كتب _ عادل نبهان
عقب بيان الثالث من يوليو وقبله بقليل فى بيانات المؤسسة العسكرية التى أعطت مهلة الأسبوع وال48 ساعة ، كانت التحالفات اختلفت بل وكان ماكان من انضمام من كان يطالب باسقاط حكم العسكريين عن مصر سابقاً إلى صفوف السلطة العسكرية اعتقاداً منه أنه بهذا التحالف المقيت سيتخلص من جماعة لها ما لها من التواجد الكثيف على الأرض "وان اختلفنا مع فاشية مكتبها الكائن سابقاً فى المقطم " واختصاراً فيمكننا تلخيص الموازين عقب 3 يوليو والإنقلاب العسكرى الأنيق "الذى عاد بمصر إلى أجواء الستينات بنكهة القرن الواحد والعشرين مع نتائج سياساتها التى جعلتنا نشاهد أجواء استبداد الستينات وإرهاب التسعينات معاً ولكن بتطور مواكب للعصر الحالى" كالآتى :
<!--[if !supportLists]-->· لم يعد للميدان هيبته القديمة وتدريجياً تفقد قيمة التظاهرات أهميتها " ليس معنى ذلك منعها" نتيجة عوامل مختلفة أدت لتراجع شعبيته وتأثيره.
<!--انقسمت النخبة التى كانت تعارض سلطوية الجماعة المنكوبة وترفض التحالف مع النظام القديم بكافة مؤسساتها وآلياتها ، فنجد أن البعض وهم كثرة اتجهوا لتأييد كافة خطوات السلطة العسكرية التى اتبعتها منذ بيان 3 يوليو وانتهاءاً بمجزرة فض اعتصام رابعة ومآلتها المستمرة حتى الآن ، وانزوى البعض الآخر حول نفسه تحت بند الاكتئاب والخروج من المشهد برمته بل ذهب بعضهم من البداية وخرج من الوطن ذاته ، واتجه البعض الآخر لرفض سياسات العسكريين وحلفائهم من انتهاكات حقيقية ودموية لكل ماهو بشرى وغيره من السياسات المتبعة فى خارطة الطريق المعلنة فى بيان يوليو وسلكت منهجاً مختلفاً من خلال الضغط السياسى.
<!--السلطة العسكرية التى عادت من جديد للمقدمة فى المشهد من خلال رئيس الاستخبارات الأسبق ووزير دفاع نكهة الثورة على حد قول الحلفاء السابقين ، ولكن تلك العودة جاءت بعد الدروس التى فهمها خلال العام ونيف تحت حكم المشير الأمير وبعقلية الاستخبارات التى استطاعت جمع تحالف الثورة ونقيضها فى مشهد عجيب وغريب ثم الاستعانة بالآلة الإعلامية لتسويق استخدامه للقوة وترسيخ فكر مواجهة الارهاب فى مقابل كل من يعارض سياساته بالإضافة للمساعدة فى عودة رموز النظام المباركى ومريديه للمشهد لدعم صورة الزعيم الواهية والوطنية المزيفة وبالتالى كان التواجد مختلفاً وذكياً وأكثر دموية هذة المرة وأضحى كل من يدافع عن المبادئ فهو إخوانى وكل من يعارض الانقلاب فهو ارهابى وطالت الاتهامات الكل حتى وصف أهم الليبراليين " البرادعى " بأنه قائد التنظيم الدولى للجماعة وأضحى عميد اليسار الثورى سابقاً صباحى هو داعم السلطة العسكرية وانضم لمن قال أن شعار إسقاط حكم العسكر ليس جيداً وهكذا من الملامح المختلفة التى تؤكد ذكاء التحالف الذى رسخته المؤسسة العسكرية.
<!--مازالت الجماعة تسير بغباوة فى طريقها والتى بدأته منذ حملات التمرد ضدها من إهمال لمدى تأثير تلك الدعوات خاصة وبالتحالف مع القوى والمؤسسات الاخرى ثم القيام بالاعتصام بعد عزل محمد مرسى علماً أنه يقيناً وواقعاً لدى قادة الجماعة وقادة مؤيديها أن عودة الوضع للخلف لن تتم سوى بانهيار الدولة من خلال انقسام الجيش والدخول فى السيناريو السورى وهو ماستحيل حدوثه فى الحالة المصرية ، وبالتالى كانت العودة لماقبل 3 يوليو هو من أضغاث الأحلام ولكن استمر الاعتصام وانفض الاعتصام ولم يجن سوى الدماء التى أعطاها لهم العسكريين وتحالفهم مع الداخلية الغاشمة الفاسدة والحصول من جديد على مظلومية تضاف إلى مظلومية الستينات التى عاشت ومازالت تعيش وتفكر بعقليتها الكثير من الأذهان الحالية ، واستمرت التظاهرات من قبل الجماعة ومؤيديها والمتعاطفين معها فى مطالب تكاد تكون خيالية فى مواجهة التحالف الحالى والمجدد لأسلوبه عن المجلس العسكرى السابق.
وبالتالى بالـتأمل فى الوضع الحالى من تظاهرت فقدت قيمتها خاصة فى مواجهة شبكات تحالفات معقدة وزاد تعقدها عقب الانقلاب على سلطة الجماعة الفاشية واستمرار الجماعة فى غبائها وتصريحات من تبقى خارج السجن وبالتالى انحسرت حالتهم فى المظلومية الجديدة فى مجزرة رابعة وبالتالى فالثورية الوحيدة المتمثلة فى الجماعة من إسقاط حكم العسكريين عن مصر واسقاط الانقلاب والتى لاتعدو ثورية مؤقتة لعودة السلطة " المنتخبة " للجماعة ولكن مع تجديد المخابراتيين من أساليبهم وخيانة رفقاء الثورة للثورة ذاتها بتحالفهم مع أكبر لمؤسسات الطاغية والمعادية للثورة.
أضحى الطريق للثورة وفك الارتباط بين التحالفات الجديدة والتخلص من الغباء المستحكم فى فكر عقليات الخمسينات والستينات أمراً ليس باليسير وانطلق البعض والقليل مثل جبهة طريق الثورة ومجموعة لا للمحاكمات العسكرية والميدان الثالث وأمثالهم على مسارات مختلفة وإن كانت قليلة وتتمثل فى اللعب من خلال السياسة بالتفاوض مع مسئولى مسارات خارطة الطريق التى أعلنها الفريق السيسى فى يوليو سواء من خلال لجنة الدستور الخمسينية وبالتعاون مع وجوه مازال بها الكثير من العقلانية فى عدم الانجراف الكامل لممارسات السلطة العسكرية وحلفائها الرسميين من رجال النظام المباركى والعائدين بقوة أو من خلال الوجوه القليلة الموجودة فى الحكومة الحالية وبالتوازى مع ذلك رفض قوانين السلطوية مثل قانون الحجر على حق التظاهر وغير ذلك من النهج المتبع الحالى لهذا الفريق والذى يتهم بالاصلاحية مع العلم بعدم فقده للتظاهرات الضعيفة نسبياً.
إذن تغيرت قوانين اللعبة فلعب من لعب من خلال مبادئه فمنهم من أخذ طريق متجدد للتعامل مع القوانين الجديدة ومنهم من تمنعه غباوته عن ادراك ذلك الطريق ، لا أنكر تحيزى للفريق الثانى ولكن كما ذكرت فى المقال الأول أن تقييم المواقف يجدر به الإشارة إلى أنه بدون الجماعة فلن تفلح المواجهة مع العسكريين فى تحقيق الأهداف الأساسية للثورة بدرجة كبيرة نظراً لضعف التواجد الانتشارى لهذة القلة القليلة التى مازالت تطالب بتحقيق مطالب الثورة وبناء الدولة الجديدة على أسس محترمة بالإضافة لرفضها التحاور مع الجماعة إلا بشروط تلك الفئة والتى شخصياً أراها واجبة إلا أن الحوار من أجلها يجب أن يستبق الاشتراط البدونى ، ولكن تبقى المعضلة كيف نتخلص من عقلية الخمسينات والستينات المسيطرة على فكر تلك الجماعة ومؤيديها فى ظل الاندماج فى المظلومية الربعاوية الجديدة وفى خروج أطراف كثيرة ممن كانوا يحسبوا على الثورة ورفض الدولة القديمة بعد تحالفهم معها ؟!!!! وإلى أن ينتهى الغبى من الاستمرار فى غباءه فسيستمر المجرم فى تطوير أساليبه لتوكيد سطوته ...
عاش الشعب وعاش من حارب من أجل مطالب الشعب والمبادئ وليس مطالبه الشخصية أو سلطة زائلة لجماعته أو حزبه أو فريقه.
ساحة النقاش