كتب :هاني كشك
لماذا لا تشعر بأنك صاحب رسالة في هذة الدنيا و أنك ما جئت اليها إلا لتنجزها ؟ لماذا لا تشعر أنك من الممكن أن تؤثر في إنسان بالأيجاب و تصلح من شأنه و تهذب أخلاقه فتجد نفسك تنسب هذة المهمة إلى المعلم في المدرسة أو إلى شيخ في المسجد أو القس في الكنيسة و تنسبها في أغلب الاحيان إلى الأب و الأم فهما مسؤولين عن إصلاحك و تهذيبك .أين أنت من رسالة يجب أن ترسلها للعالم في حدود معرفتك ؟ .. هذة الرسالة ليست حكرًا على المتعلمين أو المثقفين و لكنها واجب على الجميع تجاه الجميع اي أنها عبارة عن تبادل خبرات و معرفة و ثقافة .
أنت تنصح أصدقاءك و تقدم لهم المشورة و لكن ذلك يحدث من باب الصداقة ولكن اذا قدمت هذة النصيحة و نيتك خالصة انك لا تفعل هذا إلا لتبتغي وجه الله فهنا ستقدم المشورة لمن تعرفهم و من لا تعرفهم و تؤجر عن هذا وهنا يزيد داخلك إحساس إنك ما جئت إلا لتقدم رسالة إلى العالم في حدود معرفتك و ثقافتك. فأنت تجلس مع أصدقاءك و تتحدث معهم ثم يذهب كل شخص إلى منزله و ينام و في اليوم التالي يتكرر المشهد مرة اخرى فأجعل تلك اللقاءات مفيدة .. و لا تقم فيهم خطيبًا و لكن كن محاورًا خفيفًا يشير إلى الأخطاء من بعيد دون إحراج احد أو جرحه.
أحيانًا تكون النصيحة ثقيلة على الأذن فيسخر من حولك عليك وينادونك بأنك أصبحت مصلح إجتماعي .. فلا تجعل سخريتهم منك تفقدك رسالتك التي تقدمها لهم ما دمت مقتنعًا بأنك تؤدي واجبك نحوهم .. أحيانًا تكون النصيحة ثقيلة على اللسان تطمع أنت وحدك في إصلاح نفسك و تبخل بالنصيحة على من حولك هنا أنت تنسى شىء في غاية الأهمية أن السلبيات التي حولك لن يصلحها إلا من تسبب فيها فبادر إلى تقديم النصيحة للغير .. تمامًا كمن يربي إبنه في المنزل أحسن تربية و يجعله تحت مراقبته في النادي و لكنه ينسى أن المجتمع يربي معه في إتجاه مختلف و قد يكون ضده لذا فهناك إلزام عليه مثلا في إتجاه أصدقاء إبنه حتى يتلمس معهم طريقًا صحيحًا .
كل يوم تكتشف سلبيات عديدة حولك للدرجة التي تقنعك أنك لن تبذل مجهود لتكتشف الاخطاء من حولك فإن كل شىء واضح و صريح ... ننتقد السلبيات و نرفضها و لكننا لم نسأل أنفسنا ماذا فعلنا لنصلح هذة الأخطاء هل سنكتفي بالرفض و السخرية على أساس أننا إعتدنا أن نصنع من كل شىء نكتة نضحك عليها . هنا أنت صاحب الرسالة أنت الشخص الذي سيتحرك ليقدم شىء مفيد للمجتمع و كل من حوله و إلا سنعتاد القبح وشيئًا فشيئًا تعتاد أعيننا على الخطأ ويصبح الخطأ مع مرور الزمان هو الصواب.
تخيل معي لو أن معلم في فصل أصلح من شأن طلابه كيف سيتذكرونه مع مرور السنين بالتأكيد بكل خير و يظل هو يكتسب الحسنات طوال عمره و بعد موته لأنه كان يقدم المشورة و الاصلاح لمن حوله و لا يبتغي إلا وجه الله ... هكذا كل شخص في مكانه المدير .. المهندس .. الطبيب .. الكل صاحب رسالة فمن يرسلها و من لا يرسلها .. حاول أن تكون إيجابيًا .
إذا أعجبتك الفكرة فحاول أن تقيم اداءك كل يوم قبل أن تنام و تطوره.
ساحة النقاش