كتب محمد سلامة
مررت على القنوات التلفزيونية المصرية لمدة ساعة واحدة أصبت بحالة من التأفف والملل الجميع اجمع على انه لابد ان نقول نعم للدستور وكأن دور الاعلام هو تحديد خيار الاستفتاء وليس شرح الدستور وإعلام الناس مافيه من ايجابيات وسلبيات وشرح اهمية النزول له وتفنيد مواده التي ستكرس الحياة الجديدة لنا وللاجيال القادمة .. الدستور يحمل في طياته مواد قد نتفق معها أونختلف فهو من صنع البشر ويقع على الاعلام عبأ توعية الناس عن طريق المتخصصين وفقهاء الدستور والسياسيين .
قولو نعم للدستور . تلك النعم لا تختلف عن سابقتها التي تبنتها جماعة الاخوان المسلمين في حكم المعزول محمد مرسي نفس النغمة والرنين نفس المبرارات نعم من اجل الاستقرار من اجل النهضة من اجل حكم الثورة نعم ضد المؤامرة .. نعم من أجلك أنت . وماذا بعد نعم؟ هل فكرنا في ماذا بعدها ؟ هل نعم وحدها تكفي لايقاف حالة الاحتقان التي تمر بها البلاد ؟ هل تكفي لاسكات جماعة الاخوان المسلمين وكانها الضربة القاضية ؟ هل نعم هي الحل .. بعد اقرار نعم هل ستنعم مصر بالخير ؟ قد لا تجد اجابة فاصلة على هذا السؤال فالوضع محير وحال البلد غير مستقر الجميع متمسك بمواقفه وكأن انتصاره هو انتصار لمصر وتناسى الطرف الاخر الذي هو ايضاً جزء من مصر.
لا خلاف على ان النزول للاستفتاء قد يظهر الرؤية كثيرا ويوضح حاجة الناس وسيدعم اي موقف ستسير عليه المرحلة الانتقالية التي طالت كثيرا عكس ما كان يتمناه المصريون . تبنت المحطات الفضائية المصرية خيار نعم للدستور وتسابقت في عرض الافلام الترويجية والتشجعية والاعلانات والمقابلات مع كل النجوم من رياضيين وفنانين وسياسيين , رغم انه فرض عليهم احترام الثورة التي قامت من اجل عرض كل الاراء وليس للاحكتار الاعلامي فعرض وجهة النظر الاخرى كانت ستمنح الكل ثقة في تلك المرحلة وستشجع الجميع على النزول والتصويت بما اقتنعو به .
ذلك الاعلام تناسى ان يستعين بأغنية عبد الحليم حافظ نعم يا حبيبي نعم و محمد منير حين غنى نعمين ثلاث واربع خمس نعمات والراحلة ليلى نظمي التي غنت يا امه نعيمة نعمين .. مش نعم واحدة ما يفعله الاعلام حاليا لا يختلف كثيرا عن اعلام الاسلام السياسي في استفتاء الدستور السابق ولكن بنكهة مختلفة بعيدة عن الجنة والنار والثواب والعقاب والاسلام والكفر ولكنه يسير مثله في نفس المنحى والطريق .
ساحة النقاش