كتب/ محمد سلامة
مر استفتاء الدستور بسلام والنتيجة نعــــم وباكتساح اصابت بعض المعترضين بمرض الكساح فلم يكن يتوقع احد ان تكون النسبة بهذه الطريقة 98 بالمئة قالت نعم أي وافقت واقرت على الدستور فمنذ خلع الرئيس مبارك لم نرى مثل هذه النتائج التي كانت تاتي بصناديق مزورة اما هذه المرة فقد أتت دعوات النزول ثمارها وقالت النساء كلمتها في ظاهرة جديدة لم نراها من قبل .فنزول تلك الملايين أنهت بالقطع مسلسل الانقلابين والاخوان لترى البلاد شمس جديدة غابت عنها منذ الثالث من يوليو في العام الماضي لتنتهى اولى خطوات خارطة الطريق التي اقرتها القوى السياسية عقب عزل الرئيس محمد مرسى ونستعد الان للخطوات القادمة والتي ننتظر فيها جواب السؤال المعتاد بعد كل ثورة أيهما أولا هل الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية وداومة خوضنها من قبل وقرارها لم يكن سليماً .
نتمنى ان تتخذ الادارة الحالية قراراً سليماً وتأخذ في عنايتها نتائج استفتاء الدستور فمن الملاحظ للجميع غياب كتلة الشباب عن الاستفتاء في ظاهرة جديدة على مصر بعد الثورة فكانت تلك الكتلة هي محرك ووقود الشارع للنزول في كل الاستحقاقات السابقة من انتخابات رئاسية وبرلمانية واستفتاء دستوري في اشارة منها انها غير راضية عن الدستور او عن طريقة ادارة البلاد .
اما الملاحظة الثانية فكانت نزول النساء بشكل واسع وهذا يؤكد المعاناة التي عاشتها مصر في عهد الاخوان فهن الاكثر اختلاطاً بالحياة الاقتصادية والظروف المعيشية فنزولهم يدل على عدم تحملهم اي شيء اخر في المرحلة القادمة وهذا يضع عبأ كبير على الرئيس القادم فكتلة الشباب والنساء لا يستهان بها اما الكتلة الثالثة وهي الربعاوية اي جماعة الاخوان المسلمين التي تجيد الصيد في الماء العكر فلن تترك الامور تسير على حالها . وهنا نطرح سؤال جوهري وهو ...
من يستطيع حكم مصر في ظل تلك الظروف ؟؟ فالبعض او بالاحرى الكثير حسم الامر بأن سيادة الفريق اول عبد الفتاح السيسي هو الرئيس القادم للبلاد ولكن ماذا لو التزم السيسي بما وعد به من قبل ولم يترشح للرئاسة ؟؟ ماذا ستفعل تلك القوى ؟ هل فكرت في البدائل ؟ هل لديها خطة بديلة ؟ اجزم ان الاجابة هي لا .
وهل من الممكن ان لا يترشح الفريق عبد الفتاح السيسي للرئاسة ؟؟
الاجابة هي نعـــم فالرجل اكثرنا معرفة بحالة البلاد وقارئ جيد للخريطة السياسية ويعلم جيداً ان الشعب في حاجة لحلول سريعة جدا لمشاكل كبيرة ومتراكمة منذ سنوات ويحتاج حلها لميزانيات كبيرة في ظل اقتصاد شبة متوقف ولو تفاقمت الامور قد لا يصبر الشعب على الرئيس القادم ومن الممكن ان يبتعد عن هذه المجازفة .
بعض القوى السياسية ترى خريطة الطريق مجرد خطوات متتالية تدور فقط في محور ابعاد الطرف المنافس عن الساحة السياسية ولا ترى المتغيرات التى قد ترد في المستقبل وتستعد لها مسبقاً ولا تعرف كيف تسيطر على الحالة السياسية . فعلى تلك القوى الاستعداد للقادم بكل احتمالاته والعمل على عودة كتلة الشباب للشارع مرة اخرى فهي الكتلة القادرة على تحريك خريطة الطريق في المسار الصحيح .
ساحة النقاش