كتب_عادل النجار
(قيادات الجماعة المأسوف على عمرهم فى السجن .... العسكريون فى السلطة رسمياً ..... النخب ضعيفة وانتهازية ..... المعارضة الكارتونية من جديد .... الحزب الوطنى فى أبهى صوره من جديد .... مظاهرات صغيرة نسبياً ضد الاستبداد .... أقلام معدودة هى من تعارض بشرف ..... هيستريا جوبلز على كافة الجوانب وإن كانت نجحت فى تحقيق هدفها فى جانب واحد ..... الفقر والتهميش والعشوايات والجهل مع اضافة عصبية متطرفة شعبوية..... شعارات ارهاب وأمن ..... بدايات للتطرف الفكرى فى مجتمع أضاعت العصبية السياسية بالسلام الاجتماعى بداخله)
هذا هو الفيلم الذى يعاد من جديد ولكن ياصديقى هل مازلت تريد أن تكون جزءاً منه ؟!! هل مازلت تريد أن تسير بذات الشعارات التى كان يسير بها أجدادك وقادة فريقك؟!! هل مازلت تريد أن تمضى فى مآلات التاريخ الذى يعيد نفسه مجدداً ؟!!!
صديقى يا من أصدقك القول ، ان ما نبغاه هو وجود دولة محترمة تقوم على أساس الاحترام والمواطنة والديموقراطية الحقيقية وليست الشكلية ... نريد عدم وجود رجل له من النظرة الفوقية التراتبية " فى مجال يحتاج لذلك" على رأس حكم أفراد طبيعيون يعيشون حياة مدنية ....
نطالب بزوال الفكر الأمنى المسيطر على كافة التعاملات سواء فى القضايا الداخلية أو الخارجية ..... نطالب ببناء مؤسسات محترمة وتطهير المؤسسات التى ترسخ فيها الفساد على مدار عقود طويلة ... نطالب بمحاكمة كل من تورطت يداه فى دم أو فساد الدولة على مدار تلك العقود .... ندعو لعدم عودة رموز وقيادات الحزب الوطنى للحكم مرة أخرى وكذلك قيادات الجماعة وكذلك ابعاد كافة العسكريين عن أى منصب مدنى ....
نطالب بتجريم استغلال الدين " وليس فصله " فى اللعب بالمشاعر والأفكار لصالح طرف على الآخر.... نطالب بالمحاكمة للجميع أو التصالح مع الجميع دون هؤلاء الذين عاثوا فى الأرض فساداً وأثاروا الأرض بفسادهم .... هذا هو مانرجوه لبلدنا ولكنها أضحت مثالية.
ولكنك ترى مايحدث بعينيك فقط ، مازلت تكرر الأنشودة المملة الخاصة بالثورة أو الانقلاب... والمسار يتحرك ، ومازلت تتحدث عن كينونة ماحدث ومازلت تغمض عينيك عن حقيقة مسار تصحيح الثورة فى 30 يونيو " نتيجة كوراث من تتبعهم" التى مالبثت إلى أن تحولت إلى انقلاب فى 3 يوليو بمباركة شعبية جرفت معها أرواح طاهرة ودماء سالت على أسفلت الوطن .... مازلت تتقوقع فى اطارك الذاتى حول مظاهراتك المحدودة ولاتنظر إلى النبذ الشعبى لك ... مازلت تتقوقع ولاترى أن حكومة "الانقلابيين" كما تسميها قد قللت من مدة الحظر وأنت مازلت تدعى نجاح جمعتك ضد الانقلاب ؟!!
.. مازلت تتنابز مع من يخالفك فى رأيك ويتهمك بالخيانة المسبقة وأنت تتهمه باللاحقة ويبقى الوضع كما هو عليه ويستمر الفيلم فى المضى قدماً وأنت مازلت تتقوقع حول مظلوميتك التى تربيت عليها منذ الصغر وتأريخها منذ خمسينيات القرن المنصرم.
... هل تريد الاستمرار لتجد نفسك والعمر يمضى بك وفى منتصف خمسيناتك أنت " أطال الله فى عمرك " لتجد نفسك تقول " إننا سجنا وقاومنا وجاهدنا ضد الظلم " وتنظر حولك أبناء أنظمة الفساد السابقة فى مواقع السلطة التشريعية والتنفيذية من جديد ... وتربى ابنك من جديد على الطريقة التى تربيت عليها ؟!!!! هل مازلت ترى أن مظاهراتك نوعياً لها صدى أو هدف ؟؟
هل مازلت تجد أن الاعتصام الذى راح ضحية مدبحة فضه أكثر من 1200 انسان " نحسبهم عند الله كل على نواياه " هل مازلت تجد أنه كان ذو فائدة ؟!!! هل مازلت ترى أن مطالبات الشرعية والصندوقية والمرسية لها وجود ؟!! هل ستظل متقوع لتدافع عن نفسك أنك لست ارهابى وأنه لم يكن معك سلاح فى اعتصامك؟ هل ستظل متقوقع حول ذاتك ولاترى العالم حولك؟!!!...
الواقعية ياصديقى العزيز تقول أن اللعبة الصفرية التى لعبها رئيسك مع رئيس مؤسسات الدولة العميقة قبل يونيو 2013 كانت ذى نتيجة حتمية مصيرية وهى فوز طرف نهائياً على الآخر ... الواقعية تقول أن مظاهراتك فاشلة واعتصامك فاشل .. لاتنزعج منى ولاتغضب ففى الهم شركاء ...
الواقعية ياصديقى تقول أنه مهما طال أمد مظاهراتك فى الشارع فقريباً ستمل أو ستعود لعملك السرى من جديد.... ستعود لعملك الخيرى لترى فيه جمال الروح ومدى فاعليته بعد فشلك فى أرض السياسة .... الواقعية تحتم علينا الآن التواكب مع التطورات فى اللعبة الصفرية وليس الانبطاح لنتائجها ، فإذا كنت تريد مواجهة ماحدث فنعم الطلب ولكن الكيف هو الذى يفصل بين الواقعية والتقوقع ... اذا كنت ستظل تهتف بالشرعية ويسقط الانقلاب فاذا فلن تجن الكثير.
أما اذا أردت المواكبة فلتكن مظاهراتنا واحدة حول دستور العار الذى يعدل ويكتب بعار لن يضاهيه عار مثله ، لتكن التظاهرات ضد مواد محددة وضد تفصيلات محددة ... لتكن التظاهرات من أجل الضغط على الحكومة الفاشلة الحالية والتى ستذهب بذات الاقتصاد إلى ماكان سابقهم ذاهباً عليه ولكنهم سيذهبون بمعدل أسرع من ذى قبل .... لتكن التظاهرات من أجل إقرار العدالة الانتقالية وانتخابات مبكرة ... من أجل أن يكون المحاكمات للجميع بدءاً ممن أخطأ وأجرم فى حق الشعب طوال الثمانينات والتسعينات وصولاً لدولة العشوائيات مروراً بحكم ذوى القلادة حاكمى العام ونصف وكذلك بمن تغاضى عن جرائمهم فى حكمه وتساهل مع سفك دماء من ليس من عشريته وأهله أمام قصره المخترق وطالب بحرب أهلية ضمنياً وانتهاءاً بزعيم القتل والحرب الأهلية المباشرة الذى تساهل مع دماء وأرواح نفيسة مثلما تساهل غيره من ذى قبل بل وتسبب فى قتل مجتمعى لآخر شعيرات التسامح والقبول.
... لتكن مطالبنا هى ذاتها الأساسية غير الفرعية ... ليسقط حكم كل من فسد وخان ..... فلتستمر تهتف بمثاليتك وتعيش فى تقوقعك عن عالمك الذى أوشك أن يأكلك أو أن تنظر لواقعية العالم من حولك وتتعامل من خلال نافذتها ..... فماذا أنت بفاعل ياصديقى ؟!!!
ساحة النقاش