كتب_ أحمد زكريا
التاريخ : 6 أكتوبر 1973
رافعــًا علم النصر على أرض سيناء بعد اغتصاب دام أكثر من 6 سنوات لأرض طالما كانت مطمعــًا لكل محتل صهيوني كان أو غير صهيوني.
التاريخ: 6 أكتوبر 1979
شعور منفصم ما بين الفخر و المعرّة التي لطخت جبينه بعد رفع العلم منذ 6 سنوات ثم رأي رئيس البلاد يصافح رئيس وزراء العدو الصهيوني منذ شهور قليلة و يوقع كلُ منهما اتفاقية سلام لا يرى فيها إنصافــًا .
التاريخ: 6 أكتوبر 1981
يشاهد مثل غيره من الملايين العرض العسكري للاحتفال بالنصر المجيد، و على غِرة تغتال بعض الأيدي رئيس البلاد.
إسلاميون، متأسلمون، يقتلون باسم الدين ، ربما كان حاكمــًا مستبدًا، اعتقل الكثيرين و لم يفرق بين إسلامي و شيوعي، لكن لماذا يقتلونه ؟
التاريخ: 6 أكتوبر 1998
صار الاحتفال باهتــًا، علامات التطبيع تصبغه، لم يتذكره أحد، لم يكرمه أحد ربما لأنه ليس عضوًا في الحزب الحاكم، ربما لأنه ليس من قيادات الحرب البارزين، لأنه جندي بسيط، لأنه ملتحي و ينتمي لجماعة حظرها النظام، لأنه أحب أن الإسلام حاكمــًا، ربما لأن الإسلاميون الآن منبوذون بعد مذبحة الأقصر !!
التاريخ: 6 أكتوبر 2012
يقف متباهيــًا بين أهله وعشيرته في قلب استاد القاهرة، يتحدث عن أمجاد الحرب التي شارك فيها، ويجلس خلفه قتلة الرئيس الذي قاد الحرب و عمل على تحرير البلاد .
التاريخ : 6 أكتوبر 2013
انقسام واضح في الشارع بعد مرور أربعة عقود على الحرب. يجلس ليشاهد في التلفاز احتفالات الدولة في ستاد الدفاع الجوي و يرى على قناة أخرى تقارير إخبارية تفيد بوقوع إصابات و قتلى جراء اشتباكات بين الشرطة و متظاهرين من الإخوان و المناهضين لـ"الانقلاب".
يتذكر هذه الأيام الخالدة يوم وقف على الجبهة وكاد يقدم روحه رخيصة فداء للوطن ، ويرى اليوم كيف أنه و من مثله يؤيدون "الشرعية" ويرفضون "الانقلاب" رخيصة أرواحهم عند السلطة الحاكمة لأنهم فقط يعارضون و يقولون رأيــًا مُخالفــًا.
التاريخ : 6 أكتوبر 2015
الرئيس الذي منحه الشعب صفة الخلود واقفــًا كالفرعون يلقي خطاب النصر على الإرهاب و الاحتفال بنصر اكتوبر، و تهليلات الفرحة تغلف القاعة التي لا ترى فيها سوى قبعات العسكر و الشرطة
6 أكتوبر 2023
بعد خمسين عامــًا من الانتصار ، الشوارع تعج بالدبابات ، و المصريون يقفون جنبــًا إلى جنب مع جنود الجيش من اجل حماية وطنهم، احتفال بطعم الخوف.
عسكر عاجزون، لا يستطيعون حماية حدود الوطن الذي لا تهدده قوى ظاهرة، و لا يقدرون على حماية داخله الذي لا تهدده قوى خارجية .
متاهات الألم تحيط البلاد، فرحة زائفة بنصر اختلط فيه دماء الجنود وتفرقت بين يد العدو في الداخل و الخارج.
6 أكتوبر 2073
فريقان أحدهما يتذكر مئوية يوم الحرب، وأخر يتذكر يوم قتلت الشرطة متظاهرين " سلميين" منذ أكثر من نصف قرن، كل منهما يتناسى جزءًا من المشهد المنفصم. وكأن التاريخ يتكرر عندما كانت الشرطة تحتفل بعيدها يوم الخامس والعشرين من يناير ثم بات الشعب يحتفل بالثورة.
ساحة النقاش