كتبت_ مريم الحداد

تملك منها اليأس..

و خيّمت الكآبة والسوداوية على أفكارها الحماسية القديمة، فأضفت عليها طابعاً مخيفاً.. أناركياً!

خيّم الحزن على ملامحها من خيبات الأمل المتتابعة، حتى صارت البسمة مجهوداً مرهقاً على عضلات وجهها المنهكة. لم تعد تتفاجأ بشيء، فكل الأمور متوقعة. ولا تتحمس لفكرة ما، فكل الأفكار مصيرها الفشل.. أو الكسل. لم تعد تفرح، ولا تحزن، ولا تحب. فلم يبقى على وجهها إلا تعبير واحد، ليس تحديداً وجوم، لكنه تعبير بارد، زاهد، و كافر!

كفرت بكل شيء، كفرت بالتقاليد و العقائد و السياسة، و كفرت بنفسها. بداخلها حماس تحوّل من الإحباط إلى غضب. تحمّست لعدد من الأفكار و المشاريع، حلمت بكل الأحلام الممكنة. و آمنت بنفسها لعصور! هي ليست نبيّاً، سأمت دور النبيّ المضطهد المطارد.. و كفرت بدعوتها و أفكارها و بنفسها. مثلها كمثل الجميع.

كل ما بها من أحلام و طموحات في التغيير تحولت إلى رغبة في الدمار..

دمار كل شيء..

سحقاُ لطارق الذي لم يحبني..

ولوظيفة شركة الإعلانات التي لم تقبلني..

سحقاً للكمان، التي لم أتعلم العزف عليها منذ إشتريتها .. سحقاً لكل مشروع لم يكتمل.

ولصديقتي التي لم تقبلني لمّا خرجت من شرنقتي..

أريد أن أشاهد طارق غارقاً في الألم، و الشركة و هي غارقة في الخسارة، و الكمان و قد تحولت إلى نشارة خشب!

أريد أن أقف على رأس الجبل و أشاهد مدينتي تنفجر بأكملها.

أو أقف في أحد ميادينها أشاهد أهلها يركضون و النار مشتعلة بأطراف جلابيبهم المتخلّفة.

أريد أن أصدق أن بيدي تدمير هذا المجتمع و تخريب أساساته و مبادئه.

أريد أن أصدق ذلك لأني كفرت بقدرتي على تصليحه.

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 766 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,030,587

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟