كتب- محمود محسن
أنت أتثبت قبل كدا؟؟
"تعرضت للتثبيت والسرقة في وسط البلد وفي عز الضهر.."، هكذا تحدث احمد سيد(23)، بشيء من الحزن لأنه لم يكن يستطيع أن يفعل شيء عندما رفع عليه ثلاثة من البلطجية السلاح الأبيض عند ميدان عبد المنعم رياض وسط البلد، ويقول أحمد: "معرفتش أعمل ايه؟؟ سيبت لهم الموبايل وخدوه وهربوا ورحت عملت محضر في قسم قصر النيل ولكن لم يتم القبض على البلطجية والموبايل مرجعش"، لكن أحمد لم يكن أمامه حلولا أخرى لكن الآن لديه حل سحري.
تدريبات ضد البلطجية
حسن علي، ربما لن يواجه مشكلة أحمد لأنه وجد حلا أخر.."أنا بدأت في برنامج تدريبي لمواجهة البلطجية وحالات التعرض للسرقة"، ويقول حسن(26 عام): "ليس كأي تدريب عادي لكنه مخصص لاستعمال السلاح الأبيض وكيفية التعامل مع من يرفعون السلاح الأبيض أو يرفعونه عليك.. تكلفه البرنامج بسيطة لا تتعدى المائة جنية ويدربنا أحد رجال قوات الصاعقة والذي فتح مركزا للتدريب ضد البلطجة والسرقة بعد تقاعده ويقوم فيه بتدريب كل من يرغب على مواجهة المواقف التي ممكن أن يتعرض لها الإنسان من سرقة أو تعدي"، ويتابع حسن: "استفدت جدا من هذه التدريبات وهي تنقسم لجزء نفسي نتعلم فيه كيفية التعامل مع البلطجية والحرامية وغيرهم وجزء آخر نتعلم فيه كيفية الدفاع عن النفس في مواجهة ما قد يستخدمه هؤلاء البلطجية من أساليب مختلفة لتهديد الناس وتخويفهم وصولا للتعامل معهم بالقوة وكيفية مواجهتهم"، وينهي حسن حديثة قائلا: "بعيدا عن أي شيء أصبحت بعد هذه التدريبات أكثر ثقة بنفسي وأمشي في الشارع في أي وقت وأنا متأكد إني أستطيع مواجهة أي موقف يحدث لي".
مين عاوز يجرب؟
أسماء علي(25 عام) تحكي لأصدقائها أثناء تجمعهم في مكانهم المفضل، عن تدريبات الـself Defense التي تقوم بها مع صديقاتها وعن أجهزة الصدمات الكهربائية التي تحملها في حقيبتها خوفا من تعرض أي احد لها ولكنها تستدرك وتقول: "لا أشعر أني استطيع مواجهة حرامي أو بلطجي لو حاول سرقتي فقط هذه الحركات أستخدمها للهروب من المتحرش أو الحرامي ومنعه من سرقتي أو التحرش بي لكنها لا تؤهلني لمواجهته وجها لوجه"، وتتابع أسماء: "أتمنى أن اشترك في برنامج مخصص لمواجهة البلطجية وأتعلم كيفية الثبات أمامهم ولا أخشاهم".
قلق الأباء..
وبينما تهتم أسماء بنفسها وتفكر في حالها إذا تعرض لها بلطجي أو حرامي لا تكترث سنية عبد الحميد(57 عام) بغير الاطمئنان على أبنائها أثناء ذهابهم وغيابهم إلى المدرسة وخوفها من تعرضهم لأي حادث، وبالرغم من أن أولادها يدرسون أحدهم في الجامعة والأخر في المرحلة الثانوية تقول سنية: "البلد مش أمان زي الأول وكل يوم نسمع عن حوادث وبلطجية وأنا مش عارفه أعمل إيه، أنا بخاف على محمد ومريم بس لو أعرف مكان هيعرفهم يدافعوا عن نفسهم ازاي انا هخليهم يرحوا حتى لو بفلوس الدنيا أصلي ماليش ف الدنيا غيرهم وربنا هيحميهملي".
ويبدو أن الجميع يبحثون عن الأمن والسلامة في الأهل والوطن وحتى تستجمع حكوماتنا قواها وتعرف مهامها في حماية الناس يبدو أن سنية سترسل أولادها لأقرب مركز للتدريب على حماية النفس غير منتظره ربما حماية الحكومة ناظرة إلى أعلى تترقب معونة السماء.
ساحة النقاش