كتب- محمود محسن
على كراسي مريحة ووسط مكيفات الهواء كان كوستا كافية بشارع الميرغني القريب من الاشتباكات التظاهرات الأخيرة أمام قصر الرئاسة بمثابة نزهة جميلة وسط النار، ويقع المقهى الشهير بجودة مشروباته وارتفاع أسعاره على ناصية شارع التظاهرات أمام القصر الجمهوري خلال الأسبوعيين الأخيرين وفجأة امتلأت جوانب "كوستا" الذي كان دائما يتميز بالهدوء، بالمتظاهرين والنشطاء ولم يجد كثير منهم مقعدا ليجلسوا عليها فاضطروا للوقوف أماكنهم داخل المقهي المواجهة لترام مصر الجديدة الذي توقف هو الأخر عن العمل في هذه المنطقة طوال الفترة الماضية.
ولكن أسعار "كوستا" المرتفعة أبعدت عنه البسطاء ممن جاءوا للتعبير عن رأيهم في الإعلان الدستوري، واضطر البسطاء من المصريين كعادتهم افتراش الأرض والتقرب من الباعة الجائلين وشراء مشروباتهم الرخيصة تاركين "كوستا" الراقي لمن جاء للتظاهر من أحياء الزمالك والمهندسين ومدينة نصر ولكن يستطيعون دفع حساب مشروباته.
واقتصر المتواجدين في كوستا على الصحافيين الأجانب وعدد من النشطاء السياسيين وأبناء الطبقات الراقية، الذين لم يجدوا ملاذا غير المقهي المفتوح في محيط الأحدث الاخيرة ليبدأو بالعمل وإرسال التقارير الصحافية على مقربة من الاحداث.
وبالرغم من ما يقدمه المقهي من خدمات إلا أنه يعيد وبقوة ثنائية "الصفوة" و"الحرافيش".. فبينما جلس الصحافيين والناشطون على مقاعدهم الوثيرة ووسط اجواء مكيفة تخللها مقاطع الموسيقى الأجنبية الهادئة كان عددا آخر من المتظاهرين يجلسون على رصيف الترام القريب وسط الطوب والحجارة استعداد لأي هجوم جديد عليهم.
ووسط ديكورات وصور ورسومات تعبيرية وصور للمزارات السياحية في مصر كانت تزين جدران المقهى الوثير، راح المتظاهرون في خارج المقهى راح كثير من الأطفال يقتربون من الواجهة الزجاجية للمقهى ناظرين ربما بأمل وبانبهار كبيرين إلى هؤلاء من في داخل المقهى وهم يحتسون مشروباتهم الساخنة بانتظار أن يخرجوا ليحدثوا العالم عن معاناة ثوار مصر والذين توفى كثير منهم في خيام الاعتصام منفذا قرار سياسيين لا ينظرون بعين الاعتبار لمفاهيم العدالة والفقر التي كانت احد أسباب ثورة المصريين على نظامهم السابق.
ساحة النقاش