كتبت ـ إيمان قميحه
مرت 3 سنوات علي ثورات الربيع العربي ولكن بالتمعن بالنظر الي وضع الدول العربية التي حدث فيها الربيع العربي لن نجد أي تغير نفس الكلمات المطاطية عن الديمقراطية ورياح التغير لكن بالنظر إلي الوضع الداخلي نجد أن كل البلاد في حاله يرثي لها فالحقيقة الواضحة أننا نحارب أنفسنا بأسم التغير والديمقراطية.
فالسياسة لعبه المصالح والسلطة في الأساس لاعلاقه لها بحماية حقوق الشعوب فعند تزاوج المصالح والثروه مع السلطه يجب أن ننسي أن تعود البلاد لأهلها الحقيقيين وإنما سوف تعود لأصحاب المصالح للحفاظ علي مصالحهم فمثلا بالنظر إلي المشكلة السورية لا نجد لها أي حلول يمكن أن تساهم في إنقاذ شعبها فبشار الأسد متمسك بالسلطة والانقسام في الجيش والأنقسام الداخلي فيه ومؤتمر جنيف فأي قرارات وتوصيات سوف يخرج بها المؤتمر فلن تشارك في رفع المعاناة عن الشعب السوري فلو أفترضنا أنه تم فرض عقوبات فهل هذا سيجبر بشار علي التراجع أم سيحسن الوضع السوري الحقيقة لا فكلها توصيات علي الورق وعند التنفيذ علي الواقع سيظهر لنا المصالح و الثروة لتلعب دورها ولا أحد يعرف متى يمكن أن ترجع سوريا كسابق عهدها .
أما في مصر فعند النظر الي ثورتنا المجيدة لن نجد منها إلا بقايا لا نعرف منها سوي أغاني ثوريه وصور من الشهداء فعند مراجعه الثلاث سنوات الأخيرة وحصرها فالسنة الأولي للثورة بعد تنحي مبارك وسقوط الشرطة تولي المجلس العسكري الحكم ووقف الإخوان بجانب المجلس في الفترة الانتقالية بغرض تمرير السلطة له وأن كانت في شكل الصندوق والانتخابات الرئاسية ليصعد الإخوان في السنة التالية الي سده الحكم ليكشف الوجهه القبيح في خلال سنه ويتولي المجلس العسكري والجيش عمليه الإنقاذ في السنه الثالثه .
فكل أحداث الثلاث سنوات سنجد المجلس العسكري طرف فيها سواء بصوره سلبيه أو إيجابيه المغزي من حديثي هنا أن المستفاد الحقيقي من الثورة لم يكن الشباب الذين قاموا بها بل كانت المصالح السياسيه والتي تجلت في سقوط الأخوان ليس فقط بسبب الغباء السياسي ولكن أيضا بسبب تأمر مؤسسات الدوله العميقة .
ففي كل الأحوال تحول شباب تلك الثورة من أبطال الي مغيبين ومتهورين بفضل الأعلام المصري الذي لايتسم بأي نوع من أنواع المهنية ومع أستمرار نزيف الدم في الشارع وأستمرار الأعلام في حملات التشويه المتعمده وتضافر المصالح السياسيه ورأس المال النائم الذي ينتظر اللحظة المناسبة للخروج نجد أن الثورة ضاعت والكل يمشي في أتجاه لا يعرف ماهو كل ما تبقي منها أسمها ولكن ما دافع عنه الشباب في 25 يناير استخدمته كل قوي سياسيه بما يخدم مصالحها وأيدلوجيتها .
وبالمعني الحقيقي بعد 3 سنوات من ثوره ومظاهرات فئويه ماذا حققت الثوره بالفعل لم تحقق أي شئ لم تتحقق العدالة الاجتماعية لم تتحقق الكرامة الإنسانيه كل ما ظهر منها دساتير تم الموافقه عليها بنعم نفس النخبة السياسية المتلونة نفس الإحداث السابقة مع زيادة في الدم الذي يسيل علي الأرض موت النازع الإنساني وتصاعد حده الصراع بين الإسلامين والليبراليين
المستفيد من تلك الاحداث طرفان لا ثالث لهم الأعلام في القنوات الفضائية لأنه أعلام الثروة النائمة بأسم الديمقراطية والطبقة المباركيه والتي بدأت تعود الي الحياة السياسية ويتم تلميع أسمائها مره أخري .
أما بالنسبة للنمو الاقتصادي وتحسن المعيشة والأسعار لم يتغير أي شئ بل تحول الموضوع للأسوء بالإضافه إلي الحكومات الهشة والتي تعتمد علي المعونات .
الثورة لم تحقق أي شئ خلال الثلاث سنوات غير أنها أخرجت الشعب المصري من بوتقة الصمت ليس أكثر ولا اقل ورغم الخروج من تلك البوتقة تبقي الخيوط في يد النخبه السياسية التي تدعي المعرفه بكل الكواليس وتؤثر في الشارع السياسي مستخدمه ما أؤتي لها من وسائل ولذلك فكل الأخبار التي نسمعها أو نراها هي أخبار هشة لا تعرف صدقها من كذبها .
وفي نهاية حديثي لا أعتقد أن الثوره لو أستمر الوضع علي هذا المنوال سوف تري نجاحا أو تحقيقا للأهدافها لأنه للأسف نحن نسير الي الخلف وليس الي الأمام .
ساحة النقاش