<!--
<!-- <!-- <!--
كتبت ـ علا علي فهمي :
تلك الصورة تحدثنا عن سلطانة مصر "مَلك" أرملة السلطان "حسين كامل" والتي كانت أم قبل أن تكون ملكة على عرش مصر، أم حنونة سعت بكل طاقتها لإدخال السرور والبهجة في قلوب الأطفال الفقراء والأيتام لتترك أثراً قبل الرحيل أبى التاريخ أن ينساه ..
فهيا بنا لنتعرف على حكاية "سلطانة مصر صاحبة اليشمك الأبيض" ...
الذين أدركوا شهر "رمـضـان الـمـبـارك" في العشرينيات يعرفون جيداً موكب السلطانة "مَـلَـك"، حيث كان الموكب يضم عربة من عربات الخيل والتي تُسمى "الكوبيل" والتي كانت مبطنة من الداخل بالحرير حيث تجلس السُلطانة، أما قائد العربة فيجلس بجواره فتى يلبس بدلة زرقاء بخطوط رفيعة حمراء، وأزرار من النحاس اللامع يطلق عليه "الجروم " وكانت وظيفته هي أن يقفز ليفتح باب العربة عند توقفها، ويقدم التحية للسُلطانة طبقاً للبروتوكول السائد حينها.
ويحدثنا شيخ الصحفيين "حافظ بك محمود" أن السُلطانة كانت ترتدي اليشمك الأبيض، وتحرص في شهر رمضان المعظم على أن تملأ حقيبتها بأكياس حريرية بكل كيس عشرة ريالات ذهبية لتوزيعها على الأطفال الصغار خاصة الفقراء والأيتام، وهي عادة استمرت عليها طوال عمرها المديد الذي تجاوز الثمانين حتى وفاتها في أوائل الأربعينات.
ولم يبق للسلطانة "ملك" في ميزان حسناتها بعد رحيلها مظاهر السلطنة والأُبهة، ولكن ما تبقى لها تلك الأكياس التي كانت تُدخل السرور والبهجة على قلوب الأطفال الصغار ، وما كانت تنفقه على الأعمال الخيرية وأعمال البر والإحسان.
الـمصدر : كتاب ـ وحوي يا وحوي ـ صور وحكايات من زمن فات ـ للكاتب المبدع "ياسر قطامش" .
ساحة النقاش