كتبت ـ علا علي فهمي :
بين زحام الدنيا وكثرة مشاكلها نبحث عن ما يريحنا ويمتعنا كالقراءة والرسم والتصوير والنحت وغيرها من الهوايات التي تسمو بالنفس، ومن ضمن تلك الهوايات هواية جمع العملات والتي تعتبر من وأنبل وأرقى الهوايات الإنسانية، والتي نتعرف من خلاها على التاريخ والتراث المصري الأصيل بصفحاته الغنية والتي لا تنتهي حتى يومنا هذا .
والعملات المعدنية من الذهب والفضة، والمعادن الأخر كالبرونز والنحاس والنيكل لها بريق جذاب من حيث الشكل والزخارف والوزن والعيار، ومنها ما استخدم في التداول اليومي العادي، ومنها ما تم إصداره في المناسبات التذكارية والتي تعبر عن المراحل والأحداث المصرية الهامة والمختلفة.
ومن الجدير بالذكر أن مصر كانت تسك عملاها المعدنية في الخارج مثل لندن وبومباي بالهند، إلى أن تم إنشاء دار سك العملة في عام 1954 م .
ـ ولإتاحة الفرصة للمهتمين بعالم العملات وهواة جمع العملات القديمة فسوف يتم تداولنا لموضوع العملات المعدنية على فترتين :
الفترة الأولى : منذ تولي السلطان "حسين كامل" حكم مصر في عام 1914 م، ثم فترة ولاية "أحمد فؤاد الأول" سلطاناً ثم ملكاً من عام 1917 م وحتى عام 1936 م، ثم تنتهي هذة الفترة بولاية الملك "فاروق الأول" حتى قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 م، والفترة الثانية : تبدأ من عام 1952 م وحتى الأن .
ـ والإصدارات "الذهبية" من العملات عادت تكون بقيمة عالية كالجنيه والخمسة جنيهات.
ـ والإصدارات الفضية من العملات تكون بقيمة الريال ( 20 قرش ) و (10 قروش ) و ( 5 قروش ) و ( 2 قرش )، وبالطبع كان للقروش قيمة كبيرة منذ عشرات السنين.
ـ والإصدارات المعدنية من العملات ( كالنحاس والنيكل) تكون بقيمة مالية أقل بالطبع كالملاليم، 10 مليم، و 5 مليم، و 2 مليم، و1 مليم، ونصف مليم.
"أسعار العملات"
ـ وبالطبع الأن أسعار العملات الذهبية غالية في وقتنا هذا، ولكن معظم الهواة يهتمون بتجميع العملات الفضية والمعدنية .
ـ ويقدر سعر العملات "الفضية" القديمة في بدءاً من عهد السلطان "حسين كامل" عام 1917 م وحتى نهاية عهد الملك "فاروق" في عام 1952 م بمئات الجنيهات ويكون السعر على حسب القيمة المالية للعملة والوزن والعيار والحالة التي تباع عليها، فكلما كان وزنها أعلى وحالتها جيدة كان سعرها أعلى.
فيبلغ سعر الريال الفضة ( 20 قرش ) في عهد السلطان "حسين كامل" 400 جنية، والعشر قروش 200 جنية.
ـ وتتميز العملات "الفضية" في عهد الملك "فاروق" بعلو سعرها لأنه شخصية محبوبة أكثر من والده "فؤاد"، فيبلغ سعر الريال الفضة (20 قرش ) والتي تعود إلى عهد الملك "فاروق" 1000 جنية الأن، وسعر ( 10 قروش ) 150 جنية الأن.
ـ أما أسعار العملات "الفضية" بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 م وحتى نهاية عهد الرئيس "محمد أنور السادات" عام 1981 م فأسعارها أقل بكثير، فيبدأ سعر الجنية الفضة الأن 130 ـ 150 جنية وقد يصل إلى 200 جنية فقط حالياً، وكما قولنا وزن العملة وحالتها وندرة وجودها يتحكم في سعر العملة.
ويبلغ سعر النصف جنيه فضة والذي يحمل تذكار جلاء العدوان الثلاثي عن مصر عام 1956 م 200 جنية وذلك لأن يتميز بعلو وزنه والذي يبلغ 28 جرام ويتميز أيضاً بجودة عياره، وبندرة توفره .
ـ وبعض الهواة يهتمون أيضاً بجمع العملات الفضية التذكارية والتي صدرت في عهد مبارك والتي لم يعرفها أو يسمع عن صدورها غير القليل من الهواة والمهتمين بعالم العملات المعدنية.
ـ ولكن يجب أن ننوه أن سعر هذه العملات عرضه للتغير بين يوم وأخر فيتم حساب سعر العملات الذهبية والفضية على أساس سعر أوقية الذهب وأوقية الفضة بالدولار الأمريكي.
أما العملات المعدنية الأخرى ( كالبرونز والنحاس والنيكل ) تكون أسعارها أبسط بكثير فتكون بعدة جنيهات، ولكنها أيضاً تتميز بطابعها التراثي الخاص والجميل .
"أماكن شراء العملات القديمة"
ولتلافي شراء العملات المضروبة يجب عليك الشراء من أماكن موثوق منها ومعروفة، ويمكنك أن تتعرف على العملات الأصلية من المضروبة أيضاً من وزنها في يديك فإذا كان وزنها خفيف للغاية فهي عملة مقلدة وليست أصلية، ومن لمعتها أيضاً .
ومن أشهر أماكن شراء العملات المعدنية :
ـ العديد من محال شارع المعز لدين الله.
ـ منطقة وسط البلد بشارع عبد الخالق ثروت.
ـ شارع جوهر القائد جامعة الأزهر بمنطقة الحسين.
ـ وفي بعض المعارض الدولية كمعرض القاهرة للكتاب الدولي، وبعض المعارض التي يقيمونها هواة جمع العملات والطوابع.
"مميزات العملات الفضية"
وتتميز العملات الفضية في تلك الفترة بزخارفها وكتاباتها التي توثق الكثير من الأحداث الهامة في التاريخ المصري كتأميم قناة السويس، وجلاء العدوان الثلاثي عن مصر عام 1956 م، وإعادة فتح قناة السويس، وبدء بناء السد العالي.
ودون عليها الكثير من المناسبات التذكارية الهامة كمرور ألف عام على بناء الجامع الأزهر الشريف عام 1970 م، وإتمام بناء السد العالي عام 1973 م، ومرور 100 عام على قيام الثورة العرابية عام 1981 م، وتوقيع إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1981 م.
وكذلك صور العديد من الشخصيات المصرية الهامة كالرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس محمد أنور السادات، وكوكب الشرق أم كلثوم.
أول عملة فضية "تذكارية" صدرت في عهد الجمهورية المصرية كانت 25 قرش وتحمل تذكار تأميم قناة السويس عام 1375 هـ / 1956 م.
وأول عملة "ذهبية" صدرت في عهد الجمهورية المصرية هي فئة خمسة جنيهات، وجنية واحد ومحلاه بصورة عربة رمسيس الثاني عام 1374 هـ / 1955 م .
وأهم الجنيهات الفضية المصرية المتداولة والتذكارية :
ـ جنيه إنطلاق كهرباء السد العالي في عام 1968 م .
ـ جنية العيد الألفي للأزهر الشريف في عام 1970 م .
ـ جنيه تخليد ذكرى الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1970 م .
ـ جنية إتمام بناء السد العالي في عام 1973 م ..
ـ جنيه الملك فيصل في عام 1976 م .
ـ جنية كوكب الشرق أم كلثوم في عام 1976 م
ـ جنية العيد الفضي لمصلحة سك العملة في عام 1979 م .
ـ جنيه عيد المعلم عام 1979 م .
ـ جنيه بمناسبة مرور 14 قرناً على الهجرة النبوية الشريفة في عام 1979 م .
ـ جنية توقيع إتفاقية السلام "معاهدة كامب ديفيد" وعليه رسم لوجة الرئيس أنور السادات في عام 1980 م .
ـ جنية بمناسبة مرور 100 عام على قيام الثورة العرابية في عام 1981 م .
"طريقة حفظ العملات"
يجب أن تحفظ العملات في علب مغلفة بالقطيفة أو بقماش ناعم من الداخل حتى لا تحدث لها أي خدوش، ويجب ألا توضع العملات فوق بعضها البعض حتى لا تصاب بالتجريح والخدوش والتي تققل من قيمتها الجوهرية والمادية أيضاً.
ويتم تنظيف العملات بقطعة قماش مبلله وبها قليل من الصابون، وبالكورباناتو من عند العطار أيضاً .
ساحة النقاش