كتب : كريم الحليسى

حين أستيقظ فى الصباح الباكر أذهب ساعيا للذهاب الى  عملى وعند الأغتسال وفى أول مشهد من مشاهد المعاناة اليومية يبدأ عند فتح صنبور المياه ولا أجد قطرة ماء واحدة لأغتسل بها على الرغم من أننا مازلنا فى فصل الشتاء ...............ولا كن على الرغم من ذلك لا ألتفت

 

البس ملابسى واتجه صوب باب المنزل وعند الخروج أجد الشوارع من حولى فى أزهى مشاهد الجمال والنظافة وكأنى أمشى فى وسط مقبرة حديثة الأكتشاف لما يحواط الشوارع من كم هائل من التراب وليس هذا فقط بل أجد الكثير من أكوام القمامة تزين الشوارع وكأن الناس تتسابق فى الفوز فى مسابقة تحقيق أكبر كوم مكون من القمامة أما فى حالة أن كانت هناك أمطار غزيرة فهنا أبتدئ فى تشمير بنطالى وأستعد للبدئ فى عرض البالية " كسارة البندق "  لتفادى كم المياه الرهيب حتى لا تتسخ ملابسى اللهم يكون فى أغلب إتساخها بعد محاولات جبارة هو تحول لون حذائى من اللون الأسمر الى اللون البنى الطينى  ......... ولاكن على الرغم من هذا لا ألتفت....

أقف على جانب الطريق وانتظر مرور أحدى سيارات الأجرة لأستقلها للذهاب الى عملى وأذ بى يمر أحد سائقى التاكسى ويرمقنى بعينية وهو مازال مستمر فى السير ويجبرنى ان اجرى وراءة فى مارثون طويل من الجرى للحاق بة لأفوز بالنهاية بلأنقضاص على مقبض السيارة  لكى أفتح الباب واركب السياراة ليوصلنى الى عملى ناهيك عن الصراع الشرس بينى وبينه على تحديد الأجرة والتى دوما تنتهى بفوز سائق التاكسى والأنصياع لرغبتة نظرا لحاجتى الى الذهاب فى الموعد دون تأخير ............... وعلى الرغم من هذا لا ألتفت

بعد انتهاء ساعات العمل أستعد للمشهد التالى من معاناتى الا وهو ان اسير من مكان عملى الى بيتى نظرا لأزدحام الشوارع فى هذا الوقت مما يضرنى الى ان اذهب الى بيتى سيرا اسرع من استقل وسيلة أنتقال للبيت ولاكن هنا يبدأ فيلم الأكشن الرهيب والذى أكون فية البطل الرئيسى حيث أبدأ فى السير وابحث عن رصيف المشاة ولاكن يفاجئنى انه لايوجد رصيف لكى أسير علية أما أن يكون محتلا من الباعة الجائلين الذين يفترشونة كأنة حقا شرعيا وحقا من حقوقهم وانة صمم لكى يعرضو علية منتجاتهم الرديئة الصنع كانت او أغذيتهم الغير مستدل لها على مكان للمنشىء او تاريخ أستخدام ............ولاكن رغم كل هذا لا ألتفت

أسير بجانب الرصيف وهنا أبدأ فى التحول لأحدى شخصيات أفلام الخيال العلمى كا "سبايدر مان"  او حتى "سوبر مان" تمر من جانبى السيارات وكأنها تسير فى حلبة سبق وكأنى بالنسبة لهم لا وجود لى اسمع أبواق السيارات من خلفى وفى سرعة البرق تمر من جانبى السيارات دون أعتبار لوجود أنسان يسير بجانب مرورها وأن سلمت من هذا لا أسلم من مراوغات الدراجات البخارية والتى ألمحها واميزها من على بعد كيلو متر مربع نظرا لأرتفاع صوت مكبر أصواتها والتى تؤذى العقل قبل الأذن وتصدع الرأس  ونوعية وجودة أغانيها ذات الصوت البذىء  وكلماتها ذو الأيحاءات المنحطة ولا تعترض أذا وجدت معظمهم يسيرون فى عكس الأتجاة ويوبخونك لأنك تعترض " طريقهم " كما يعتقدون ولاكن على الرغم من كل ذلك لا ألتفت 

أستمر فى السير الا أن يكرمنى الله بالعودة سالما الى منزلى دون اى اصابات تذكر اللهم يكون المعتاد فيها مجرد خدش أو ألم بسيط فى عظامى من كثرة الأصتدام بالمارة هذا بجانب امتلاء رئتى والحمد لله بعوادم السيارات والذى يدفعنى فى بعض الأحيان الى التفكير وبجدية فى شراء قناع مضاد للغازات السامة الذى يستخدمة الجنود فى الحروب وهنا وعند أنتهاء مسيرة يومى الطويل من العمل أقف تحت منزلى لبرهة وأدعو الله أن لايكون هناك أنقطاع للكهرباء بجانب المياة المنقطعة أيضا وقبل دخولى  أسئل نفسى عدة أسئلة أهمها :

" هل حقا نحن نعيش كأشخاص يعتبر تعريفهم فى المجتمع " كائنات آدميه " فى ظل تلك المعانات التى ذكرت جزء صغير منها ؟؟"

هل حقا نحن نعيش كشعب تخدمة حكومتة ؟ 

هل حقا تسعى الحكومة الى خدمة مواطنيها وتقديم لهم كافة سبل الأمان والراحة فى اعمالهم وحياتهم وتذليل معاناتهم والمشاكل التى تعرقل مسيرة أعمالهم ؟

" أم أن مفهومى عن عمل وا واجبات الحكومات وتعريف أدوارها خاطىء عندما أقول أننا "شعب بلا دولة ؟؟؟؟؟؟ "

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 878 مشاهدة
نشرت فى 19 فبراير 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,030,816

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟