كتبت - بسمة توفيق
ضج الاستديو بموجة من التصفيق الحار بعد انتهاء حلقة بثت على الهواء مباشرة مع الكاتب الكبير أو الصحفي والاعلامي الذي صار بالأمس القريب كاتباً ومؤلفاً كبيراً ووقع مجموعته القصصية بأحد الفنادق الكبرى المطلة على نيل القاهرة ليضيف لقباً جديداً لألقابه المتعددة وزادت شهرته وتألقه ومعجبيه ومعجباته رغم شيب فوديه ووقوفه على أعتاب الخمسين فقد ضم مؤلفه الأول قصصاً خلبت ألبابهن وملكت قلوبهن وجعلت المؤلف العجوز يتربع على عرش الكلمة والمبيعات في المكتبات .
وبعد تفرق الموكب الكبير الذي رافقه إلى الشارع ، صار داخل سيارته في منعطف مظلم غير مأهول فأطلق زفرة تأفف كبيرة و لحسن حظه لم تره الفتيات اللاتي تهافتت كل منهن من أجل نيل توقيعه أو كلمة أو بسمة منه خاصة عندما تحدث إلى زوجته وأبدى سخرية لاذعة من أسلوبها ثم أغلق الخط بوقاحة قبل أن تنهي كلامها حاسباً أن لم يره أحد ثم سمع صوتاً شق الظلام ليقول ساخراً : أهكذا يعامل الكاتب الكبير رفيقة عمره ؟ وقبل أن يرد أو يبدي ردة فعل جحظت عيناه من فرط الألم و سقطت رأسه على عجلة القيادة مغشياً عليه بضربة من مؤخرة مسدس مسحه صاحبه باشمئزاز ثم قاد السيارة بعد أن نقل صاحبها إلى المقعد المجاور وهو لا يزال فاقد الوعي ، بعد قليل توقف هدير المحرك في منطقة نائية واستخدم المسدس للمرة الثانية من أجل لكز الأستاذ وايقاظه بعد أن نزع الشاب الثلاثيني عن وجهه قناع الاجرام ونظر إلى عيني ضحيته مباشرة وهو يقول : استيقظ يا صاح ، فلدينا ما ننجزه قبل أن أرسلك إلى رفاقك في جهنم واستعاد الأستاذ وعيه تدريجياً وما إن رأى خاطفه حتى صاح في ارتياع : أنت ؟!!
في أحد أحياء القاهرة القديمة ، وقفت (أمل) في شرفة منزلها المتهالك خائفة تترقب وجهه بين الوجوه بلا جدوى ، منذ خلافهم ظهر أمس لم تره لم يعد ، القلق يعصف بكل ذرة في كيانها ويكاد يقتلها رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها ، لكنه لم يخرج يوماً وهو على خلاف معها تريده أن يعود حتى تعتذر له و تعيد إليه ابتسامته وتنهدت بعمق هامسة وعيناها لا تبرحان
الطريق : انا آسفة يا (كريم) .........ولم يسمعها هذا الأخير فقد أصمه عن همسها مواجهة بينه وبين الكاتب الكبير ....(يُتبَع)
ساحة النقاش