بقلم :رضوى عزمي
<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} --> <!-- [endif]---->
سيدي المختلف ..
تحضرها صورته و هو ينفثُ دخان سيجارته بلامبالاة : "طالما لا تستطيعين الحياة ؛ لما لا تجربين الموت ؟" .. تتذكر حتى الآن دهشتها من اقتراحه هذا , هو ذلك المختلف الذي طالما أدهشها , الذي لم يخرج منه يوماً فكرة أو جملة إلا مبتكرة , تتذكر ردها : " و كيف هذا أيها المتفلسف ؟ " , "اصتنعي الموت ؛ ألست تريدين حياة جديدة ؟! ميلاداً جديداً ؟! لا ميلاد دون موت , موتي اكلينيكياً , أوقفي حياتكِ قليلاً ثم أُبعثي من جديد "
رُبما حان الوقت , رُبما الندم لا يُجدي فعلاً, رُبما قُدّر لعلاقتنا أن تكون خطأ, رُبما أنت الإصابة التي كان علي أن أتجرعها لأكتسب المناعة, بالتأكيد كنت أتمنى ألا تكون خطأً , بالتأكيد كنتُ أتمنى أن تكون الصواب الوحيد في حياتي, بالتأكيد كنت أتمنى لو أدركت كل هذا مُبكراً , بالتأكيد تشعر بي الآن , بالتأكيد تسمعني , بالـتأكيد تضحك ضحكتك الساخرة هذي, رُبما تنفث دخان سيجارتك ؛ لا أعلم إن كان هذا مسموحاً عندكم _أينما كنت_ .
"قلبي بارد, مُتجمد, أشتاق لشعور يحركه بين أضلاعي, يزلزله , لكنه كالصخر, كماء تجمد فصار كالثلج " ..
" خذيه بين ذراعيك , امسحي عليه برفق حتى يذوب الثلج" ..
"هذا ليس وقت مزاح, أرجوك" ..
"أنا لست أمزح, يبدو أن إصابتك في عقلِك لا في قلبِك "
المُهم , أنا لا أحبك , أنا أفعل أكثر من هذا بكثير , يقولون "أعشقك" , و "أموت فِداك" و "أهواك" , و أنا لا أفعل كل هذا, أنا أفعل شيئاً آخر ,
شيئاً مُختلف ,
شيئاً يليقُ بمقامك المختلف .
"من أنت لتعنفني هكذا؟ أتعدُ نفسك سعيداً ؟! أنت من هجرك جميع من حولك لجفائك , تدّعي أنك أفضل من دونهم , تُقنع نفسك أنهم الخاسرون, أنت لست أفضل من دونهم , و هم ليسوا الخاسرون, مهما كانوا و مهما كنت و مهما كان مرضهم الذي جعلك تنفر منهم , هُم على الأقل .. سوياً , أما أنت .. فوحدك "
, قالتها و سكتت ؛ كقنبلة أنفجرت ثم تلاشت , أو ثورة خرجت ثم هدأت , قالتها و ارتاحت .. ثم ندمت
صمت قليلاً قبل أن يتمتم : "أنا لستُ أبله لأبحث عن السعادة" , ألجمها رده, أيقنت أنها ليست مستعدة لمواجهتين متتاليتين معه, جمعت أشياءها لترحل , قالت و هي مغادرة : "إذن هدفنا ليس مشترك" , قالتها و رحلت, أغلقت الباب خلفها , غابت عنه و تركت له ألمها ,
أألمها الذي قتله ؟
تساءلت , و قطعاً لم تجد جواباً !
أيُها المُختلف , أثق تماماً أن موتك كحياتك , كلاهما مختلفٌ , يقولون "سكتةٌ قلبية" أصابتك , لم سكت قلبك أيُها المختلف؟ لم قررتما أن ترحلا ؟ أثقلت عليكما الحياة ؟ حقكما .. أعذراني لأنني كنت مِن مَن أثقلها .
"الندم من شيم الأغبياء, إن كل خطأ يُصلح بمُجرد اعترافك به, كل خطأ صار كان يجب أن يصير, كل خطأ صار وُجد أصلاً ليكون خطأ و هذا ليس خطؤك" ..
عامةً .. الحياة لا تستحق وجود مثليكما فيها , رحيلكما يزيدكما شرفاً , الحياةُ لا تستحق هكذا اختلاف , الناس لا يقدرون هكذا اختلاف , هذا خطؤهم و ليس خطأك , أنت عظيم , و أثق أنك في الجنة , لطالما شككت في آهليتك للجنة , عزيزي أنت من أهل الجنة أصلاً , أنت كنت في الجنة و هبطت إلينا في رحلة _ما أثقلها على قلبك الساكت_ ثم عدتَ إليها نافراً من رحلتك ,
أرقد في سلام أيُها المختلف
ساحة النقاش