كتب_محمد سلامة
تابع حسام السوري ثورة يناير بكل شغف وتمنى لها النجاح وتحقيق هدفها وهو القضاء على الديكتاتورية، والقضاء على الفساد الذي عشش في بلادنا العربية. وبعد ايام معدودات من نجاح الثورة بخلع الرئيس حسني مبارك قام هو بثورته التي لم تنتهي بعد على السفاح بشار الاسد . علاقة الثورة السورية بمصر سنلخصها برحلة صديقي حسام الذي خرج من سوريا تاركاً خلفه بيته عبارة عن ركام وبقايا تاريخ كان يتباهى به وبقي في أذنيه صوت المدافع وطائرات الميخ والسوخوي التي لا تبقى ولا تذر ولا تفرق بين حجر وبشر قصد أهل الكرم (المحروسة)، أم الدنيا كما يحلو لنا القول عن مصر.. في ذاك الوقت لم يحتاج لتأشيرة دخول ولا استبيان أسباب الدخول ولا موافقة امنية فيكفي انك سوري فاهلا ومرحباً بك..
كان هذا النظام موجوداً من أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك ولم يتغير في الفترة الانتقالية ( حكم المجلس العسكري ) وقوبل حسام بالترحيب وسكن وسط اهل القاهرة لم يرى مخيمات ولم يسمع كلمة لاجئ نعم هذه هي مصر كلمة رددها مع نفسه معترفاً بحسن الضيافة . ذهب يوما إلى احدى المستشفيات الحكومية لم يجد صعوبة ولا معوقات في ذلك وقام بعمل الفحوصات اللازمة وعرف انه بحاجة لرحلة علاجية شاقة سببها له جنود الاسد وان زيارته للطبيب ستتكرر كثيرا. قام حسام بفتح محل للأدوات الكهربائية في احدى ضواحي القاهرة وجمع اسرته لتستقر حياته وعايش حيرة المصريين في الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالرئيس محمد مرسي واستقرت حياته اكثر بقدوم اخيه ليستكمل تعليمه في جامعة القاهرة ولم يمر غير شهور حتى اطاح المصريين بالرئيس مرسي في الثالث من يوليو وتشهد البلاد حالة من القلق والتوتر وحظر التجوال و تعرض السوريين لهجمه اعلامية مسعورة لا تمت للعقل والمنطق بصله ولا بحسن الضيافة ولا بتاريخ وثقل مصر العربي والاقليمي وكما ان هؤلاء المسعورين نسوا من هي مصر !! وقامت السلطات بترحيل الكثير منهم بدواعي الاقامة غير الشرعية مما دعى منظمة العفو الدولية لاتهام مصر بترحيل السوريين بغير سند قانوني ووصفت ما يحدث بوصمة العار لسمعة مصر واستهانتها بمبادئ حقوق الانسان . وفي وسط هذه الاحداث المتسارعة ذهب صديقي لاستكمال العلاج في المشفي الحكومى نفسه الذي تعود الذهاب إليه من قبل اكثر من عام إذا بالطبيب المختص يقول له لا استطيع معالجتك !! لماذا ؟ لانك سوري !! وهل هذا شرعي ؟؟ نعم هذه هي التعليمات الجديدة . اما اخوه فقد فصل من الجامعة للسبب نفسه !! نعم لأنك سوري!!
يقدر عدد السوريين المقيمين داخل مصر بقرابة المليون ولا توجد احصائية رسمية بعددهم الحقيقي حتي الان مسجل منهم بمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين 66 ألفا فقط وينتشرون في القاهرة والاسكندرية ودمياط وتعد مدينة السادس من اكتوبر اكبر تجمع للسورين في مصر ويعانون كثيرا من بعض المشاكل الحياتية كارتفاع الايجارات السكنية وارتفاع مستوى المعيشة نهيك عن صعوبة المتابعة الطبية وقلة المعونات الانسانية التي تتكفل بها الامم المتحدة حيث يصرف للأسرة 450 جنيهاً شهرياً بحد أقصى 1300 جنيه حسب عدد افرادها كما يصرف برنامج الغذاء العالمي' كوبنات غذائية' بقيمة 200 جنيه لكل فرد, ولم يحصل علي تلك' الكوبنات' إلا 30 ألفا فقط, نظرا لعدم توفر الدعم الكافي رغم صعوبة تلك المشاكل لكن كلها سهل التغلب عليها اذا وجد القرار السياسي الداعم لهم فلا يوجد حل إنساني لمشكلة تتفاقم كل يوم.. ويبدو ان دائرة الحكم في مصر تناست من هي مصر وهذا ما سنسرده في المقال القادم.
ساحة النقاش