كتبت_  جهاد أحمد

بعد تقرير رويترز  «مصر هي الأسوأ عربيا في معاملة النساء»، كتبت بعض الحقوقيات إن الوكالة الخائنة كل هدفها تشويه سمعة مصر أم الدنيا، التى تعيش فيها تلك الحقوقية تتلفت حولها  فى كل خطوة من الرعب.

تتوالى الأنظمة والحكومات وترقص فرحا وهى تدوس على أجساد النساء، مهرولين يثبتون مؤخراتهم السمينة على الكراسى. من نظام مبارك والذى كانت تأمر داخليته عساكر الأمن المركزى بفض مظاهرات كفاية" والتقفيش فى صدور المتظاهرات وسحلهم على سلالم النقابات"

لتقديم المرأة كقرابين بشرية فى ميدان الحرية "ميدان التحرير" التحرير جدا. والجموع تتوق ل اللحم البشرى ينتهكون النساء ويمزقون ملابسهم والمعارضة تنادى النساء للمشاركة فى الثورات فى سبيل التحول الديمقراطى حتى تدوس على أجسادهم فى طريقهم للبرلمان والرئاسة ولجان وضع الدستور.

المرأة مكانها فى ذلك الطابور الطويل بلا نهاية أمام لجان الإنتخابات، تتصبب عرقاً لتدلى بصوتها لكنها لا تصل يوما لمنصب صاحب القرار.

بحثاُ فى آليات التحول الديمقراطى ، الميدان فى ال25 يناير وما بعدها أمتلأ نصفه  بالنساء برغم السلطة الأبوية فى مصر نزلت النساء تدافع عن الكرامة والحرية ووقف ممارسات الشرطة القمعية.

و بعدها نزلنا فى عهد المجلس العسكرى، وفى إحدى التظاهرات ضد التحرش، وقفت مصدومة أمسك كاميرتى لا أصور شيئاً فالواقع ينحت صورته فى عقلى للأبد.. بنت ملقاه على الأرض وفوقها يتجمع ذكور يعبثون بجسدها ويتصارعون عليه، لم أعرف انها بنت سوى من كف يديها  هو ما كان ظاهراً منها، المسكينة! أكتملت الصدمة وأنا أرى أحد المواطنين الشرفاء جداً يلتهم طبق الكشرى وهو يشاهد ما يحدث لنا، البنات تصرخ فى كل مكان تبكى وتولول تجرى فى فزع.

كرب ما بعد الصدمة:

فى كل واقعة تشهدها يموت جزء منك ويترك ندبة لا تزول، أستوقفت سيارة أجرة وأنا لا أتنفس ولا أبك ولا أتكلم ، سائق التاكس ليه كده يا بنتى شكلك محترمة ايه اللى ينزلك الأماكن دى "يقصد التظاهر فى قلب العاصمة"!

وفى شارع دار الأوبرا طالبته أن يتوقف على جانب الطريق، لأتقيأ، كل موضع فى جسدى كان يؤلمنى بشكل لا يتصوره أحد مع أنى لم أتعرض للتحرش ذلك اليوم، غفلوا عنى وأنا فى الناحية المقابلة فى محاولتى لتصوير الحشد من بعيد، ولكن ألمنى ما حدث لهن شعرت به يتخلل روحى وجسدى.

التالى:

كانت بداية صدمتى، ثم معرفتى بهتك عرض المتظاهرات علناً فى شارع محمد محمود فى وسط البلد، جزء من شهادة ياسمين البرماوى على ما حدث*، ثم شهادات الفتيات فى المراكز الحقوقية لما حدث لهم من فواجع و هتك عرض فى ثورة 30 يونيو المجيدة جدا، وتكتم الحقوقيين عن الخبر "علشان سمعة الميدان" أى سمعة، يا سيدى مصر دولة سيئة السمعة فيما يتعلق بمعاملة النساء.. نساء مصر منتهكات حتى النخاع .

والمجلس القومى العار للمرأة يصدر التصريحات التى تطالبه بها الحكومة أى كانت الحكومة، ويستولى على تمويلات المشروعات التنموية للمرأة، ففى قضايا النساء التجارة والربح الوفير والسفر للخارج والولائم فى المؤتمرات.

وتجتمع الأحزاب الليبرالية لأول مرة مع الأحزاب اليمينية على هدف واحد وهو إقصاء النساء.

أما حكومة العواجيز الحالية، غضت الطرف عنا بعدما وعدونا بالتخلص من ظلامات الإخوان، لم يحصنوا المرأة أنشغلوا فى تحصين أنفسهم، مشروع قانون حسن النية ليحول دون محاسبة المسئولين ، قانون التظاهر، ومادة لا تجرم المحاكمات العسكرية .

أفرحى يا إنشراح هاهى مكتسبات دفعناها فى 3 أعوام فى الشوارع والميادين.

روح الإنتقام:

طالما أتفق الجميع على إنتهاكنا الحكومات،  قوات الأمن، المواطنين الشرفاء جدا، ولا يحمينا القانون فلنحمى أنفسنا.

ندرب أنفسنا على أعلى مستوى، وننزل فى ميليشية نسائية نستخدم عنصر المفاجأة ونصطاد!

ستقول الآن مسكينة فقدت عقلها من أثر الصدمات، براحتك.. ولكن المنطق يقول إن إستخدام العنف المفرط تجاة فئة من المجتمع وجعلها سياسة عامة وثقافة مجتمع ضدهم. عاجلا أم أجلا سيكون له رد فعل مساوِ فى القوة ومضاد  له فى الإتجاة.

بمعنى إن عاجلا أم آجلا، ستصرخ تلك الطفلة بداخل كل منا فى وجه المعتدى، وستلقنه الدرس، تمزقة بأسنانها  فى نشوة، تتوحش، كن بإنتظار تلك اللحظة.

والخيار الآخر والذى أرجحه بشدة، إضراب عن الطعام وإعتصام، أن نتلفح بالملابس البيضاء ونطالب بحقنا فى الحياة وسلامة الجسد، صورة النساء فى ليبريا وهم يوقفون الحروب بسلمية لا تفارق خيالي، مُلهمات.. إحذروا غضب النساء وأحترموا أنفسكم.

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 944 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,119,467

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟