كتبت / إيناس محمود

أصبحنا أمام عدو إرهابى واضح ومحدد حسب ما أعلنته الحكومة المصرية من إعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وأُعلنت الحرب على الإرهاب ، دخلنا المعركة مضطرين أو راغبين لم تعد تفرق كثيراً لأن المهم حدث ماحدث . فى البداية كانت الحرب على الإرهاب غير واضحه منذ أن أعلنها الفريق عبد الفتاح السيسى فى 26 يوليو عقب تفويضه لمحاربة الإرهاب ، لم يكن محدد من الإرهابى بالضبط هل جماعة أنصار بيت المقدس أم إعتصام رابعة أم التنظيم الإخوانى ، أخيراً بعد 6 أشهر أصبح العدو واضح وتم تسميته وإعلانه .

عقب تفجير مديرية أمن الدقهلية بساعات قليلية بدون أى تحقيقات أو أدلة أعلن رئيس الوزراء تنظيم الإخوان تنظيماً إرهابياً  ، حمدلله حددنا عدونا . بداءت الحرب ودقت ساعة الصفر ، فماذا حدث من يومها إلى الأن وكيف كانت بداية الحرب  ؟ دفن أهالى المنصوره شهداء التفجير وأخذ كل منهم يبلغ الأخر بمحل أو سيارة أو مكان أو منزل إخوانى يعرفه وتم حرق كل ماطالته اليد من محلات وسيارات وشركات مملوكة لأعضاء فى التنظيم وأيضا محلات أُطلق عليها منافسيها شائعات أنها تابعة للإخوان فحُرقت ونُهبت .

فى اليوم التالى بداءت بيانات الحرب ، بيان تلو الأخر أولها أن الأمن الوطنى ينشر أرقاماً للإبلاغ عن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ، أى شخص تعرفه منتمى أو يؤيد التنظيم بلغ عنه أخى المواطن الصالح . أول رد فعل تهكمى على بيان الحرب الأول هو بلغ أخى الثورى عن أعضاء حملة كمل جميلك لترشيح السيسى بإعتبارهم إخوان ، أى جار لك او زميل أو منافس فى العمل لك وتكره ولاتطيقه بلغ عنه كإخوان ( طقت فى دماغك أو قرفان من حد لاتترد بلغ عنه ) . عزيزتى الزوجة المضطهدة المغلوبة على أمرك الأمن الوطنى قدم لك حل سحرى وفرصة إنتهزيها ( اللى جوزها منكد عليها حياتها تبلغ عنه  ) ، بإختصار إنتهى تقسيم مخبر – مواطن – حرامى لأن كلنا هنشتغل مخبرين ( كله هيفتن على بعضه ) . 

جاء البيان التالى للحرب حيث أعلنت الداخلية أن من سيشارك فى مظاهرات التنظيم سيُعاقب بالحبس لمدة خمس سنوات والإعدام لمن يقود المظاهرة والأشغال الشاقة لمن يتولى منصب قيادى بالجماعة  . إذا مررت بالصدفة أخى المواطن الصالح بجوار مظاهرة للإخوان ولسوء حظك جاء الأمن ليقضى على تظاهرة الإرهابين سيُحكم عليك بالسجن خمس سنوات بتهمة إنك إرهابى ( لأنه مافيش مايثبت إنك كنت معدى بالصدفة جنب مظاهرة الإرهابين أو اتزنقت وسطهم وإنت نازل تجيب لبن أو عيش للفطار  وياسلام لو حظك وحش وطول عمرك منحوس والإخوان اللى فى المظاهرة قالوا إنك إنت قائدهم وكنت بتهتف وهما وراك هتلبس فى الحيط وإعدام على طول  ) ، الإعدام على الشبه والإشتباه وليس على الأدلة الجنائية فى الوقت الذى تسعى دول العالم إلى إلغاء عقوبة الإعدام والإكتفاء بالسجن مدى الحياة . توالت القرارت والإستعدادات حيث قالت الداخلية انها تقوم بحصر واضعى إشارة رابعة على الفيس بوك للتعامل معهم والقبض عليهم ، نشر كتائب الدعم المسلح على مستوى الجمهورية  ( لاأعرف مامهمتهم ولا شكلهم لكن يبدو أنه أمر متعلق بالحرب ) .

تحركت الحكومة والداخلية نحو الحرب بسرعة وهمة شديدة وهذا يفرض على الدولة وضع خطة للحرب وإحتمالاتها ومدتها الزمنية ومخاطرها والأهم من كل ذلك أن لاتنسى الهدف من حربها وهو القضاء على الإرهاب الذى يهدد الدولة ومواطنيها والحفاظ على حياة الناس ولاتندمج فى حربها حد الثمالة والجنون فتقتل وتدمر أى كائن على الأرض بحجة الإرهاب كما يفعل بشار الأسد فى سوريا ، يقذف بشار أحياء حلب السكنية بالبراميل المتفجرة ويقول هناك إرهابيين نريد قتلهم ، بوضوح شديد عزيزتى الحكومة والداخلية حربكم لاتعنى قتل الطلاب فى الجامعات ولا القبض على فتاة عمرها 9 سنوات لأنها تحمل إشارة رابعة ولا القتل العشوائى فى الشارع بحجة وجود مظاهرة للتنظيم الإرهابى . 

لاتأمر من المخابرات ولا من العفريت لتنفيذ تفجير مديرية الأمن أو أتوبيس نقل عام .

هناك إرهاب وليست مجرد شائعات ولا خطط تأمرية من الدولة الكحلى ولا البنى ولا الموف هاند ميد .

التنظيم مجرم وحاضن للإرهاب بتفكيره وعقيدته وأدبيات شيوخه ومرشديه ويريد هدم الدولة والإنتقام من الشعب وتفكيك الجيش وتحويل مصر لسوريا أخرى وتلك حقيقة لامراء فيها . 

القواعد تقول أن عسكرى مسلح ضد مدنى أعزل = جريمة حرب ، مدنى مسلح ضد مدنى أعزل = إرهاب ، إذا الداخلية ترتكب جرائم حرب أثناء حربها على الإرهاب لأنها لاتواجه الإرهاب فقط ولكن تعمل بمبدأ أخذ الصالح بالطالح ، قتل المتظاهرين السلميين هى جريمة حرب تُرتكب فى إطار الحرب على الإرهاب . لايهمنى ماذا يفعل الإرهاب لأنه أسمه إرهاب فلن نقول له إلتزم بقواعد الحرب لكن الدولة عليها أن تلتزم بذلك لأن هدفها سلامة مواطنيها وليس أخذهم بذنب الإرهاب

الداخلية لاتعرف قواعد الحرب ولا أصولها ولاهى مستعدة لها وليس لديها خطة لمواجهة كل الإحتمالات . أجهزة الأمن المصرىة لاتعرف كيف تتصيد أعداءها ولا تصوب فى الإتجاه الصحيح ، رصاصات الدولة غالبا ماتصيب الأعزل الذى لاحول له ولاقوة حتى وإن كان ينتمى لتنظيم متطرف فهو أعزل تحت تهديد سلاح الدولة فلماذا تقتله ولانراها مثلا تقتل مسلح أو حامل لقنابل أو متفجرات قبل تفجيرها فى الناس وقتلهم . عندما تجعل الداخلية هدفها مابين 500 – 700 ألف من البشر غير معلومى الشكل فهذا فشل وخيبة وليس كونه إجرام فقط ، فالإخوان ليسوا نسخة واحدة مكرره الشكل والمعالم عندما تراه فى الشارع تقول هذا إخوانى إرهابى بل هم أناس مثلنا تماما حتى لو حملوا فى قلوبهم وعقولهم كرهاً لنا وأفكار عدوانية وإرهابية ، فليس من المعقول أن تكون حربك على الإشتباه ولا عباره عن قتل عشوائى ولن يعاقب القانون على ماتحمله قلوب البشر وإلا كنا جميعا محل إدانة . من المؤكد ان ال700 ألف من أعضاء التنظيم لم يرتكبوا جميعا أعمال قتل وتخريب إذن هم ليسوا مذنين  . لدى الدولة أجهزة مخابرات عامة وعسكرية وأمن وطنى وتستطيع ان ترصد وتتبع إتصالات التنظيم وتحركاته وتمويله وتقدم المتهمون لذين شاركوا فى العمليات الإرهابية بأدلة موثقه وتنفذ فيهم حكم الإعدام علناً إن أرادت لكن أن تتهرب من خيبتها وفشلها بإعلان الجماعة إرهابية ويكون كل آمالها وإنجازاتها أن تلقى القبض على أطفال وطلاب وتقتل عشوائياً فهى مجرم غبى وفاشل .

إن دخلتوا الحرب أعدوا لها العدة وكونوا إحترافين وأهل حرب لكن أن تدعى للحرب وتوقظها وأنت أبله لاتجيد غير الجرى وراء صبية يعلقون إشارات رابعة .

للحرب قواعد تعلموها وإحسنوا إصطياد عدوكم وحاربوا الإرهاب الذى أصبح حقيقة جاثمة تهدد الجميع .

 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 900 مشاهدة

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,120,238

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟