بـقـلـم:ربــاب بوسعـيـد
إلى الرباط بين هياكل الحافلة وأنا أتأرجحُ بين يمين و شمال تذكرتُ أو باﻷحرى استرجعتُ شريط حياة....
نَعم حياةُ الرباب التي أُسميها حياة ال ما قبل الصفعة ..... عاد الحنين و الاشتياق ...الاشتياق إلى طفولة مرحة إلى مراهقة لم تَكَدْ تخلو منَ الطرائف و المشاكسات.. مشاكسات فتاة حالمة لا يُثْقل كاهلها همُُ بشر ولا صوتُ خبر... اشتياقٌ كاشتياق الليل لضوء القمر....حياةُ نقاء و هدوء داخلي و حب لكل البشر دون ضجر....
حياةُ طفلة ناضجة نَضجَتْ قبل أوانها بمزيج من المرح و جو لا يخلو من المشاكسات ....حياة طفلة وجدت بين أحضان جدتها القوة و الشجاعة و بين يدي أمها الحب و الحنان و السكون وفي أعين أبيها الجرأة و حب المغامرة و التحدي و عن تحدي الرجال أَتكلم.....حياةُ مثلث متساوي الأضلاع وفرَ لطفلة جو الكفاح و الصمود رغم الزوبعات التي كانت تعصف بقصرنا الصغير....
لأَجدَ نفسي مراهقة, تختلف حياتها البت عن كل خزعبلات المراهقات من سني.. حيث كرََسْتُ وقتي لدراستي و لرياضتي و لمغامراتي الشقية تارة والمرحة تارة أخرى... حياةٌ وُضعَ لها بُنيان حتى لا يختل الميزان.....لأَجد نفسي شابةً حَلمةً لها طموحٌ و أهدافٌ و غاياتٌ منشودة ......لكن جاء وقتٌ لم يكن في الحسبان ولم يخطر على بال الرباب ...كما نقول قضاء و قدر لأجد مثلثي المتوازن مختل ،نعم مختل حيث لم أتعلم فيه الغدر و لا النفاق و لم أزر بتاتا ضواحي حقده و لم أدرس فيه خُطط شياطين تَمثلت في صور بشر و أتقنت الدور باحتراف. لأَكتشف أني غارقة في بحر ليس له شاطئ أو بالأحرى ليس له موقع جغرافي على خريطة البشر....
فقد تعلمت السباحة في مياه نقية لأجد نفسي أغطس في مستنقع إن صح التعبير.....دنيا لا تعرف سوى القسوة ولا تعرف طريق الرجوع لرب العزة...فأنا لم أدرس تفاصيله و لم أجد له عنوان و اخبروني ان اسمه الخدلان....ولا زالت الحافلة تأرجح جسدي بين الفينة والأخرى لأتذكر أني أكتب بقايا ذكريات عذبة أيقضها غدر الزمان و فتح عيني الرباب .....لتركب الأهوال مهما عظُمت و ترتقي في الأفق وتُقسم برب العزة أنها ستنسى لتصنع لنفسها شاطئ نجاة بيديها ...و تكون رمزاً مُلْهماً صاعداً في السماء تاركة الشََتات في الأوحال.....هذه الرباب عندما تبحر في عالم ذكرياتها لكن هذه المرة في أحضان حافلة عوض قارب، ليكون قلمي بصمتي و ورقتي شاشة إلكترونية…..
ساحة النقاش