كتب_ عادل نبهان

فى هذه الآونة الصعبة التى تمر بها البلاد والعباد، ومع مرور ثلاثة أعوام على قيام الثورة وعقب الاستفتاء العظيم على تاني أعظم دستور فى العالم تمر به مصر´مثلما يتخيله أنصاره كما كان يتخيل أنصار الأول وفى هذا يعم الاحباط واليأس على الكثير ممن طالب بالتغيير ومن يأمل فى أن يعيش كل مواطن فى بلده حراً عزيزاً كريماً يتمتع بالعدالة الحقيقية التى تضمن له حقوقه.

فى حياة الشعوب لحظات وانتصارات وهزائم، لكن ما يستمر هو وجود من يطالب بتحقيق النصر من يطالب بالحرية من يطالب بالعدالة، قل عددهم أو كثر لكنهم يظلوا موجودين، يطالبون يستمرون يموتون ولكن تبقى مطالبهم ويأتى غيرهم يطالب بها.

منذ قيام الثورة ونمر بلحظات كثيرة بين اليأس والفرح ولكن سيطرة اليأس أنستنا ثوانى الفرح وأضعفت من أمل التغيير ولكن هل هذا يدفعنا إلى اليأس؟ وهل فعلاً اليأس خيانة؟

اليأس ليس خيانة ولكنه ذنب وجريمة فى حق من دافعوا وسبقوا نحو تحقيق الهدف ولكن سبقتهم رصاصات الغشم السلطوى أو قابلوا وجه الكريم وهم على فراش المرض، اليأس ليس سبيلاً للحل ولا الإحباط كذلك، نعم نعيش أسوأ حالات الدعوة إلى التغيير والإنقاذ من غياهب السلطوية والفاشية والفساد ، ولكن يبقى دائماً هناك هذا الذى يدعونا لإكمال ما دعونا له، يبقى الأمل!..

يبقى الأمل فى محاولة التغيير فالتغيير ليس مقصوراً على فئة أو مجموعة أو طريقة أو أسلوب محدد، ولكن من أراد التغيير عليه التعلم لمواجهة ما يريد تغييره، حتى الفيروسات عندما تواجه بمحاولة لمحوها فهى تتغير وتحاول التكيف لمواجهة ذلك المعالج، وهكذا الحال فمع النظام والسلطة الحاكمة لا تختلف الوجوه أو الهدف أو الغاية من سلوكها ولكن تنوعت أساليبها فى المواجهة مع مطالب ودعوات الثورة والتغيير وعلى الرغم من تشابه تلك التصرفات مع من سبقها ولكنها تحاول استخدام وسائل جديدة لمقاومة الثورة.

إذا فهل نكتفى بالنحيب والبكاء على الاطلال أم نفكر فى طريق للمواجهة بأسلوب جديد دون فقدان أهم المكتسبات وهى الاستمرارية فى الدفاع عن الحق أمام أى سلطة كانت دينية أو عسكرية أو مدنية، وإن أول طرق المواجهة هى النظر لما سبق وأخطاء الماضى.

اليوم قد دخلنا العام الثالث لثورة يناير التى كشفت الغطاء وتركت المجال للكبت والغضب بالخروج نحو السطح فى مواجهة السلطوية وغيرها، ومع مرور تلك الأعوام الثلاثة نجد أن الكثير قد ظهر وغالبه الأسوأ ولكن هناك الكثير والكثير من العبرات والعظات فيما حدث وما يحدث وما سيحدث، فإما أن يكون لنا تواجد فعلى وليس فضائى على مواقع التواصل أو ننتظر استمرار السلطوية والخراب القادم على الجميع.

نعم الوضع سيئ ويتجه للأسوأ وبالفعل الأسوأ لم يأتى بعد، لكن ما حال الذين سبقونا فى سبيل دعوتهم للتغيير؟ هل كانت مقولاتنا أننا " إذا لم نأتى بحقهم نريد أن نمت مثلهم " كانت هباءاً منثورا ؟!! هل كنا نعنى فعلاً تغيير النظام؟ هل كانت مطالب العدالة والحرية مقتصرة أمام فريق واحد ؟ وهل نظن يوماً أن طريقهما سهل ؟!! هل من خرج يوماً على سلالم نقابة الصحفيين فى عنفوان وقوة سطة مبارك فى 2005 كان يتخيل أن ثورة ستأتى لتبعد مبارك عن سد الحكم ؟ وهل كان يتخيل من قام بالثورة ازاحة مبارك واستمرار بقاء نظام يوليو ؟!!!! هل من حارب من أجل تحرير وطن ومات قبل تحريره انتهت بموته فكرة التحرير؟؟

لهذا الثورة ولدت فكرة ولن تموت ، والمسار لم ينتهى ورغم الصعاب سيكمل ، ستختلف أشكاله وطرقه ولكنه سيكمل ويكتمل بعون الله ، إذا لنتخذ البداية الصحيحة وهى الوقوف على أخطاء الماضى. 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 810 مشاهدة
نشرت فى 26 يناير 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,036,033

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟