كتبت ـ علا علي فهمي :

بين زحام الدنيا وكثرة متاعبها نبحث عن ما يريحنا ويمتعنا كالقراءة والرسم والتصوير والعزف وغيرها من الهوايات التى ترقى بالنفس والروح، ومن ضمن تلك الهوايات "هواية الملوك" كما يطلق عليها أصحابها ومحبيها في مصر وهي "هواية جمع طوابع البريد" التي تعتبر من أقدم وأنبل وأرقى الهوايات الإنسانية.

 فبتأمل الطوابع تستشعر رائحة الزمن تتجمع من حولك لتدخلك عالم من الأسرار ودنيا من الحكايات لا تنتهي بل تزيد يوماً تلو الأخر.

فقبل عصر التكونولوجيا الذي نعيشه وإختراع الموبايل والإنترنت والأي ـ باد ـ كان وصول الجوابات يمر بمغامرات كثيرة يعيشها عمنا "البوسطجي" من مكان لأخر، فوصول الجوابات كان يعد بمثابة الفرح  للأهل والأصدقاء وأحياناً للقرية كلها، حتى وصلنا إلى العهد الذي أصبحت الرسالة فيه تصل أسرع من البرق، "ده طبعاً من غير حسد يعني !".

فهواية "جمع طوابع البريد" هواية إقتناء وتوثيق وتاريخ وحب لزمن مضى ولا تزال أثاره تعيش بيننا.

ولقد عرفت مصر طوابع البريد للمرة الأولى في العام 1863م في عهد الخديوي إسماعيل الذي اشترى حق امتياز شركة البوسطة الأوروبية وأنشأ شركة البوسطة المصرية.

وفي أول يناير 1866 م صدرت أول مجموعة طوابع مصرية بعد تأسيس مصلحة البريد قبل عام من هذا التاريخ، وكانت المجموعة مكوّنة من سبعة طوابع تحمل نقوشا عثمانية، وبالعملة المستخدمة في ذلك الوقت.

ويبلغ عدد هواة جمع طوابع البريد نحو 5 آلاف فرد، فيما لا يتجاوز عددهم في بقية الدول العربية 60 ألفاً، وأشهر طوابع مصر حتى الآن مجموعة "بور فؤاد"  والتي يصل سعر الأن إلى ما يزيد عن 30 ألف جنية مصري.

 وتنقسم الطوابع المصرية من حيث نوعها إلى أربعة أنواع  :

النوع الأول : الطوابع العادية، وغالبا ما تكون تصميماتها بسيطة، ويتم تغييرها كل فترة زمنية من 3 إلى 4 سنوات أو كلما دعت الضرورة.

والنوع الثاني : "الطوابع الجوية"، وقد صدر أول طابع بريد جوي في مصر عام 1926 م، وتستخدم هذه الطوابع للرسائل المنقولة جواً داخل وخارج جمهورية مصر العربية. 

والنوع الثالث : الطوابع الحكومية أو "الرسمية"، وهي التي تستخدم بين الجهات الحكومية بعضها البعض أو من الجهات الحكومية إلى الجمهور، ولا يسمح للجمهور بتداولها. 

والنوع الرابع : "الطوابع التذكارية"، وهي التي تصدر لتسجيل حدث معين أو لتخليد شخصية هامة، وتعتبر سجلا واقعيا لكل ما تمر به الدولة من أحداث سياسية أو رياضية أو فنية أو قومية. 

وقد صدر أول طابع "تذكاري" في العالم عام 1896 م، وصدر أول طابع تذكاري بمصر عام 1925 م في مناسبة عقد المؤتمر الجغرافي الدولي.

وقد صدر من هذه الطوابع التذكارية أكثر من ألفي طابع تعبر عن بعض المناسبات التي مرت بها مصر، ومنها قيام ثورة يوليو 1952 ، إعلان الجمهورية 1953، حرب السويس 1956، نصر أكتوبر 1973، افتتاح إستاد القاهرة 1960.

والطوابع التذكارية والتي خلدت ذكرى زعماء وأدباء وفناني مصر مثل مصطفى كامل باشا، قاسم أمين ، حافظ بك إبراهيم ، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، نجيب الريحاني، علي الكسار، إسماعيل ياسين، أحمد رامي، طه حسين، نجيب محفوظ ،أحمد زويل.

فبالرغم من صغر حجم طابع البريد إلا أن كل طابع يحوي جزء هام من تاريخ مصرالخالد  مما يجعلك تهتم بجمع المزيد وبتكملة كل مجموعة تتناول حدث أو مناسبة معينة، مما يجعلك تجمع وتوثق تاريخ مصر ولكن بالصور والألوان ... 

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2104 مشاهدة
نشرت فى 22 فبراير 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,028,598

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟