كتبت_ إيمان زهران

لم يكن هذا الموضوع ما انتوى الحديث عنه ؛ ولكن للحق متابعتى للاخبار وحادث الانفجار فى المنصورة ماترتب عنه من ارتفاع فى معدلات القتلى والمصابين ؛ جعلنى أنتظر وأفكر بإجابة للتساؤل الدائم "هل المعيار دائما ما يكون الدم ؟!!!"

إسالة الدماء هو ذلك الفعل الإرهابى؛ والإرهاب هو ذلك الفعل القميئ ذو الصورة الوحشية والذى يستهدف الفرد الإنسان بدعوات لا أساس لها من الصحة ولكن يختفى بداخلها مصالح ومضمون سياسي. فالعنف والإرهاب مما لاشك فيه ينشط فى حالات التنافس والصراع السياسى والأقتصادى .ويسعى بالإساس الى خلق الفوضى وإهدار الحريات العامة بدعاوى باطلة قد تتخذ بالأغلب شعارات دينية او ايدولوجية سياسية .

للتصرف الإرهابى عدد من الأسباب والعوامل بعضها داخلى وأخر خارجي . فعلى الصعيد الداخلى ؛ نجد أن معيار السياسات الإقتصادية للدولة والغير متلائمة مع طبيعة الواقع الإجتماعى تعمل بدورها على تكوين فجوة إجتماعية تتسع تتدريجيا لتستوعب عناصر تحمل فى تفكيرها الفكر " الدموى" والذى يتلخص فى التدمير ولو ذاتيا لمجرد الخلاص او الإنتقام من تصنيف طبقى إجتماعى معين .

كذلك الإقصاء والتهميش فى السياسات المتبعة من الدولة لبعض الفصائل والتى بدورها تعزز من النزعة اللاخلاقية لدى البعض للإعلان مبدأ " الفوضى العدوانية " والتى تسعى للإخلال بالمنطومة السياسية والإقتصادية والإجتماعية للدولة من خلال صورا عديدة منها " حالات السلب والنهب وعمليات الاختطاف المنظمة وصولا إلى حالات التفجيرات والإغتيالات وعمليات القتل المنظم .

بالمقابل ؛ لا يمكن لنا التعويل على الداخل فقط , ولكن هناك أيضا الخارج وما تمارسة القوى الخارجية من سياسات ممنهجة سواء بشكل مباشر او غير مباشر لتشكل ضغوطا على  دولة ما لإرغامها على اتباع نهج او سياسة معينة تفضى إلى مصالح مشتركة.

ولأن الفعل الإرهابى لا يقتصر مردودة على الابعاد الداخلية فقط ؛ ولكن بالتبعية تظهر نتائجة الخارجية ؛ خاصة مع أزالة الحدود بإنتشار فكر العولمة . ومن ثم ؛ أصبح هناك تأصيلا نظريا يحاكى الجانب الفكرى للفعل الإرهابى وتحليلة لأبعاد الظاهرة تمثل فى ثلاث اتجاهات سياسية تستوعب العديد من النظريات المفسرة والمحللة لأبعاد الحدث.

لعل الإتجاة الأول سعى فى التحليل الى بيان العلاقة مما بين ما هو ثقافى ما هو سياسى وتركزت أغلب التحليلات النظرية فى مدرستين أساسيتين وهما  مدرسة الصور النمطية وتنطلق من فرضية أن بعض التكوينات الثقافية وأجزاء من تراث وتقاليد بعض الشعوب تسهم في دفع أفراد منها إلي التطرف والعنف, وتتهم هذه المجموعة بأن غالبية أعضائها يحملون توجهات سياسية وأيديولوجية معادية للعرب والمسلمين .وتتسم رؤية هذه المدرسة بالتناول السطحي وتستخدم أفكارها أجهزة الإعلام الغربية لإثارة مشاعر الغربيين ضد العرب والمسلمين , والعكس صحيح .

بينما مدرسة السياسية ؛ نجد أنها تهتم بالعوامل السياسية وتعتبرها المؤثر الرئيسي في تصاعد العنف الطاغي, وتركز بصورة خاصة علي التغيرات العالمية التي صاحبت انتهاء الحرب الباردة. فالنظام العالمي لم يفقد ثنائية القطبية رغم انهيار الاتحاد السوفييتي, فقد تحول الإرهاب من قوة هامشية وجانبية إلي قوة مركزية, وأصبح القطب الآخر, ولكنه خارج شرعية النظام العالمي, وعملت أحداث سبتمبر علي إبرازه بصورة أكثر وضوح. بالإضافة إلى أن العولمة وقواعدها اللاحدودية قد أسهمت فى تصاعد موجه الإرهاب الجديد.

بالمقابل ؛ نجد أن الإتجاة الأخر يعبر عن " النظريات السوسيولوجية فى تناول وتفسير قضايا الإرهاب .من خلال توضيح أهم العوامل والأسباب التى تقف خلف السلوك العنيف والدموى . وتوصلت بالمجمل إلى إتجاهيين للبحث وهما : الاتجاه السببي الذي يعتمد سبب لتفسير السلوك الانحرافي والإرهابي, واتجاه تعدد العوامل, وهو الذي يذهب إلي أن سبب الانحراف والإرهاب لا يمكن أن يعزي إلي عامل واحد ولكنه يعود إلي مجموعة متكاملة من العوامل منها العوامل النفسية والاقتصادية والسياسية والدينية والاجتماعية 

إهتم الإتجاة السوسيولوجى بنظريات علم الإجتماع فى تفسير أسباب السلوك الإرهابى وكيفية مواجهتة وذلك من خلال عدد من النظريات لعل أهمها ما بتعلق بـ " نظرية البثالوجيا الإجتماعية " والتى تقوم على أساس فكرة المماثلة والمشابهة العضوية, ويقوم هذا المبدأ علي تعقد الحياة الاجتماعية والتي تقارن بتطور الكائن العضوي في تطوره ونموه . ومن ثم ؛ تظهر البثالوجيا الاجتماعية أو مايسمي بالأمراض الاجتماعية من خلال انحلال وقصور الروابط الاجتماعية, وهذا يعود إلي عدم مقدرة الأفراد علي مواكبة تغير المثل والمنظمات الاجتماعية, إضافة إلي فشل المجتمع في المحافظة علي الآلية الوظيفية والمرتبطة بتغير الظروف الاجتماعية في العالم الذي يعيشون فيه.

كذلك نظرية " صراع القيم " حيث تذهب فى تحليلها للظاهرة الإجتماعية " الإرهاب" على اعتبار أن لها تاريخا طبيعيا ويرتبط بثلاث مراحل تتمثل في الإدراك, وتحديد السياسة, والإصلاح, ويمثل الإرهاب بالنسبة لهذا الإقتراب الظروف الاجتماعية المتعارضة والمخالفة لقيم بعض الجماعات والتي يستطيع أعضاؤها إعلانها من أجل أخذها بعين الاعتبار, ونظرا لاختلاف المصالح وتضاربها, يجدون أنفسهم في مواجهة بعضهم لبعض .

فى حين ؛ أن إتجاها ثالثا يرى أن عنصر " الإرهاب " بدأ فى الظهور بعد أحداث 11 سبتمبر ؛ وظهرت العديد من النظريات المفسرة لذلك ولعل اهمها نظرية تيد كور عن " الحرمان النسبى " وهو تفسير يتعلق بحرمان الشعوب من الرفاهة وسخطها على ماهو متقدم . كذلك نظرية ديفيد رابوبورت وأطروحات صموئيل هنتجون حول إشكالية الربط ما بين " الدين أو الحضارة والإرهاب " .. وغيرها من الكثير

التأصيل النظرى للإرهاب ليس قاصرا على ما ذكر فقط ؛ بل العديد والعديد والذى إنتهى إلى مردود واحد وهو أن الفعل الإرهابى المترسخ فى عقيدة الدم ؛ ماهو الإ فعل ردئ نابع من شعور نفسى مضطرب يحكمة تغيرات إجتماعية مختلفة وتردى ملحوظ فى الأوضاع الإقتصادية تحرك دائما وفقا لإعتبارات سياسية داخلية كانت أو خارجية دون النظر لمعيار الهوية او الوطنية او الانسانية .... او حتى معيار الدين. 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 766 مشاهدة
نشرت فى 24 ديسمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,132,211

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟