كتبت- علياء سعيد:
"الجمهور بيحب أفلام السبكي، لأنه عارف الجمهور عايز إيه"!
بهذه الكلمات التي كررها نقد وفنانون يمكن أن نختصر "معادلة" نجاح أفلام السبكى وسبب إقبال الجمهورعليها.
فالجمهور الذى كان يعتبره بعض النقاد – حتى وقت قريب - ضحية لأفلام الإسفاف والعرى؛ هو نفسه الآن من يقاتل للفوز بتذكرة لأفلام السبكى رغم تأكده أنها ليست إلا توليفة من العرى والرقص المصحوب بحركات خادشة للحياء على أنغام أغانى شعبية هابطة؛ ولا مانع من "رشة" من الألفاظ المحملة بايحاءات جنسية!.
عبده موته.. فين القصة؟
وعلى الرغم من أن فيلم "عبده موته" الذى انتجه أحمد السبكي لم يكن متوقع له الحد الأدنى من النجاح؛ إلا أنه تصدر إيرادات شباك تذاكر السينما الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى، ووصلت إيراداته فيهم فقط لـ5 ملايين جنيه؛ ووصلت إيراداته حتى الآن إلى 15 مليون جنيه!.
وهو المبلغ الذي تحقق مع علم الجمهور أن الفيلم الذي يقاتلون من أجل الحصول على تذكرة مشاهدته لا تحمل قصته أي فكرة جديدة تستحق القتال؛ إلى جانب أن الفيلم من بطولة محمد رمضان الذى لا يُعد بأى شكل من الأشكال نجم شباك يمكن أن يُراهن على اسمه الجمهور؛ حيث يعتبر فيلم "عبده موتة" ثانى بطولة مطلقة لرمضان بعد فيلم "الألماني".
ويُجسد رمضان فى الفيلم شخصية شاب يتاجر فى المخدرات، ويصور له طموحه الكبير أنه سيحقق الثراء الرهيب من تلك التجارة، ولكن تحدث العديد من الصراعات والمفاجآت التى تغير الكثير فى شخصية ذلك الشاب وتحول مسار حياته.
"فيلم قديم"
تضمن موسم عيد الأضحى السينمائى رائعة أخرى من روائع السبكى وهو فيلم "الآنسة مامي" لياسمين عبد العزيز والذى احتل المركز الثانى بعد تحقيقه ايرادات وصلت الي 11مليون جنيه.
وعلى الرغم من أن قصة الفيلم تدور أحداثه في إطار الكوميديا الاجتماعية التي اعتادت ياسمين تقديمها من خلال القصص التي تعتمد على المواقف الطريفة للأطفال؛ إلا أن الفيلم لا يخلو من من عنصر الجذب المعتاد هو الأغنية الشعبية؛ والتى تكفل بتقديمها في الفيلم سعد الصغير وثنائي المهرجانات الشعبية أوكا وأورتيجا.
ويأتى في الترتيب الثالت لكتيبة أفلام السبكي التى أهداها إلى الجمهور فى عيد الأضحى فيلم من المفترض وصفه بالكوميدي وهو "مهمة في فيلم قديم"، والذى جاء فى المركز الثالث بعد أن وصلت إيراداته إلى 2 مليون جنيه فى أول أسبوع لعرضه؛ وهو من بطولة فيفي عبده وإدوارد ومادلين مطر.
الجمهور يعشق "الخلطة السُبكية"
ولأن أفلام السبكي - سواء المعروض منها حاليا أو ما سبقها من أفلام عديدة حققت نجاحا كبيرا خلال السنوات الماضية - لا تحمل سوى الخلطة "السبكية" المعتادة التى تضمن للمشاهد مشهيات السينما كبلطجة العشوائيات وما تحمله من عنف وألفاظ بذيئة إلى جانب الرقص المبتذل والغناء الشعبى على شاكلة "هاتي بوسة يا بت" و"سمكة على بلطية" و"حط إيده ياه"؛ إلا أن الجمهور أثبت أنه هو وحده من يروج لتلك الأفلام ويشجع المنتجين على تقديم المزيد منها من خلال إقباله الشديد عليها!
ويثبت أيضا ما توقعه بعض المنتجين مؤخرا من أن حالة الخلل والتخبط التى تشهدها مصر بعد الثورة على المستوى السياسيي والاجتماعي ستنعكس بالضرورة على الحالة الفنية؛ وستصاب صناعة السينما –والجمهور أيضا- بالخلل وانهيار الذوق العام, والنتيجة الحتمية لهذا الانهيار إنتاج مثل هذه النوعيات من الأفلام التى تعتمد على الإسفاف والهلس والعنف من أجل نسيان الحياة البائسة فى الشارع المصري.
ساحة النقاش