كتبت_بسمة توفيق

مصر تحارب الارهاب.... معاً ضد الارهاب..  شعارات وضعتها القنوات الفضائية المصرية الحكومية والخاصة باللغتين العربية والانجليزية مخاطبة الرأي العام العالمي بحقيقة ما حدث في مصر بعد الثورة الشعبية التي قامت بها جماهير الشعب المصري في الثلاثين من يونيو وأسفرت عن الاطاحة بنظام الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي إذ باتت البلاد تواجه عنفاً مسلحاً ضد المدنيين وأعمال حرق وتخريب لدور العبادة والمنشآت العامة واعتداء على الممتلكات الخاصة وترويع الآمنين فضلاً عن تصاعد الهجمات على المقار الأمنية والمنشآت الحيوية واستهداف رجال الشرطة والجيش في سيناء.

وفي ظل الاتفاق على خارطة الطريق كان لابد لتنفيذها من تحقيق الاستقرار الأمني ومواجهة العناصر المخربة  وهو ما حدا بوزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة لطلب (تفويض) من جموع الشعب المصري لمواجهة ما أسماه "الارهاب المحتمل" و كان هذا مفترق طريق وقفت أمامه الجماهير المصرية مرة أخرى بعد 30 يونيو لتقول كلمتها أمام العالم وأعلنت الملايين للمرة الثانية أنها ستواجه ليس الاستبداد فحسب ولكن الارهاب أيضاً وكان ذلك يوم 26 يونيو 2013 وعشية اليوم نفسه وقعت حادثة طريق النصر التي أُوِلَت بوجهين الأول : هو أن ما حدث كان محاولة لقطع طريق وهجوم على قوات الأمن وخروج من جانب بعض أنصار التيار الاسلامي عن سلمية التظاهر والثاني : هو اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين السلميين في طريق النصر عشية اعطاء تفويض للجيش والشرطة بقتلهم واستخدام العنف المفرط ضدهم وبين التأويلين لحادث طريق النصر ومن قبله أحداث دار الحرس الجمهوري وبعد ذلك أحداث رمسيس والحديث عن فض اعتصامي رابعة والنهضة وما تبعهما من أحداث كان هناك استدعاء قوي لمفهوم الارهاب و شأنه شأن كل المفاهيم في العلوم الاجتماعية لم يكن هناك تعريف محدد متفق عليه الأمر الذي صعد الأزمة المصرية ليس على الصعيد السياسي أو الأمني فحسب لكن ظهر أننا نعاني أزمة تحديد المفاهيم فمثل مفهوم الشرعية الذي بات يكرره أنصار الرئيس السابق وغيرهم حتى أفرغوه من مضمونه – وهو أمر سوف نتطرق إليه فيما بعد – أصبح مفهوم الارهاب يتكرر على أسماعنا ليل نهار.

ورغم منطقية الصورة كما أشرت سلفاً وُلدت لدى البعض حالة من الانكار فرفض الغرب مفهوم الحرب على الارهاب هذه المرة رغم أنهم أطلقوه عقب أحداث 11سبتمبر2001 سابقا، ورغم كل ما ارتكبه تنظيم الاخوان المحظور في حق المجتمع المصري من جرائم ظل مفهوم الارهاب عالقاً بين الداخل والخارج باحثاً عن تفسير يواجه به الغرب الباحث الدائم عن الديمقراطية وحقوق الانسان المناهض للارهاب كما يدعي ويواجه المجتمع الذي وجد نفسه أمام أعمال عنف تستهدفه من تيار سياسي كان بالأمس القريب يحكم البلاد وثار عليه الناس وأطاحوا به بل اننا بحاجة لتفسير مفهوم الارهاب لأنصار تنظيم الاخوان المحظور انفسهم لأنهم أساءوا استخدامه على نحو أو آخر لتسويق صورة للرأي العام في الداخل والخارج  تركز على استخدام الدولة للعنف المفرط ضدهم وقمعهم سياسياً  وتصوير السلطات المصرية بعد الثلاثين من يونيو بالديكتاتورية التي تمارس عنفاً ممنهجاً ضد تيار الاخوان وأنصاره حسب ادعائهم  بالطبع ومن هنا عاد الارهاب ممارسة ومفهوماً على الساحة من جديد ليواجه معشر الباحثين بأزمة التنظير السياسي ويبحث عن تحليل موضوعي سنحاول تقديمه في الجزء القادم من هذا التقرير وذلك في ضوء عدد من النقاط وهي :

<!--الارهاب هو إحدى أدوات السياسة الخارجية إذ قد يستخدم من دول  ضد دول وقد يستخدم أيضاً من جماعات متطرفة ضد دول وذلك اذا لجأنا في التحليل للمدرسة الليبرالية التي تشير الى وجود فواعل من الدول state -actors  وفواعل من غير الدول non – state actors   وأن هناك مستويين للتعامل مع الارهاب الأول: هو التعامل مع الارهاب على المستوى الدولي باعتباره مشكلة وظاهرة دولية تهدد الأمن والسلم الدوليين ومن ثم يتم التعامل معه من منظور دولي وفي هذا السياق تعاملت الولايات المتحدة مع كل من العراق وأفغانستان باستخدام مفهوم  الحرب على الارهاب على حد زعمها آن ذاك أما الثاني : تعامل الدول مع الارهاب من منظور محلي أو اقليمي (كما في الحالة المصرية2013) الاختلاف بين هذين المستويين يؤدي بدوره إلى اختلاف وسائل مواجهة الارهاب والتعامل معه.

<!--عدم وجود تعريف محدد ومتفق عليه لمفهوم الارهاب كما سبقت الاشارة وهي مسألة سلبية لأن وجود أزمة في التعريف هو الذي يؤدي إلى إختلاف الدول في طريقة مواجهته واستغلال ذلك من جانب الدول الكبرى في تحقيق مصالح لها في دول أخرى تحت دعاوى محاربة الارهاب كما حدث في حالة العراق وأفغانستان  أو عدم التفرقة المتعمدة بين مقاومة الاحتلال وهي حق مشروع للشعوب والارهاب .

<!--تعرض عدد من دول المنطقة العربية للتفكيك من خلال إحداث حالة من الفوضى تحت دعاوى تحقيق الديمقراطية  التي استتبعها عنف من الجماعات المسلحة ونزاعات الأقليات ومطالب الانفصال بحيث تنهك مفاصل الدولة بيد مواطنيها وتفكك مؤسساتها حتى تصل للادولة أو دولة فاشلة كما هو الحال في العراق وليبيا واليمن وسوريا  خاصة بعد مايسمى بالربيع العربي.

في ضوء النقاط الثلاث السابقة سوف نحاول تحليل مفهوم الارهاب في اطار بيئته الموجودة الان واستخلاص المفاهيم المرتبطة به وعمل تغذية استرجاعية على الحالة المصرية مرة أخرى في الجزء التالي من هذا التقرير وحتى يحين ذلك بإذن الله يمكننا تعريف الارهاب بشكل مبدئي على أنه:<!--

استخدام العنف من قبل جماعات أو دول أو تنظيمات سرية لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية مشبوهة لنكون بذلك قد أجبنا عن السؤال عنوان التقرير وبشكل مبدئي وعرفنا ماهو الارهاب.                                                                                    (يُتبَع)

المصدر: [i] د.حسن نافعة ، " الارهاب ....رؤية سياسية " في : هاني عياد (محرر) ، الارهاب الظاهرة والمواجهة ،(القاهرة : الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية ، قسم التنمية الثقافية ، منتدى حوار الثقافات ، 2006) ص ص 9 :11
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1103 مشاهدة
نشرت فى 31 أكتوبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,030,582

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟