنيه طويلة ولكن العيب جاء وتجسد في كيفيه التعبير عن هذا الرأي وكيفيه تقبلك لرأي الأخر وهذه هي الإشكالية التي وقعنا  فيه.

فما قبل  ثوره  30  يوليو  كان الاختلاف واضح بين  المؤيد والمعارض  للإخوان  ولكن  بعد ثوره 30 /6  بدأ الموضوع من  تعبير  للرأي وحرية  بين مؤيد ومعارض إلي نظريات التخوين والطابور الخامس وغيرها.

ما يحدث في مصر الان  هو عبارة  عن  حرية  سجينه أو حرية مشروطة لها قواعدها ولها أصولها فهي لعبة في يد السلطة الموجودة علي حسب اتجاهها فإذا كنت في زمن الحكم الاسلامي أصبحت الحرية  لها مكانها  بما لا يخالف  شرع الله  والخروج علي الحاكم  وما دمت تسير في الركب فإنك من المؤمنين وفي طريق الجنة، أما إذا تغير الحكم وأنتقل إلي غيرهم أصبحت الحرية مشروطة بما لا يحدث القلاقل وتهديد الأمن القومي مستغلة في  ذلك كره الناس  لفترة سابقة وخوفهم من رجوع تلك الفترة تحت أي مسمي،  ومن هنا ظهرت مصطلحات لم تكن  موجودة من قبل  مثل الطابور الخامس والعمالة لدولة أجنبية فتلك الاتهامات جاهزة يروج لها   في الاعلام علي أنها حقيقة مسلم بها مع العلم أن الاشخاص الذين  يتم  تخوينهم  هما في  فترات سابقه كانوا من أصحاب الأيدي النظيفة ومشهود لهم  بالوطنية، والمغزى هنا علي  اساس  يتم توزيع الاتهامات بعدم الوطنيه.

 وبذلك تظهر لنا  هذه الحرية سجينه لفكره التخوين فالحكومات دائما تدعي الحرية في ظاهرها وتسجنها في مضمونها في الصحافه والإعلام وغيرها وخاصة لو أن تلك الحرية معها صفقت وشجعت ولو ضدها خونت وأولت.

فإذا خافت الدوله من  صوت عالي  وكتمته تحت مسمي الأمن القومي  فاعلم انها تسير في الطريق الخطأ أو ربما  سوف تدخل نفق خطأ ولو أن حكومتنا الحاليه تري ما لا نراه  لماذا لا تظهر وتقول  لنخرج خارج نظريه المؤامرة والأمن القومي .

كلنا مدعين للديمقراطية  وللحرية التعبير  ولكن إذا نزلت للواقع  وتناقشت مع أحد فأنك سوف تكتشف أنها كلمه مطاطية عندما تؤيد فكرتك فأنها تكون مشروعه جدا وعندما تقف ضد  فكرتك  فأنها تتخذ كل الوان التخوين وقله المعرفه وضد المصلحه الوطنيه.

وإذا كانت حدود حريتك تقف عند حدود حرية الاخرين وإذا كان الطبيعي أن تقوم  بالتعبير عن رأيك أي  كان هذا الرأي وأن اختلفت مع من تتحاور معه فلابد منطقيا أن يحترم هذا الرأي وإن اختلفت معه لكن في بلادنا الجميله لا يحدث  ذلك!!

النقد والاختلاف في الرأي والحرية تلك الكلمات عاده لصيقة بالديمقراطية لكي تكون تلك الكلمات  موضوعيه  لابد ان يطلق  لها العنان ولا تقيد اذا كنت تريد رفعه هذا الوطن .

للأسف من يدعون حرية التعبير هما من يقيدونه  وللملاحظة النقد والتعبير عن الرأي  ليس هو هجوم بقدر ما هو  رؤية مختلفة للموضوع معين ظهر به خطأ الهدف الاساسي منه هو التصحيح  وليس النقد لمجرد النقد وهذه هي  الثقافة الغائبة في بلادنا العربية.

الحرية والديمقراطية هي كلمات جميله في  ظاهرها  ولكنها  عميقة في معناها وممارستها وإذا أردت أن تعرف نفسك ادخل في نقاش  مع أحد  وحاول أن تري  ردود أفعالك وتري إذا كنت تتقبل الرأي الاخر ام لا فإذا لم تتقبله فمن فضلك لا تحدثني  عن الليبراليه او الحرية الفكرية، الحرية الحق تحتاج الي  رأي  يدعمها  وقوه تحافظ عليها  وأفراد  يقبلونها  وان وجدت الاولي والثانية  وأختفي الانسان  الذي  يقبلها  فقدت  رونقها وفقدت معناها وأصبحت هشة معرضه لسجنها والإطاحة بها.

وأخيرا لا تحدثني عن الديمقراطيه وحرية الرأي والتعبير إلا اذا انت وافقت عليها وقبلتها. 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1163 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,124,002

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟