كتبت_ ايمان زهران
احتفل العالم بالأمس باليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة والذى أقرتة الجمعية العامة بتاريخ 25 نوفمبر من كل عام وذلك منذ عام 1993 تذكيرا بمعاناة المرأة فى العالم وصمودها امام العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية .
جاء تعريف العنف فى إعلان الأمم المتحدة بأنه ''أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أو من المحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة جسمية أو نفسية للمرأة، بما فى ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء أوقع ذلك فى الحياة العامة أو الخاصة
بمقارنة ذلك التعريف الدولى الأكاديمة بواقعنا المؤسف ؛ نجد أن المرأة يمارس ضدها كل اشكال العنف سواء الجسدى او النفسى او العقلى والوأد الروحى .أضف إلى ذلك ان ذلك العنف الموجه على أختلاف اشكالة يمثل انتهاكا للكرامة الإنسانية وخرقا لكل المواثيق الدولية والشرائع السماوية.
لكن لانستطيع ان نستبعد فى رصدنا للانتهاكات الحادثة ضد المرأة بعض الظروف السياسية والاجتماعية التى أفرزت بعض العوامل مما رفع من وتيرة العنف بشكل عام، وتحديدا العنف الموجه ضد المرأة رغم سعيها ووقوفها إلى جانب الرجل وحاجة المجتمع إلى دورها فى الحياة الاجتماعية والسياسة والاقتصادية.
العنف ضد المرأة يظهر فى مختلف قطاعات المجتمع بغض النظر عن الطبقة والدين والثقافة أو تقدم أو تخلف البلد ؛.وإن تعددت تعريفات العنف إلا أنها تحمل معنى واحدا وهو استخدام القوة المادية أو المعنوية ضد الآخر. دون النظر لحجم الترسيبات النفسية والعصبية والاضرار البالغ للمرأة واهتزاز معيار الثقة لديها ؛ إضافة لنقمها على مجتمع انتهك انسانيتها واستباح كرامتها
تقرير الأمم المتحدة الصادر هذا العام والذى يعبر عن كافة أشكال العنف المختلفة ضد المرأة حول العالم جاء مثيرا للشجون والألم وكاشفا عن حجم الانتهاكات الصارخة التي تتعرض لها النساء حول العالم.
يوضح التقرير أن العنف ضد المرأة هو عنف قائم على نوع الجنس وهو الموجة للمرأة لكونها امرأة ويشمل الأعمال التي تلحق بها ضررا جسديا أو عقليا أو جنسيا بها أو التهديد بهذه الأعمال والإكراه وسائر أشكال الحرمان من الحرية ويرى أن العنف لا يقتصر على ثقافة معينة أو إقليم معين فالعنف ضد المرأة موجود فى كل مكان تقريبا.
تبسيطا للفكرة ؛ لم تعد قضيتنا فى المجال النسوى فقط المساواة فى العمل والجانب الاجتماعى فقط ؛ ففى وسط صراعنا لتحديد مكان ملائم بنا نحن النسوة وبأفكارنا وتطلعاتنا وطموحنا ؛ كانت الهجمة ضد انسانياتنا وكرامتنا الانسانية وإحساسنا بالأمان.
من المؤسف ان كافة التقارير الاقليمية والدولية تصنف مصر انها الدولة الاولى عربيا فى ارتفاع معدلات التحرش الجنسى ضد المراة وانتهاك انسانيتها . فالتحرش الجنسي أصبح واقعا يوميا للمرأة في مصر بغض النظر عن السن، أو الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، أو كونها متزوجة أو غير متزوجة، وبغض النظر عن لباسه ؛ فالمتحرش فى مصر اصبح يتحرش لمجرد الفكرة دون النظر الى الهدف بطريقة مبرمجة ؛ فمن ينظر للمرأة لجمالها فقط ويتطلع لجسدها عليه ان يراجع نفسة فلقد اصبح يفكر بشهوة بهيمية وفقد روحة الانسانية.
لعل من أكثر ما يترجم حال المرأة حاليا وخاصة الواقع المأسوى لما تمر به من انتهاك اجتماعى وسياسى وروحى وسعيها الدؤب فى مطالبتها بالحرية والكرامة والاحترام والمساواة ؛ فى سعيها للاعتراف بإنسانيتها ؛ دائما ما اتذكر ترنيمة ايزيس فى سعيها لتوثيق كينونتها كأمرأة بمختلف طبائعها وصورها لكنها دائما ما تعلن سعيها لانتزاع للتبجيل والاحترام فهى امرأة فهى اساس الكون .
لأنني الأولى والأخيرة
لأنني المُبجَّلة والمُحتقرة
الزوجة والعذراء
الأم والابنة
لأنني ذراعا أمي
لأنني العاقر ولأن أولادي لا يُحْصون
لأنني الزوجة والعزباء
لأنني من تُنجب ومن لم تنجب قط
لأنني العزاء في آلام الولادة
لأنني الزوجة والزوج
ولأني رَجُلي هو الذي خلقني
لأنني أم أبي
لأنني أخت زوجي
ولأن زوجي هو ابني الذي تخلّيت عنه
لأنني كل ذلك
قدموا لي الاحترام على الدوام
فأنا الفاجرة وأنا المرأة النبيلة
.. نشيد ايزيس.. بمثابة الاختصار لجدليات الافكار المبعثرة فى عقل كل أمرأة تسعى لان تنال انسانيتها وتحتفظ بكرامتها دون ان يلغى ذلك سقف طموحاتها وحريتها وحقوقها فى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .. يا من تتشدقون بالإنسانية افيقوا هناك من تنتهك انسانيتها بدعوى انها مؤنث.
ساحة النقاش