كتب / محمد سلامة

لم يعرف حكام مصر ابدأ معنى الخوف من الشعب على كرسي الحكم  بل كان خوفهم دائما من الدائرة المحيطة بيهم  رغم ان التاريخ يقول احذرو هذا الشعب فاذا انتفض لا يوقفه جدران سجن ولا متراس عسكر , فصبره لا حدود له وانتقامه لا يتحمله رئيس وكان ميدان التحرير  مثال للجميع ..

 نعم انه ميدان الرعب لكل طامع في السلطة على اراضي المحروسة منذ انشاءه على يد الخديو اسماعيل فشهد الميدان الذي كان يسمي حينذاك ميدان الاسماعيلية ثورة 1919 وتغير اسمه منذ ذلك الوقت الي ميدان التحرير نسبة الي التحرر من الاستعمار وشهد ايضاً مظاهرات 1935ضد الاحتلال الإنجليزي  ورسخ  الاسم رسمياً بعد ثورة 23 يوليو1952 كما شهد ثورة الخبز في 18 و19 من يناير عام 1977 ويعد الميدان من اكبر ميادين القاهرة ويحيط به العديد من الاماكن الشهيرة مثل المتحف المصري ومجمع التحرير ومقر جامعة الدول العربية والجامعة الامريكية فكان للميدان زائرين بمختلف الجنسيات منهم من يجيئ للسياحة ومنهم للتعليم ومنهم ايضاً اصحاب المصالح الحكومية ولم يكن يعتقد احداً قبل تاريخ 25 من يناير 2011 ان تلك الرقعة المباركة ستكون نبراساً مرة اخرى للحرية في مصر وقبلة الباحثين عن حقوق المواطنة والعيش الكريم ليصبح تاريخ 25 من يناير عيداً للحرية في البلاد بعد خلع الرئيس الاسبق حسني مبارك فيما عرف بثورة  الثمانية عشر يوماً  .

الميدان ذاته ثار مرة اخرى في ذكرى ميلاده الثانيه ضد المعزول الرئيس السابق محمد مرسي بعد أن حاد عن اهداف الثورة وسعى لاخونة الدولة بكل ما اتت يديه من قوة   لتأتي  مظاهرات التحرير والتي كانت بمثابة  تسونامي ثوري جديد ضد حكم جماعة الاخوان المسلمين  وطالب الثوار بسقوط حكم المرشد وهذا ما حدث على يد الحركة الشبابية  تمرد والتي تبنتها القوى الثورية و دعت للنزول في الميدان مرة ثانية في 30 من يونية اي بعد مرور عام على حكم الاخوان  و بناء على  رغبة جموع الشعب  تم عزل الرئيس من منصبه وتعيين المستشار عدلي منصور رئيساً للبلاد ورسم خريطة ثورية جديدة  بدءت خطواتها الاولى باقرار الدستور الجديد لجمهورية مصر العربية  وكان من المفترض ان يلي الدستور الاعلان عن بدء الانتخابات البرلمانية غير ان رئيس البلاد رأي انه من المصلحة العامة ان تقام الانتخابات الرئاسية اولا ليكون امراً مقضياً.  

معركة انتخابية رئاسية جديدة تشهدها مصر  وننتظر اعلان الاسماء التي ستقوم بالترشح حيث ظهر في الافق احتمالية دخول المشير عبد الفتاح السيسي للمنصب بعد ان اخذ دعم وتفويض القوات المسلحة , والقوى الثورية لم تحسم موقفها بعد,  وميدان التحرير على حاله مترقب للموقف من بعيد منتظر لما سيأتي في  ذكراه الرابعة ليقول كلمة جديدة هل سيحقق الرئيس القادم أهداف الميدان ليكون الكرنفال احتفالياً ام سيخيب الآمال ليكون  سبباً في مداً ثورياً جديداً , الايام والافعال وحدها كفيلة بتوجيه الميدان الي اي مسار يسير .  


shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1039 مشاهدة
نشرت فى 28 يناير 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,133,080

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟