كتبت_ هايدي النشرتي

كتبت حتى لا أكون يوما ضد مبادئي التي طالما احترمها ولم اتعداها يوما.. صحفية في منتصف العمر دارت حياتها لتري واحدة من أبشع المجازر التي كتبها التاريخ.. لم تكن هي تتوقعها و لا احد كان يتوقع ان هناك اناسا من الممكن ان يقتلوا بهذه الوحشية..

في صباح أحد الايام جائتها مكالمة من رئيس التحرير ان هناك حادثة كبيرة حدثت في مدينة بجنوب الصين وأن عليها الذهاب الي مكان الحادث.. ذهبت الصحفية إلي هناك.. وكانت هذه هي  كلماتها ووصفها لما رأته من آلام لحظة رؤيتها لمكتن الحادث وما تبقي من البلدة بعد ستتة اسابيع من القتل و النهب والاغتصاب فما فعل الجيش الياباني بهؤلاء المدنيين كان شئ يفوق العقل.. فالحرب العالمية كلها كانت ولاتزال من أبشع ما فعلوه البشر في التاريخ.. أحداث كثيرة ولكن  أبشع مظاهر المجازر كانت ما وصفته هذه الصحفية عن الحادث:..

كتبت بتاريخ 12-2-1939

"الاعناق كثيرة والاجسام قد فاحت رائحتها العفنة.. والعيون واسعة والأفواه مفتوحة ولمحت الذعر الشديد علي الوجوه الأحياء قبل الأموات.. فالأحياء قد ماتوا أكثر من الأموات فعيونهم كانت مليئة بشي من الانكسار والغضب والحزن العميق.. الكل قد ذاب من الذهول.

.. عندما ذهبنا أنا وبعض الصحفيين لنشاهد الحدث الذي لا يوصف علي انه جريمة بشعة بل أكثر.... تنظر الي الوجوه تجدها وكأنها كانت تصرخ من شدة الآلم .....فأثار التعذيب لا يزال ظاهرا علي أجسام الموتي والأحياء علي السواء.. حتى الأطفال لم يسلموا من هذا الفعل الشنيع.. نعم إنها مذبحة بكل معني.. وقد فاحت رائحتها في كل العالم.. والصور قد تصورت ورسمت عن هذا الفعل الرهيب.. شئ ما ياخذني الي مكان المذبحة هناك.. وأتذكر تفاصيل الوجوه وأسأل نفسي.. ماذا فعل هؤلاء ليذبحوا هكذا.. الجريمة البشعة قصة نعيشها كل يوم في ظل عالم يأكل في الآخر...

فلا وجود للسلام.. فالسلام كلمة قد سمعنها ملايين المرات ولكن في الواقع لاوجود له ولكن الوجود الأكبر للمصالح فوق الأرواح..

أظل هكذا طوال الليل.. فالجريمة قد أخذتني لمكان بعيد أفكر فيه.. وأستيقظ صباحا وأذهب ثانياً إلي مكان المذبحة وقد أزلوا آثارها ولكن هل يستطيعون محوها من التاريخ أو من الذاكرة!!!!!!! ولكن كانسان فمهما كان ما أكتبه لم ينقل الصورة التي شاهدتها في الحقيقة.. فالحقيقة دائما أفظع من الخيال، فالمذبحة قصة واقعية من واقع نعيشه.. تحدث عندما تتفاقم الأوضاع بين البشر فيقتلون و يقتالون و يقتتلون سواء علي ارض, أو فكرة, أو جنس, أو دين.. لا يهم.. المهم المصلحة.

فعندما ننادي بالسلام فإنه يكون مجرد أمل نحلم أنه سوف يتحقق يوما.. مجرد أمل( فالمذبحة لم تكن كاملة فهناك وسيظل هناك المزيد).

و من ذلك اليوم لا أستطيع النوم..... فعندما أغمض عيناي أري الوجوه تصرخ .....

ذكرى مذبحة نانجنغعلي يد جيش الاحتلال الياباني 13-12-2013 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 698 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,480,145

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟