<!--<!--<!--<!--

مرحبا....أنا .... لا أعرف من أين أبدأ...حسنا.
أنا الفتى الذي ولد في القبر وحده دون مساعدة أحد، أنا الذي رأیت الموت بعد ولادتي، أنا الذي أملك عائلة
جاهلة...لیس جهلا علمیا ولكن جهلا دینیا، جهلا بالله تعالى، أنا الذي لوثت كفن أمي الأبیض بالدماء.....
أنا أبن الارض....
هكذا أصبح الناس ینادونیني منذ ولادتي و كأنني كنت أرید أن أصبح هكذا و كأن هناك أحد في العالم یختار عائلته أو مكان ولادته، حسنا حسنا....كفانا ألغاز و غموض،سأقص علیكم حكايتي و لكم أن تحكموا هل انا ظالم أم مظلوم.
أناااا...أنااا عزرائیل....لا لا لست ملك الموت، هذا أسمي في شهادة المیلاد، جدي من أختار هذا الاسم، یرى أنه مناسب لي، ولشكل ولادتي.
عمري واحد وعشرون عاما ....نعم أنا طالب جامعي تحديدا في كلیة الطب .
ليس لي أصدقاء، أنا وحید، كیف یكون لعزرائیل أصدقاء... فبعض زملائي في الكلیة یشعرون أنني شؤم من اسمي وبعضهم یخاف والباقي یسخرون مني، في الحقیقة لقد أصبح هذا معتاد لي
ولدت بالقبر....نعم بالقبر.
ماتت أمي وهي حامل بي ورفض جدي أن یستمع للطبیب ویخرج الطفل من بطن أمه...بالطبع هذا الطفل انا ...لقد أصر جدي أن تدفن أمي كما هي والطفل في بطنها، لأن هذا الطفل شؤم وإن خرج سیقتل باقي العائلة، كانت أحد العادات المنتشرة أو كما یقال من وجه نظري عاهات ولیست عادات.
و جاءت ساعه الولادة، تحديت الموت، خرجت بمفردي للحیاة دون
مساعدة، كنت أصرخ كأي طفل، سمع صوتي حارس المقابر، ظن في بداية الأمر أن هناك جن او طفل مدفون وهذا صوت شبحه، بعد فترة قرر فتح القبر وصدم من مشهد الطفل الملطخ بالدماء والتراب، طلب الاسعاف و الشرطه سریعا وبالفعل فصلني الطبیب عن أمي وأغلقوا المقبره عليها من جديد
دخلت المستشفي لفترة ، بینما جدي رفض أن یأخذني وقال أنني شؤم و لكن الشرطي قام وسبه بأسوء الالفاظ، فأخذني مرغما، بالطبع ستسألون كیف عرفت كل ما حدث؟!؟، لقد حكت لي عمتي ما حدث، هي أمي الثانیه فقد كانت لا تنجب وأخذتني أبن لها..
المشكلة لیست هنا المشكلة أنني نشأت وكبرت غیر كل البشر، كنت أرى ومازلت أرى أشخاص وأشیاء غیر بشریه لكن لم أخاف منها، لقد كنت أراها منذ طفولتي
كل هذا الكلام المشتت الذي بلا معني او هدف.
سأقول لكم ببساطة أنا الذي قتلت عائلته كلها بلا رحمه قطعتهم إلى أشلاء صغیرة، كأنهم دخلوا الخلاط بالخطأ مثلا.
سبدأ من هنا....أفضل....
جدي لم یكن یحبني قط، كان یكرهني جدا، كان یظن دوما أنني سبب موت أبنته
ذهبت له في یوم وصارحته أنني أحب فتاة في القریة وأرغب بالزواج بها ولكن أتعرفون ماذا فعل؟ ، صفعني علي وجهي وقال أذهب أیها الملعون لیس من حق شخص مثلك أن یتزوج و لیس لك الحق أیضا أن تعیش ، لم أتمالك نفسي ظللت أصرخ حتي أخبرته بأنني أحب "قشه" نعم اسم حبیبتي "قشه " ویا لیتني لم أقل أسمها حیث أنه لم
یكن من فتاه في القریة تحمل هذا الاسم سوى فتاة واحدة، ذهبت في هذا الیوم بعد شجار كبیر الي فندق یوجد في أقصى القریة كان شبه مهجور و لكنه متوفر بیه غرف للنوم، ذهبت وحجزت غرفه وجلست بها أتناقش مع أصدقائي عن الذي حدث و ما الحل مع جدي...نعم أعلم أنني قلت أنني لیس لدي أصدقاء....كنت أقصد البشر فقط ولیس شيء
أخر، كما قلت لقد أعتدت منذ صغري علي وجودهم ، كنت صدیق عشیرة كامله من الجن و كانوا یحبونني ویساعدونني كثیرا، علي أي حال جلست أتحدث معهم طوال الليل حتي غفوت من التعب، أستیقظت في الفجر علي صوت عشتار وهي تخبرني بأن حبیبتي في خطر، فقد ذهب جدي لوالدها وكذب وقال أنني قد تزوجت بها دون علم أهلها وبالطبع سیقتلونها بسبب أمر كهذا فهي قد أصبحت عار على العائلة، جدي كان طماعا كان لا یرید أن یعطیني ميراث والدي
فهو الواصي حتي أبلغ السن القانوني و انا باقي لي أشهر حتي أتم السن القانوني و حتي أذا أصبحت في السن القانوني في القرى لا یستطیع طفل مثلي أن يأخذ ملیما واحدا قبل وفاه جده هذا یعني أنني سأظل تحت رحمته،لقد كذب خوفا من طلب المیراث، یرید ان أصبح وحیدا.
لم أنتظر أخذت أجري إلى منزل قشه بسرعه ولكن المكان كان بعیدا جدا، وصلت بعد ساعتین ، وصلت متأخرا،
وجدت جمعا من الناس یقفون منهم من یستغفر ومنهم من یشاهد ومنهم من یقول هي المذنبة، هي؟!؟ من هي؟!،
أخذت أدفع الناس بخوف لأرى ماذا یحدث، لا یمكن أن تكون هي لا...لم یحبني أحد غیرها بعد وفاة عمتي، لا یمكن أن تتركني، لا......
وقفت في صدمه و عیناي مفتوحتان علي مصریعهما، أتعرفون شعور أنكسار القلب والروح والحقد و الكره یجتمعون جميعهم معا، هذا ما حدث، وجدت قشه علي الارض مذبوحه وممزقة الثیاب من أثار الضرب، كانت تتشنج مثل الذبيحة حدیثة الذبح انها تموت أمام عیني، تصارع الموت، روحها تحاول الخروج لترتاح من هذا العذاب، حتى سكن جسدها وأشعل جسدي أنا كرها وحقدا وأنتقاما نظرت لأصدقائي وقلت والدموع في عیني، أرید هذه القریه حطاما، اریدهم جمیعا یتعذبون أسوأ من عذابها،بالفعل تم ما ارید لم تمض ثواني وصوت الصرخات تعلو من كل بیت ومن جزء في القریة ،أصبحت القریة نهر من الدماء وأنا أخذت حبیبتي بین أحضاني وأخذت ألعب في خصلات شعرها الجمیل وأضحك، كان یوم الجحیم.
أذكر جیدا أنه مر عشر دقائق فقط وهدأت القریه كلها وجلس أصدقائي بجواري یبكون لبكائي ویحاولون تخفیف الحزن عني، بالمناسبة لقد أنتقلوا معي في منزلي الجدید، مستشفى الامراض النفسیة والعقلیة، حیث أقص حكايتي علیكم.....قصه ابن الارض.
صحیح....قبل أن أذهب أرید أن أخبرك أن هناك أحد أصدقائي بجوارك یقرأ قصتي ویبتسم لما حدث، أرجو أن تستمتع معه.
وداعا....

 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2094 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2020 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,522,146

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟