كتبت:شيرين فرغلي
"ماما ممكن تقعدني جنبها من غير جواز.. ولا تخليني أتجوز واحد مش دكتور"..
هكذا عبرت "أمل" الطالبة بكلية الطب عن ضيقها من تشدد والدتها وتصميمها على تزويحها من دكتور بحجة أن "الدكتورة مينفعش تتجوز غير دكتور زيها لكى يتناسب مع مستواها الاجتماعي والثقافي".
بالطبع لن تكون هذه هي الحالة الأولى أو الأخيرة التي نسمع فيها اشتراط زواج الدكتورة لدكتور مثلها.
والتقت "شباب ونص"مع عدد من البنات (الدكاترة) اللائي لهن تجارب خاصة بهذه الظاهرة..
"تقاليد العائلة"
تكمل أمل سعيد، 24 سنة: "عانيت كثيرا مع أهلي لكي أقنعهم بتغيير وجهة نظرهم في مسألة ضرورة زواجي بدكتور مثلي خاصة إنني أحببت شخصا منذ سنتين وكان هناك توافق كبير في شخصيتنا، وبالفعل تقدم لخطبتي ولكن فوجئت بهجوم عنيف من العائلة عندما حاولت اقناعهم بقبول زواجي من هذا الشخص بحجة أن ذلك لا يليق بمستوى العائلة الاجتماعي، خاصة أن والدي ووالدتي كانا زملاء في كلية الطب، هذا بالاضافة إلى وجود العديد من أفراد العائلة دكاترة في مراكز مرموقة".
وتشير إلى أنها بعد أن قطعت الأمل نهائيا بقبول أهلها بهذا الشخص رضيت بالأمر الواقع وقبلت بأن تخطب لابن خالتها الدكتور بالرغم من عدم وجود توافق في الطباع بينها وبينه.
"يراعي ظروف عملي"
وتروي مروة عبد الحميد، 26 سنة: "أتعرض إلى انتقاد شديد وسخرية من صديقاتي بسبب رفضي الارتباط بأي شخص يعمل في مجال غير الطب، وحاولت مئات المرات أن أشرح لهم الأسباب لكن أغلبيتهم يرونها تافهة، بالرغم من أنني أراها ضرورية جدا ولا غنى عنها".
وتعلل أسبابها قائلة: "كيف لي أن أتزوج بشخص أقل مني في المستوى العلمي حيث إننى أرى أن مجال الطب لا يمكن أن يقارن بأي مجال آخر سواء من حيث المجهود الذي يبذل أو طبيعة العمل الشاقة، والتي قد تستدعي البيات خارج البيت في بعض الأحيان، لذا أريد الارتباط بشخص يقدر تعبي ومجهودي طوال هذه السنين ويتقبل طبيعة عملي، وبالطبع لن يقدر ذلك إلا شخص مر بنفس المراحل التى مررت بها وطبيعة عمله مماثلة لي".
"عيوب كثيرة"
بينما تقول شيماء الليثي، 27 سنة: "يعتقد البعض أن الارتباط بشخص يعمل في نفس مجاله سيكون أكثر راحة وتفاهما خاصة ولو كان الاثنان دكاترة، ولا أنكر إنني كنت أفكر بهذا المنطق وأن زواجى من دكتور مثلي سيجعل حياتنا أفضل كثيرا من الناحية الاجتماعية والثقافية مما يضمن لأولادي مستوى راق وبيئة سليمة".
تضيف: "ولكن عندما تزوجت من دكتور كان زميلي في الجامعة اكتشفت أن هناك عيوبا خطيرة يغفل عنها الكثيرون في زواج من شخص يعمل بنفس المهنة خاصة لو كانت مهنة الطب حيث إنها تطلب شبه تفرغ تام خاصة أننا في بداية حياتنا العلمية، حيث إن يومنا ينقسم بين الدراسة والعمل لذلك نواجه صعوبة كبيرة في الاهتمام بطفلنا، فلا نمتلك الوقت الكافي لرعايته مما سبب حدوث مشاكل كبيرة بيننا بسبب هذا الموضوع لانه يرفض وجود مربية فيى البيت لرعايته وطلب مني الجلوس في البيت لتربيته ولكنني رفضت تماما أن أفعل ذلك بعد أن تعذبت سنوات طويلة في الدراسة لكي أصبح دكتورة".
ساحة النقاش