كتبت : جهاد أحمد
أراكِ تعافرين لتمزقى قيود الأكتئاب . الخروج من سريرك صباحًا أشبة بمحاولة الخروج من بركة وحل . تشدك الأغلال لأسفل لمكان وحشى ظلمتة حالكة أنتِ هناك وحدك ..
أعلم جيدًا أصعب لحظة لكِ فى يومك عندما تلجأين للنوم بعد صراع لا ينتهى, ويأس يضئ ولا يحترق . وحدك أنتِ حبيبتى على وشك الإحتراق . أستشعر محاولاتك البائسة للتشبث بشئ من الحياة ؛ لتنبشى بمخالبك عن معنى لها ؛ عن غضبك ؛عن وحدتك , افكارك التى لا تلبث أن تعصف بكِ , أشعر بك..
وحدى اعرف معنى هذا الألم كيف أتشتت اتشذرم أنفصم فأتوه عنى فى طرق وعرة ومظلمة وأتسائل فى حيرة كيف وصل كل هؤلاء لليقين ..
سألتينى وعيناك تملؤها مرارة من ذاق الخذلان , كيف أحيا وانا أجهل معنى الحياة؟ . أجبتك لو تعرفين ما ستؤول إليه الأحداث لن تتكبدى عناء الخوض بها ينتظرنا شئ ما ..
كنت أتجمل بما يوحى بالأمل شفقة عليكِ من الألم , أما بداخلى فكنت حانقة من كل شئ حتى الموت الذى كلما لاقيتة رفضنى حتى شعرت بهزيمة أنثى يرفضها رجل ..
من ثلاثة أعوام أشتريت كتاب ضخم أسمة "لا تحزن" كم أسخر من الكتب التى تحقق أكثر مبيعًا فعلى يقين أن أعظم ما كتبتة البشرية لم يصل إلى يد أحد.
شراء الكتب يشعرنى بالسعادة هناك حيوات جديدة ستضاف إلى عمرى العشرينى حتى أصبح فى عراقتى كأميرة فرعونية جميلة , تصفحت الكتاب غير مهتمة حتى أستوقفنى عنوان صغير " نعمة الألم " كيف يكون الألم نعمة . كيف تصبحين أكثر عمقًا أكثر جاذبية بعد الألم .
تلك اللحظة حبيبتى , عندما كنت أستشعر بالموت يزحف نحوى يطوقنى , لحظة واحدة أعادتنى لصوابى , افقدتنى عقلى المراوغ , أيقظت ما ظننتة مات وأنتهى..
رأيت وجه أمى الصبَاح يبتسم وددت لو أحتضنها مرة واحدة قبل أن يحتضنى الموت . رأيت حلم طفولتى ان أنهمر فى الكتابة كمبدعه أصابها مس الجنون . رأيت وجوه لا تعد من أطفال قابلتهم طوال حياتى . أقسمت على إنقاذهم . على أن اوقف صراخهم المستمر بداخلى مع أنى لا أملك ثمن طوق نجاه واحد !
لم أذق قُبلة الحياة بعد فكيف يقبلنى الموت ..
معركتك ليس لعقلك بها نصيب هى معركة حسية , لم تفقدى حواسك كما تظنين فلا ازال أرى فى عيناك معانى وتساؤلات : غضب وحزن وحنان لا تزال بعيناك حياة .
هناك ليالٍ قادمة . لا أعلم من بنا ستدثر الأخرى ولكن لستِ وحدك ...
ساحة النقاش