كتب / عمر خلف
رغم كل ما حدث ويحدث والله العظيم متفائل الثورة كل يوم بتكسب متعاطفين محدش ينكر ده، الحسبة ببساطة أنه كل شهيد بيخرج في جنازته آلاف وبيشوفو بعينهم عنف الدولة في قريبهم أو صاحبهم أو ابن حتتهم وبيقتنعوا أكتر بأنه بدون تغيير جذري وبالذات في الأجهزة الأمنية ممكن يكون الدور الجاى عليهم، مش بشجع على الموت والتضحية ومش بدعي بطولة ومش ببرر أن الناس تموت فطيس أومتدافعش عن نفسها بس بحاول أحلل بتجرد، توسيع مساحة الغضب من قبل النظام لن يغطي عليها تفجيراته وضحاياها لأنها في النهاية الناس بتسأل نفسها هو صحيح لما عامل نفسه سوبر مان مش عارف يحمي بيته ليه؟ عيالنا بتموت سواء في مديريات الأمن أو في الشوارع الناس في النهاية بتبص للمحصلة النهائية اللى هي لحد دلوقتي مش في صالحه متحكمش على الثورة من خلال نظرتك لمنطقتك أو للحته اللى انت شوفتها متأكد أن الأعداد اللى نزلت امبارح في مسيرات ضد العسكر على اختلاف أماكنها وانتماءاتها أكبر بكثير من تلك التي نزلت التحرير سواء في 2011 أو 2014 واللى مش شايف كده يبقي مش بيشوف، اللى كان هدفه الوصول للتحرير امبارح، وكان متوقع الداخلية والجيش تبقي مستنياه بالورود أو على الأقل تفتح الميدان وتسيبه زي ذكري محمد محمود حقه يحبط لكن اللى كان هدفه يذكر الناس بأن ثورة كانت هنا وأن مطالبها هي مطالبكم ولف في العزب والمناطق الشعبية وشاف تفاعل الناس، أو حتى اللى نزل بالقرب من ميدان التحرير وهتف بأعلى صوته وطلع طاقة الكبت اللى جواه ووصل هتافه من رمسيس أو نقابة الصحفيين للتحرير خرج بأمل كبير الثورة معركة نفس طويل واللى عمال يكيل التهم للشعب في عمومه بالفاشية وعبيد البيادة زيه زي اللى بيتهم الاخوان بالفاشية وبيحب يتعامل مع التجمعات البشرية بمنطق اللكشة الواحدة عشان يريح الجمجمة.
رسالة الثورة الأسمى هي التأكيد من حين لأخر على استمراريتها وقدرتها على تحدي خصومها والإصرار على التمسك بأهدافها ودي لازم توصل لأي نظام من حين لآخر، وأظن مظاهرات الشهور السبعة الماضية تصب في هذا الإطار، وأظن أنه تم تثوير قطاع لا بأس به سواء من الإخوان أو حزب الكنبة (اللى ماتله حد أو اعتقله حد وما أكثرهم)، فيه ناس كتير ملهاش فيه وبتنزل مسيرات مؤيدة للعسكر أو مضادة ليهم وده في حد ذاته مكسب أن الثورة جرت ناس لدايرة الاهتمام بالمجال العام والتعبير عن خياراتهم والاقتناع بطريق مكانوش مقتنعين بيه، الناس بتتظاهر وبدون إخطار ورغم وجود قانون منع التظاهر،المزاج العام متقلب ومش معنى أن فئة ساكتة أنها ضدك أو معك بالضرورة.
النظام نفسه في غاية الإحباط واليأس وإلا لما احتفل بذكري ما يسميه نكسة 25 يناير، وهو يقع كل يوم في بوتقة أكاذيبه التي ستهلكه طالت الأيام أم قصرت، لا أظن أن مخابرات دولة تحترم ذاتها أو تعتقد أنها قوية تنحدر لمستوى التحقيق في إعلان لدمية "أبله فاهيتا"، لا أظن أن ضابط الجيش أو الشرطة الذي يطلق الرصاص الحي مباشرة باتجاه صدور ورؤوس المصريين على اختلاف توجهاتهم يطلقه وهو في غاية الأمل، بل يفعل ذلك وهو في غاية الشعور بالجبن والخوف هكذا قالها لي مجندون في الجيش أننا ما تعلمنا فيه غير الجبن والخوف واليوم نمارس ما تعلمناه، كل ما في الأمر أن معسكر الثورة يحتاج لمراجعة جدية لوسائله وأدواته وتوقيتاته
مشكلتك يا عزيزي المحبط أنك متخيل الثورة هي المسار اللى في دماغك وفقط وهي المسيرات اللى بتدعوا إليها حركتك أو تنظيمك، لو مفيش جديد من 3 يوليو حتي دلوقتي غير ظهور جبهة طريق الثورة ثوار واللى فاعلياتها بقت بتضاهي بعض فعاليات الإخوان في مناطق معينة فده في حد ذاته دافع للأمل ولو مفيش مكسب غير هتاف الإخوان اللى حضرتك شايف انهم كانوا حلفاؤهم بسقوط حكم العسكر بعد أن لدغوا منه، وبنفس منطقك أن الثورة كانت بتواجه العسكر والفلول والإخوان فهي على الأقل حاليا بتواجه العسكر والفلول فقط أما الاخوان فهم معك الآن كما لم يكونوا معك من قبل، ولو انت لسه مصر على أنه مفيش حد بيثور بين يوم وليلة أنصحك أنك توقف الانضمامات لحركتك وتشوف منظري يهودية الدولة في إسرائيل وتروح تسألهم بعد أكتر من 60 سنة في السلطة ولديكم قوة خارقة قدرتوا تقضوا على التنوع في مجتمعكم أو حتي العدو وتحققوا يهودية الدولة؟ ولو قربتوا من ده تمنه كان كام؟
لو حضرتك لسه عاملي فيها الشاب الثوري النقي الطاهر اللي مش لازم يرد على عنف الشرطة والبلطجية وكل تجربتك في الثورة الكام ساعة اللى كنت بتروح تقضيهم في التحرير من 30 يونيو ل3 يوليو أو حتي ما قبلها وتروح ومشفتش الاشتباكات أو حتي شوفتها وشميت غاز من بعيد وروحت تعيط وبعدين لومت العيال اللى من قدام في كل مظاهرة واعتبرتهم السبب في شوية العياط دول وإن الداخلية بترد عليهم وبتدافع عن نفسها ومقراتها رغم إقرارك بحجم العنف من قبل الداخلية يبقي يفضل يا عزيزي أن تظل في برجك ويوتوبيتك وتسيب الثورة في حالها الثورة محكمتش عشان تحاكمها، أو تنزل مظاهرة أو مسيرة من اللي بيتضربوا وتخليك في الصف الأول وتشوف مين اللى بيبدأ الضرب؟ وتدور ليه بيضرب بالعنف ده؟ وبيدافع عن مصالح مين؟ أنا شخصيا من خبرتي في التظاهر في الصفوف الأولي مع مختلف التيارات معظم الضرب بيبدأ من قبل من قامت الثورة ضد ممارساتها بالمقام الأول اللي هي بتعبير الثوار وعن جدارة محل جزارة مش وزارة.
ساحة النقاش