كتبت : علا علي فهمي

"هنخزق عين إللي هيقرب مننا وهنشوف مين إللي هيقدر يضايقنا بعد كده ؟!"، هكذا علقت الكثير من الفتيات المصريات بعد حدوث أكثر واقعة تحرش مخزية في ميدان التحرير رمز الثورة، والمنطقة المحيطة بقصر الإتحادية، معلنين أنهن سيحملن كل وسائل الدفاع عن النفس كالإليكتريك، والمطواة، وسكاكين المطبخ، والإسبراي والكبريت، والعصا المسننة،  قائلين " هندافع عن نفسنا وعن اخواتنا البنات ومش هنخاف".

زيـنـة و cat woman

ففي الوقت الذي قررت فيه فرغم  الكثير من الفتيات عدم النزول إلى الشارع إلا في الضرورة القصوى في هذه الفترة الصعيبة، جاء على العكس تماماً قرار بعض الفتيات بإستمرار نزولهم إلى الشارع وميادين الثورة، ومشاركتهم في التظاهرات والمسيرات الثورية حاملين كل الأسلحة المتواجدة في بيوتهن لتجد حقيبة كل منهن  كحقيبة محارب يتوقع غدر من حوله في أية لحظة، لتتحول الفتيات إلى "زينة" بطلة المسلسل الأمريكي الشهير "زينة وهركليز"، وcat woman في الفيلم الأجنبي الشهير.

ولا راجل ولا إنسان

"من يتحرش بفتاة فهو ليس رجل وليس إنسان حتى، بل إنه أقل شأناً بكثير من الحيوان" هكذا علقت أماني عامر طالبة بكلية الألسن، وتكمل قائلة : التحرش الأن ليس له علاقة بالإحتشام والإلتزام، فهناك الكثير من الفتيات المحجبات والملتزمات، والمنقبات، بل والأمهات وهن بصحبة أبنائهم ويتعرضون أيضاً للتحرش في صور تدل على دناءة وحقارة مرتكبيها، فمرضهم النفسي يخيل لهم بأن هذه هي الرجولة والشطارة، وهم عار على الرجولة بكل المقاييس، فالواحد منهم أقل شأناً من الحيوان المريض. 

ابحث عن المستفيد

وتقول فرح عادل، طالبة بالثانوية العامة، عمليات التحرش أصبحت منظمة وممنهجة بشكل مخيف، فقد رأينا حوادث التحرش الأخيرة، والتي يتجمع فيها العشرات حول فتاة واحدة لتكون فريسة وسط مجموعة من الذئاب في شكل يشعرنا بالخزي والعار.

فلم يعد التحرش يحدث  كالحوادث الشائعة التي تحدث في الأعياد والتجمعات، بل أصبح يحدث في ميادين الثورة التي اشتهرت بطهارتها وطهارة من يقف على أرضها، وبخلوها من هذه الأفعال كأيام الثورة الأولى والتي كانت من أسباب نجاح الثورة وإسقاط نظام مبارك الفاسد، وتختم كلامها سائلة من المستفيد من قيام وإنتشار مثل هذه الأفعال التي تشوه مجتمعنا وطبيعتنا كمصريين ؟! .   

وتقول فريدة أنور 24 سنة، سنضطر لحماية أنفسنا بكل الوسائل الممكنة وهذا ليس للفتيات المشاركين في التظاهرات فقط، بل لكل فتاة تنزل إلى الشارع، للذهاب إلى جامعتها أو عملها، أو لزيارة أحد أقاربها، أو الخروج مع أصدقائها.

وتكمل قائلة : عندما كان يضايقني أحد كنت أتردد ألف مرة قبل أن أعلي صوتي، فشدة خجلي وعدم ثقتي بنفسي كانت تحول ضد مهاجمة من يضايقني، ولكن بعد هذه المشاهد التي رأيتها واقشعرلها بدني، قررت أن أتخلص من خوفي وأن أدافع عن نفسي فلن يتدخل أحد لحمايتي ، ولن يحفظ حقي أي قانون في الدولة، وأنا أرى أن المستفيد من هذه الأفعال هم من في الحكم، والذين يريدون تخويف الفتيات ومنعهن من النزول لإسقاط نظامهم وجماعتهم.

جاري البحث عن حكومة ورجولة

"الدولة والحكومة تشترك في هذه الجرائم" هكذا قالت سها ياسر 24 سنة، وتكمل قائلة : لا وجود ليس لأي قانون يحمي الفتيات المصريات من جريمة التحرش، ويجرم هذا الفعل الدنئ، فلو كان القانون المصري يمنح المتحرش خمس سنوات سجن على الأقل، كان سيفكر ألف مرة قبل القيام بهذا العمل الإجرامي، وكان سيختفي من مجتمعنا.

أما دعاء حسن طالبة بكلية الحقوق فتقول، لم أكن أتصور أن يأتي اليوم الذي أشاهد فيه العشرات يتحرشون ببنت بريئة ويتجمع حولها مئات الشباب الذين يصورون هذا المشهد بكاميرات الموبايل دون أن يتدخل أحد منهم لإنقاذ الفتاة وإبعادها من أيدي هؤلاء المجرمين، فيظهر أنه ما يزال يجري البحث عن رجولة في مجتمعنا المصري حتى بعد قيام الثورة التي سمع صداها العالم بأكمله.

ابحث عن المتحرش

وتقول نورا محمد سأشارك في كل المسيرات النسائية المتصدية لتخويف وترهيب الفتيات والسيدات، من النزول إلى ميدان التحرير ومحيط قصر الإتحادية وغيرها من أماكن التظاهرات، ولن ألتزم بيتي لأضع يدي على خدي وأجلس على الكنبة لأشاهد ما يجري حولي.

وسنقوم بحملة البحث عن المتحرشين ووضع صورهم على مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" ليتعرف الشباب على ملامح وأوصاف هؤلاء الأوغاد الذي هان عليهم دينهم وهانت عليهم مصر وثورتها.

 

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1579 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,525,426

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟