كتبت_ إيناس محمود
يوم الخميس الموافق الخامس من ديسمبر الماضي استيقظت اليمن على خبر مفجع بهجوم إرهابى على مجمع طبى عسكرى يَتبع القوات المسلحة اليمنية، وأدى الهجوم إلى مقتل وإصابة 260 شخصاً.
المشهد كاملاً كما جاء فى كاميرات مراقبة المستشفى لايمكن وصفه مجرد وصف حيادي ولاحتى المرور عليه مرور الكرام كأي هجوم إجرامي وإرهابي.. صرنا نتعود عليه يومياً من العراق لسورريا لليمن ومؤخراً مصر وسبقتهم أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول التى لايسعنى ذكرها جميعاً هنا، فترى فى تسجيل كاميرات المستشفى اليمنى المستهدف أنه لاوحدات عسكرية هناك ولا قوات شرطة ولا مسئول أو وزير سرق قوت الناس وأحلامهم وأذلهم ولا شرطى قد عذبهم فى أحد السجون ولاقاضى حكم على أحدهم حكماً ظالماً فقضى حياته فى السجون إنها مستشى ومرضى وممرضين وأطباء!!
دخل المهاجمين إلى المستشفى متنكرين بلباس عسكرى ويحملون أسلحة مدعومين بسيارات تحمل متفجرات وإنتحارين، دخلوا على الناس وقتلوا كل من وجدوه فى طريقهم من مرضى وأطباء وممرضين وإقتحموا غرفة العمليات وقتلوا الأطباء بداخلها ونجى المريض المخَدر الذى يرقد على السرير لأنهم ظنوا أنه ميت ولحسن حظه أن كان تحت تأثير المخدر فنجا بحياته ومن هول الكارثة لو كان رأها بعينه لعاش حياته مجنوناً وفاقد لعقله من هول ما رأى، وجدوا طبيبة تهرع لتجد مكان تختبىء فيه فقتلوها برصاصه فى الرأس وخرجوا فوجدوا طبيبة أخرى تحاول أن تساعد جريح فقتلوها هى والجريح وهناك أب وأم وإبنتهما حاولوا أن يحتموا من الموت فقابلهم الموت برصاص فى الصدر والرأس.
لاأعرف من هؤلاء هل هم بشر مثلنا؟ يقولون عنهم أنهم إرهابيين، من الإرهابى؟ ولماذا أصبح إرهابى؟
بعيداً عن أى طنطنه وأى كلام طويل عريض عن أن الفقر والظلم والإستبداد يصنع الإرهاب وأن بلادنا تنتج الإرهاب لأن حكامها سيئون أهلها فقراء. أى إرهابى يصنع الفقر والظلم والإستبداد أتفهم أن يتحول إلى شخص ناقم ويفجر نفسه فى المسئول عن ظلمه أو فى الوزير أو قوات الأمن التى عذبته لكن يفجر ويقتل أطباء ومرضى فى غرفة العمليات، لماذا وماالمبرر أهو الفقر أيضا والإستبداد والظلم أم هو فكر دينى ومعتقد يقوم عليه أناس يمسخون البشر لشيء لا وصف له لدرجة أن يقتل طبيب ومريض فى غرفة العمليات ويتبعون الجرحى بأسلحتهم للقضاء على أخر نفس فيهم.
تفجيرات لندن فى7 يوليو 2005 أسفرت عن مقتل 50 شخصاً إصابة 700 أخرون، قام بتلك التفجيرات عدد من البريطانيين من أبناء الجالية الإسلامية، قام بها من يعيشون فى بلد الحرية والديمقراطية ويتمتعون بكافة حقوق المواطنة وفى مستوى معيشى لائق ولم يتعذب منهم أحداً ولم يتعرض للضرب بأحد أقسام الشرطة ولا لوضع عصا فى مؤخرته من قَبل أمين شرطة حقير رغبة فقط فى إذلاله وليس لديه رئيس يحكم لنصف قرن غصباً عنه، لماذا تحولت سامانثا لوثويث البريطانية التى إعتنقت الإسلام وتزوجت بأحد منفذى تفجيرات لندن إلى إرهابية خطيرة ثم هربت إلى أفريقيا لتتابع الجهاد وتواصل المسيرة ؟
نحتاج إلى فهم وتفسير وتشريح لنفسية وعقلية من يقوم بمثل تلك الأعمال وأن نتوقف عن المعادلات الجاهزة أن الفقر وبلادنا تنتج إرهاب، لاياسيدى الفكر والعقيدة تنتج إرهاب وليس الفقر ولا الإستبداد وحدهما.
الحرية أيضا قد تصنع إرهاب وليس الفقر ولا الإستبداد وحدهما.
إنها مسئولية عقول ونصوص دينية أنتجت التأصيل الفكرى والنفسى ومناهج تربية بعضاً من البشر ليصبحوا إرهابيين يقتلون من يعتقدون أنه يخالفهم ويقتلون فقط لأجل مزاعهم.
هل لو كان أيمن الظواهرى ورفاقه عاشوا وولدوا أمريكان وبريطانيين لكانوا الآن أناس سليمى العقل والإنسانية؟ الأمر لا علاقة له من أي بلد أنت ولكن على أي فكر أنت.
ليس من الغريب أن كل التنظيمات الإرهابية والمتطرفه كانت تربطهم صلة أو نشأ أحد أعضاءها ومؤسسيها منتمى لتنظيم الإخوان. يقول الإخوان نحن لسنا دعاة عنف ولا حرب إذا فلماذا كل فاحشة لاإنسانية فى بلادنا تخرج من تحت عباءتهم وسيد قطب مرشدهمم الروحى كان غاندى المصرى مثلا وكل أدبيات العنف والقتل التى تعج بها تاريخ التنظيم هل هى الأخرى مجلات ميكى ، أنا أصدق أن قيادات الإخوان وأعضاءه لاتربطهم صلة عضوية بهؤلاء ولكن هناك صلة بيئية وفكرية.
التنظيم أعطاهم أبجديات الفكر الدينى العنيف والسمع والطاعة وإلغاء الإنسان وحريته وكرامته وحياته لأجل مشروع أكبر وهو الجنة، الخلافة الإسلامية، الشريعة، نصرة دين الله فمن الطبيعى أن يفجر هؤلاء أنفسهم لأجل الجنة ونشر الدين والشريعة.
عندما تلغى حياة الفرد وأهميتها فمن الطبيعى أن يقتل ذات الفرد غيره لأنه لاأهمية لحياة البشر لأجل الدين والفكره والعقيدة.
إذن فلنقتل أنفسنا جميعاً، كل منا يقتل زميله أو أخوه الذى يشك فى إيمانه وكل من يراه كافراً.
سنموت جميعاً وتنتهى حياتنا كبشر من على الأرض.
لتبقى الأرض خاوية من البشر لكن الدين إنتصر وإنتشر الإسلام وساد الأرض الخاوية!!!
ألف مبروك أخى المتأسلم أخى الإرهابى أخى النازى أخى الصهيونى أخى اليمينى أصبحت الأرض شاغرة من الإنسان فليقم كل منكم مشروعه اللا إنسانى عليها.
ساحة النقاش