"يعني هو الواحد مش عارف يلاقيها منين ولامنين"، " طب أجيب التركيز منين؟ إذا كنت بنام على قرار وأصحى ألأقي أتلغى"، " أذاكر إزاي وأنا كل دقيقة بفتح الفيس بوك عشان أشوف حصل أيه في البلد".
جاءت هذه الكلمات لكي تعبر حالة التخبط التي يعيشها الطلاب في هذه الأيام خاصة مع أقتراب موعد إمتحانات الفصل الدارسي الأول ، حيث يتعرض هؤلاء الطلاب إلى ضغط كبير بسبب عدم قدرتهم على الإنفصال عن الواقع ،
وذلك لشعورهم بأن الدستور الذي يتم الإستفتاء عليه ، هو الذي سوف يحكمهم باقي حياتهم ويحدد مستقبلهم.
وتحدثت "الوفد" مع مجموعة من الطلاب لمعرفة الشعور الذي يسيطر عليهم هذه الفترة:
"طب تيجي إزاي"
في البداية يقول يحيي عبد الله ،19 سنة ، طالب في كلية تجارة " كنت فاكر إني أيام أمتحانات ثانوية عامة ديه أصعب أيام ، وبمجرد ما أخلص منها هبقى أرتحت ، لكن أكتشفت أني كنت غلطان لأني الأيام ديه مفيش أصعب منها بسسب الضغط الي الواحد فيه ، يعني الدنيا مقلوبة على موضوع الدستور ، وكل يوم الواحد بيسمع مصيبة جديدة ، هذا بالإضافة إلى أن مصر على وشك حرب اهلية ، وبعد ده كله المطلوب مني أني أركز وأذاكر عشان أنجح، طب تيجي إزاي؟!".
ويتفق معه في الرأي محمد إسماعيل، 21 سنة ،طالب في كلية حقوق قائلا " حاولت كتير إني أفصل نفسي عن كل الي بيحصل عشان أركز في مذاكرتي ، خاصة أني في أخر سنة ومحتاج أجيب تقدير ، لكن فشلت تماما في هذه المهمة ،وذلك لأن مايحدث حولي أكبر بكثير من أن أستطيع ان أتجاهله ، خاصة أنه يتعلق بمستقبل مصر كلها".
ويكمل " كما ان دراستي للقانون طوال الثلاث سنوات الماضية ،جعلتني أدرك مدى خطورة الوضع الحالي ، خاصة وأن هناك الكثير من التجاوازت والتعديات التي تؤكد وجود نية لإسقاط دولة القانون ، للسيطرة على البلد بأكملها دون وجود أحد يحاسبهم ، لذلك أجد صعوبة بالغة في القدرة على التركيز في المذاكرة ".
"مش عارف أركز"
بينما يروي حسن رأفت ، 17 سنة ، طالب في كلية علوم قائلا " كل حاجة بتحصل حواليا بتخليني أحس بالإحباط والتشاؤم إتجاه المستقبل ، يعني لما الواحد يشوف المهازل الي بتحصل ديه كلها ،وبلده أتقسمت لنصفين بيكرهوا بعض ،ومصري بيموت مصري ، هذا بالإضافة الدستور المسلوق الي تعمل لترسيخ فكرة الديكتاتورية والقضاء على حرية المواطن ، فكيف بعد كل هذه الأشياء التي تهدد مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة أستطيع التركيز في الإمتحانات؟!".
" الدستور سبب إدماني"
ويشير رامي ممدوح ،20 سنة ،طالب في كلية هندسة " للأسف أنا أصابتني حالة من الإدمان للفيس بوك وبرامج التوك شو ، مما أفقدني القدرة تماما على التركيز في المذاكرة ، حيث أصبحت لا أستطيع أن أذاكر ساعة واحدة بتركيز ، فبمجرد جلوسي على الكتاب لكي أذاكر يسيطر علي شعور قوي داخلي يدفعني إلى الإطلاع على الغيس بوك أو الإنتقال بين محطات التليفزيونية لمعرفة أخر تطور للاحداث".
ويضيف " هذا بالإضافة إلى حالة الخوف الشديدة التي أشعر بها إتجاه إمكانية تطبيق مثل هذا الدستور علينا ، لأن ذلك سيكون معناه ضياع أخر أمل موجود عندي في أن أعيش حياه كريمة ، مؤكدا على أن الواحد لو جاب تقدير سيء أو حتى سقط ، يقدر يعيد السنة أو يعوضه ، لكن الدستور هو تحديد مصير لمستقبلنا جميعا ، وفي حالة تطبيقه بالشكل الذي هو عليه الآن ستكون هذه هي نهاية كل من كان يحلم بالحرية الديمقراطية و مستقبل أفضل ".
ساحة النقاش