<!-- <!-- <!-- <!--
<!-- <!-- <!-- <!--
كتبت: إبتهال عامر
تلعب المشاعر والأحاسيس التي خلقها الله سبحانه وتعالى والمكنونة داخل الكائنات الحية دورا في أسلوب الحياة والمعيشة، فلا يمكن أن يعيش الفرد من دونها فلو تجرد الإنسان من هذه المشاعر لكانت الحياة مليئة بالدمار والخراب.
ولم تقتصر تلك المشاعر على البشر فقط بل أيضا يمتلكها الحيوان، ولابد أن يعلم كل إنسان أن هذه الكائنات تمتلك الكثير من هذه المشاعر كالسعادة والألم والخوف وغيرها.
فقد توصل علماء البيولوجيا التطورية والعلوم السلوكية والدماغية، إلى أن النظام العصبي له أوجه تشابه مذهلة بين البشر وبعض الحيوانات، لذا فإننا نتشارك في بعض المشاعر.
وفيما يلي أمثلة وردت في كتاب بعنوان "الذكاء العاطفي للحيوانات" لعالم الرياضيات الأسباني وعالم الأنثروبولوجيا "بابلو هيريروس":
عاطفة الأمومة
يميل البشر إلى إظهار عاطفة الأمومة المتمثلة في الحب وحماية أبنائهم، إلا أنها صفة لا تقتصر فقط على البشر فهناك عددًا من الحيوانات الأخرى قادرة على إظهار المشاعر نفسها مثل حب الأم.
ففي جامعة طوكيو راقب باحثون إحدى الحيوانات التابعة لعينة "الشمبانزي" الموجودة في تنزانيا، والتي ظهرت وهي تبذل جهودا كبيرة لرعاية صغيرتها التي وُلدت بمتلازمة "داون" و"فتق" منعها من الجلوس بمفردها.
وظهرت الأم "الشمبانزي" في بعض الأحيان وهي تساعد صغيرتها على تناول الطعام، مع عدم السماح لأي شخص آخر بحمل الصغيرة، كأنها تعلم أو تشعر أنه لا يمكن لأحد أن يفعل ذلك أفضل منها.
الـفـقـد
يسبب الإنفصال أو فقدان الشريك حالة من الألم والمعاناة للأشخاص، هكذا يشارك "الببغاء" البشر، إذ يمتلك صفة الإخلاص لشركائه طوال الحياة، فإذا مات أحد الشركاء فجأة، يجد الآخر صعوبة في تحمل هذا الشعور، كما يتوقف في أغلب الأحيان عن الأكل ويصبح أضعف، فمن الممكن ألا يستطع التشبث بالمنحدرات التي يعيش عليها لفترة طويلة.
التعاطف والمواساة
لدى البشر القدرة على مشاركة الآخرين أحزانهم و يشعرون بالتعاطف والرحمة تجاههم.
وقد أكدت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة "Science" العلمية في عام 2016م، إلى أن فئران البراري تواسي فئرانًا أخرى تشعر بالإجهاد، وهو ما وصفه الباحثون كدليل على التعاطف.
ومن خلال التجربة، عُزل أزواج من الفئران عن بعضها البعض، تعرض واحد في كل زوج لصدمات خفيفة، وبعد لم شملهم، يحاول الفأر الذي لم يتعرض لصدمة التخفيف عن انزعاج الشريك الآخر عن طريق اللعق لفترات أطول من الحيوانات الأخرى في مجموعة مراقبة، فصل فيها حيوانات عن بعضهم البعض ولم يتعرضوا للصدمات.
رغبة الإنتقام
يشعر البعض في مرحلة ما برغبته في الإنتقام، يمكن أن تظهر الحيوانات شعورا بالإستياء والإنتقام من المدربين العدوانيين.
وفي عام 2016، قام قطيع من الفيلة بغزو مدينة رانشي، شرقي الهند، أجبر ذلك السكان على الفرار خارج المدينة حفاظا على حياتهم، وكانت الحيوانات تبحث عن جثة فيل مات بعد سقوطه في قناة للري.
ساحة النقاش