كتب_ عمر سمير

<!--[if !supportLists]-->-  حدثني أكثر عن هيبة وشموخ الشامخ:

لا ينكر أحد كم المشكلات الهائلة التي يواجهها أبسط مواطن مظلوم قرر أن يتبع الأدوات الطبيعية التي يفترض أن يلجأ إليها المواطنون في دولة القانون التي تملأ الدنيا ضجيجا بها أفواه الساسة وبرامج أحزابهم والتصريحات المنمقة للقضاة،فمن ارتفاع رسوم التقاضي، إلى طول إجراءاته وتعقيداته مقارنة بكل القضاء في العالم، وبالمناسبة فقد أخبرني أستاذ قانون بجامعة الإسكندرية أنه بينما تظل الجنحة في مصر لثمان سنوات للحصول على حكم بات ونهائي غير قابل للطعن فإنها وفى القضاء الفرنسي الذي يفخر معظم قضاتنا به لا تتعدي العام الواحد حتى يحصل المواطن على حقه أو باطله وفقا لشموخ الشامخ وشطارة المحامي وثقل صاحب الحق أو الباطل.

حدثني عن العدالة الناجزة أو الظلم الناجز:

في مقارنات سريعة بين الأحكام التي ظهرت في الأشهر الست الأخيرة بحق المتظاهرين من كافة التيارات في أيام معدودات بينما قضايا قتل وسحل وتعذيب المتظاهرين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير وما تلاها من أحداث من قبل السلطة لم يتم البت في معظمها حتى الآن وبعضها الآخر كأحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود تحول الضحايا من مقدمي البلاغات ضد قاتليهم وساحليهم ومفقئي أعينهم إلى متهمين، وأنا هنا لست بصدد عيب قوانين بقدر ما هو تلاعب بالسلطة القضائية والقوانين التي تفعل في وجه البعض وتوضع حبيسة الأدراج في مواجهة الآخرين لأن ذات القوانين التي لم تعدل بالمناسبة هي التي برأت قاتلي المتظاهرين في مهرجان البراءة للجميع وبل وحبست متظاهرين جدد وبسرعة غير متوقعة.

كل هذا ما يفعله الشامخ بنفسه من تقليل الثقة فيه وفي الدولة من خلال انقساماته لتيارات وتحدثه في السياسة كما يحلوا لكل طرف وانشغال كثير من قضاته بالإعلام وانتداب كثيرين منهم للعمل بالجهاز الإداري للدولة وشركات القطاع العام كمستشارين لترضيتهم واستمالتهم ليس بمعسول الكلام فحسب بل بمغدوق العطاء، وما يفعله في المواطنين ثم يطالبهم بأن يظلوا يحترموه وألا يأخذوا حقوقهم بأيديهم، ولو كانت لهم أيدي لما لجأوا للشامخ.

لم يخطئ تشرشل حينما قال "انه طالما القضاء بخير فبريطانيا كلها بخير"، ولا يخطئ القائل بأنه طول ما الشامخ شامخ مفيش أمل ولا حتي فوزية، فإلى من يلجأ المواطن الذي قتل أحد أقاربه أو أصدقاؤه بعد أن رأى مسلسل البراءات للجميع بعد صبر ثلاثة سنوات من الثورة في حين أنه يري محاكم الأمور المستعجلة تصدر أحكاما بالسجن سنين وغرامات كبيرة على رافعي الأيدي ذات الأصابع الأربعة أو البالونات أو المساطر التي عليها نفس الشارة؟؟؟ ليخبرني صاحب عقل إلى من يلجأ هؤلاء دون استخفاف أو حتى استسهال موعزا لجوءهم إلى الله الذي يؤمن به معظمنا، والذي أمرنا بالاحتكام إلى ذوي العدل ولم يأمرنا بالاستسلام وانتظار حقوقنا عنده.

ثلاثة أنظمة مرت بنا في حياتنا وثورة أو ربما ثورتين كما يحلو للبعض حتى هذه اللحظة وكلنا يدرك أن مطلب إصلاح منظومة العدل هو أساسي لنا جميعا دون أن نري إصلاحا حقيقيا، فإلى متي ننتظر؟ هل يريد الجميع أن نتحول إلي غابة يأكل فيها القوي الضعيف؟ أم تريدوننا أن نتغاضي عن فساد الكبار لأنهم كبار وننتظر العدل الأخروي الذي كفرتم معظم الناس به من فرط ممارساتكم للظلم؟؟؟ الحق أن جيلنا الذي انتفض ضد الظلم في يناير ولا زال منتفضا لن يرضي بأقل من إصلاح منظومة العدل جذريا، وإذا أردتم أن تعرفوا كيف جذريا في عقول جيلنا فأبسط الجذرية إنهاء توريث أجهزة الدولة وتحويلها لدولة طوائف هذا أبسط مفاهيمنا عن الجذرية وأقل حقوقنا في الإصلاح فهل أنتم مدركون؟؟؟ يا من تحاولون تدجين ثورتنا بالترغيب والترهيب وتحولون ما كان يمكن أن يصبح واقعا إلى مجرد حلم لن يرض جيلنا بأقل من ذلك ولن ترض الأجيال القادمة بما رضينا به نحن، علينا جميعا أن ندرك أن التغيير أصبح فرضا وهو كذلك في أوقات الثورات.

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 915 مشاهدة
نشرت فى 12 يناير 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,028,603

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟