كتب :هانى كشك
كلما ظننت أن النجاح سيلازمني طوال عمري وجدت الفشل يطرق باب حياتي فأظن أني سأسقط فيه إلى الأبد فأجد النجاح يعاود الأتصال بي مرة اخرى ... وهكذا الحياة بين النجاح و الفشل تتأرجح . بل أنها لن يكون لها طعم أو متعة إلا لو عشنا لحظات النجاح فننعم بها و لحظات الفشل فنتعلم منها و لو ظن أحدنا أنه سيكمل حياته في نجاح دائم أو فشل دائم فإنه سيسلك إما درب من دروب الغرور أو الأكتئاب .
الحياة تجارب .. طوال حياتك تجرب أشياء عديدة و لن تتراكم الخبرات إلا بالتجارب و تعديل السلوك لن يتم إلا بالأقتناع بضرورة التغيير .. لذلك فالفشل ضروري لمن يرى فيه طريق للنجاح أما من يراه كالسقوط في بئر بلا رجعة فهذا هو الفشل بعينه .. قديمًا كنت أسمع نصيحة أن الدنيا تدور و لن تقف على أحد و من يقف في وجهها ستدوس عليه بالأقدام فكنت أتخيل الدنيا تقود سيارة و كلما وقع شخص فإنها تقضي عليه و تخرجه من حساباتها فلا مجال لها لتقف لتطيب خاطر أحد أو تهديء من سرعتها أما من يقع فيقوم و يعاود الجري فهي لا تستطيع اللحاق به .
نحن ننجح و نفشل في كل مجالات الحياة .. في المراهقة نظن أننا نجحنا في الحب و لكن سرعان ما ينقشع الضباب و تظهر الرؤية الواضحة مع مرحلة الشباب و الأتزان فنضحك على أفكار قديمة .. هي ليست خطأ و لكنها ليست واقعية .. في العمل نظن أننا سنقفز السلم الوظيفي جريًا و لن يوقفنا أحد و التجربة تقول أن من صعد سريعًا سقط سريعًا ايضًا .. في الزواج نتعامل في البداية على أنها معركة ثم بمرور الأيام نكتشف أنها شركة تنجح بالتعاون وليس في إقصاء طرف و تستمر بالأحترام بين الطرفين فما سميت هذة العلاقة بالزواج إلا لأنها عبارة عن زوج من البشر قررا أن يعيشا معًا و عليهم أن يتواءم كلا منهما مع الاخر.
لحظات الفشل صعبة بكل تأكيد و لكنها ضرورية لأنها تكون كالعلامات في الطريق أو كالمصابيح المضيئة .. أما النجاح فهو روعة الحياة و لكن الأصعب منه هو الحفاظ عليه لذلك فهو يتطلب العمل الجاد و الصبر على صعاب الحياة و محاولة التأقلم معها و التغلب عليها.
إذا واجهك أحد الأشخاص و قال لك أنت فاشل فلا تتعجل و تتشاجر معه أو ترد عليه الكلمة بنفس الطريقة و لكن قد يكون هذا الشخص صاحب فضل عليك دون أن تدري أو يدري هو ايضًا لأنه قد يستثير داخلك مهارات خامدة أو خصال لا تتعامل أنت معها بصورة سليمة و قبل أن أنهي هذة المقالة أود أن أذكرك بأن أمريكا القت على اليابان قنبلتين ذريتين لتجبرها على الأستسلام فماذا فعل اليابانيون ؟ نهض الشعب و تعلم و فكر و عمل بجد حتى اصبح الشخص الياباني قدوة وسبق العالم كله اقتصاديًا .. حاول أن تفكر في الطريق العكسي لو أن اليابان فكرت في الأنتقام أعتقد أنها لم تكن لتصل إلى ما وصلت اليه من تقدم و نجاح . فرب ضارة نافعة .
ساحة النقاش