بقلم:هشام لوبيشي
<!-- كنت بين الدمع و الأسى اسأل روحي متى , متى تندمل جروحي و تسكن أهاتي , فحين أنا معلق بين موت و حياة وحين ساكن في دنيا الشهوات, فأي شهوات غير كأس خمر و سيجارة أخنق بها الذات و انسي بها قسوة الحياة , محظوظ أنا يا نفسي أني املك سلاح القلم , فرصاصة واحدة صيرت الناس حولي يرتعشون و يخافون أن أحرك زنادي , فيا لا سخرية الحياة , ويا لا روعة القلم الحائر بين سطور الهوى و فضح الشبهات , فلا تخافوا يا أهل النفاق فقلمي صريح بقدر ما أذنب و لن يجوب شوارع السياسة الأثقل ذنوبا , فيكفيه أن يراقص حروف العشاق و يسكب مداد الهوى على الأوراق.
ذالك قرار بيني و بين نفسي حيث أنا لا أدري غدا إن بقيت أو سأمضي إلى حتفي , فرصاصات العدو ترصدني و قبر في مسقط راسي سيحتضنني . أعلم أني سأموت بينكم إن قدر لي ذاك لكني لن أبيع صوتي و لن أقف على منصة و أطلب من الناس تصفيقا , فيكفيني أني وجدت الحياة التي من أجلها أحرقت دمي , وجدتها في عيني أمي و أدركتها في ابتسامة الصبا و لمستها في يد والدي الذي يعطي ثم يعطي , إن الحياة تبتدئ في ضوء الفجر وان لم تركب قطارها فذالك الوقت فقد أضعتها , فاسألوني كيف أعرف الحياة , عرفتها لما فتحت صدري و سلمت روحي للموت و قتلت بنفسي شبح الخوف .
ساحة النقاش